أسامة غريب: «عازفة الكمان» شخصية روائية خالصة والبطلة ليست مصر

آخر تحديث: السبت 24 أغسطس 2019 - 12:01 م بتوقيت القاهرة

شيماء شناوى

نقاد: الرواية تمزج بين الهم الشخصى والهم العام ولا تتصنع السخرية

فى أمسية ثقافية شارك فيها كُتاب ونقاد، استضافت مكتبة مصر الجديدة العامة، حفلا نظمته دار الشروق، لمناقشة رواية «عازفة الكمان»، أحدث مؤلفات الكاتب والروائى أسامة غريب، مساء الثلاثاء الماضى 20 أغسطس بمقر المكتبة.

قدم أسامة غريب قراءة لعدد من المقاطع المتفرقة لروايته «عازفة الكمان» الصادرة عن دار الشروق، قائلا إنه لم يقصد من وراء اختياره لأسماء شخصياته الروائية دلالات بعينها، موضحا: «ربما جاءت كإشارات متأثرة بعقلى اللاوعى». مشيرا إلى أن شخصية أمل شوقى، بطلة الرواية، هى شخصية روائية خالصة، ولم يكتبها بقصد الإسقاط السياسى أو أنه كان يصورها على أنها مصر.
وبدوره قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى، إن «عازفة الكمان» هى نافذة على الثقافة الرفيعة بدون تصنع وأن المؤلف استطاع أن يصنع فيها مزيجا بين الهم الشخصى والهم العام. ولهذا جاءت الرواية تناقش العديد من القضايا ومنها: «لماذا لا تتزوج الفتيات المثقفات والطموحات بالسرعة نفسها التى تتزوج بها الفتيات البسيطات، كما ناقشت نظرة ثورة يوليو السلبية للأجانب المقيمين بمصر من اليهود واليونانيين وكذلك القضايا المرتبطة بسرقة الآثار، وحال أهل الفن والطرب وفساد بعض رجال الأعمال وغيرها من القضايا العامة».

وأضاف «مغيث»، الذى قدم عرضا تفصيليا للرواية وشخصياتها، أن «أسامة غريب بعكس ما يُزعم عنه؛ فهو ليس كاتبا ساخرا ولا يسعى أو يتصنع السخرية، لكنه كاتب يعى أن هناك الكثير من الموضوعات لا يجب أن نأخذها بجدية. ولهذا كتب مؤلفات أمثال «أجهزة النيفة المركزية، أفتوكالايزو، مصر ليست أمى.. دى مرات أبويا» وغيرها.

وأوضح «مغيث» أن أسامة غريب تعمد فى كتابة «عازفة الكمان» أستخدام أسلوب سرد بسيط ومباشر، لافتا إلى أنه تلك البساطة والمباشرة ربما هى مستمدة من عمله الطويل بالصحافة. وقال مغيث «بالرغم من قدرته اللغوية وفصحاه الواثقة من نفسها إلا أنه أختار الكتابة فى كثير من المواضع بالعامية ما جعل لغة نصه أكثر طزاجة».

وعن دلالة أختيار الأسماء فى الرواية قال «مغيث» «أمل شوقى، وطارق أبو النور، ووحيد طاهر، وغيرها، كلها أسماء ذات دلالات واضحة، تشير إلى حكايات لم يقصها المؤلف ولكنها تكون مفهومة ضمنيا، وهى الدلالات التى احترافها الأديب نجيب محفوظ فى جميع مؤلفاته».

واعتبر الخبير التربوى، الجزء النفسى فى الرواية، شديد الروعة والجمال، بحسب وصفه. وهو الأمر الذى يظهر جاليا فى مواقف الأبطال والتناقض فى نفوس أغلب الشخصيات، مشيرا أن هدف الكاتب من الرواية لم يكن إظهار الجانب العاطفى فقط، بل عرض قضايا تتعلق بالإنسان.

قالت الناقدة الأدبية الدكتورة نهى حماد، إن رواية «عازفة الكمان»، جاءت سلسلة خالية من الخطابة والزوائد فى النص، كما جاءت خالية من التصنع. ذلك لأن المؤلف كتب عن عوالم عاشها وخبرها جيدا. وأضافت «حماد» أن عنوان الرواية وغلافها يشيران بقوة إلى أن القارئ بصدد عمل رومانسى كلاسيكى يختلف عن الكتابات التى اعتاد قرائتها للمؤلف.

وأشادت نهى حماد بلغة السرد وببراعة المؤلف فى وصف أجواء المهاجرين المصريين، واعتبرتها من أهم المشاهد القوية فى الرواية، حيث أظهرت حالة التعالى التى تصيب بعض المصريين فى التعامل مع بعضهم البعض بالخارج، مشيرة إلى أن هذا المنوال ينطبق على جميع الأصعدة، وهو ما رصده أسامة غريب على الصعيد الدبلوماسى.

وقالت الناقدة الأدبية «على الرغم من أن الرواية رومانسية إلا أنها تصنف كرواية تراجيديا، ويمكن أن تكون مرثية كاملة لهذا الوطن، مشيدة بأستخدام المؤلف لأسلوب «المنولوج» حيث يُعد أحد أهم نقاط القوة فى الرواية، كما يُعد أبلغ الصور الخطابية فى النص.

وتابعت: «أهم ما أعجبنى فى الرواية هو حالة كشف التواطؤ العام، والتى تُعد واحدة من أهم وظاىف الأدب، كما كان يقول الأستاذ نجيب محفوظ دائما».

وأوضحت «حماد» أن الرواية تجمع العديد من الثنائيات منها ثنائية «الأرض والمرأة، الموت والحياة، الحب والزمن»، وغيرها. لافتة أن شخصيات الرواية تنتمى إلى وطن «الهدر الإنسانى» وهو المصطلح المعروف فى علم النفس وسبق أن تناوله الطبيب مصطفى حجازى، فى كتابه «الإنسان المهدور.. دراسة تحليلية نفسية».

وأردفت الناقدة الأدبية: الشخصيات الروائية «الثانوية والرئيسية» هى نماذج لشخصيات واقعية، وهو ما يفسر اختيار المؤلف للهجة العامية فى لغة السرد فى الكثير من المواقف وذلك حتى تتناسب مع واقعية الشخصيات.

شارك بالحضور كل من: «الناقدة والكاتبة العلمية هدى أبوزيد، والروائى شريف العصفورى، والباحثة التربوبة منى عيد، وندى مغيث، والمهندس سامح مصطفى».

وتدور أحداث رواية «عازفة الكمان» الصادرة عن دار الشروق، فى إطار اجتماعى رومانسى، وتتنقل بالقارئ ما بين «القاهرة ونيويورك»، خلال 270 صفحة، تسرد من فيهما قصة «طارق» الشاب المصرى المهاجر إلى أمريكا، و«أمل» عازفة الكمان التى تذهب إلى هناك فى زيارة لإحياء حفل موسيقى، فتتاقطع الطرق بينهم لتبدأ أحداث الرواية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved