مواقف في حياة النبي (1).. نعته كافرٌ بـ الأبتر فأنزل الله سورة الكوثر

آخر تحديث: الأحد 24 سبتمبر 2023 - 2:50 م بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

يحتفل المسلمون في 12 ربيع الأول من كل عام بميلاد خاتم الأنبياء والمرسلين النبي محمد الذي أنار الدنيا برسالة الإسلام التي نزلت في مكة المكرمة.

كم هي عطرة سيرة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) ولا يزال المسلمون يستخلصون العبرة والحكمة من أصعب المواقف التي عاصرها بنقائه وصبره على نشر الدعوة مواجها الإيذاء بالحسنى.

بين أبرز تلك المواقف، مَوقف تعرض له النبي الكريم والذي بسببه نزلت إحدى سور القرآن الكريم، وهي "الكوثر"، نستعرضه معكم في السطور التالية.

"الكوثر".. أقصر سور القرآن الكريم

تعد سورة الكوثر واحدة من السور المكية التي نزلت على الرسول قبل الهجرة، في مكة المكرمة، وهي السورة رقم 108 في القرآن الكريم.

وسورة الكوثر هي أقصر سور القرآن الكريم، حيث تتكون من 3 آيات فقط، بعدد 10 كلمات مكونين من 42 حرف، وتوجد هذه السورة في الجزء الثلاثين والأخير من المصحف الشريف.

أما عن فضل قراءة سورة الكوثر، فروي انس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه، عن رسول الله صلي الله عليه وسلم حديثا نصه: (أغفى رسولُ اللَّهِ إغفاءةً، فرفعَ رأسَهُ مبتَسِمًا إمَّا قالَ لَهُم وإمَّا قالوا لهُ لِمَ ضحِكْتَ فقالَ رسولُ اللَّهِ إنَّهُ أُنْزِلَت عليَّ آنفًا سورةٌ فقرأَ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ): حتَّى ختم السورة قالَ لهم: هَل تَدرونَ ما الكَوثرُ قالوا اللَّهُ ورسولُهُ أعلَمُ، قالَ هوَ نَهْرٌ أعطاني إياه ربِّي عزَّ وجلَّ في الجنَّةِ علَيهِ خيرٌ كثيرٌ ترِدُ علَيهِ أمَّتي يومَ القيامةِ آنيتُهُ عدد الكواكِبِ يُختَلَجُ العَبدُ منهم فأقولُ يا ربِّ إنَّهُ مِن أمَّتي فيقالُ لي إنَّكَ لا تَدري ما أحدَثوا بَعدَكَ".

سبب نزول السورة

كان نزول سورة الكوثر على النبي محمد أقوى رد من الله تعالى على الكفار الذين كانوا يسبوه بـ"الأبتر" أي الرجل الذي لم يعش له صبيان.

حيث لم يتبقى من نسل النبي إلا بناته، بعدما توفى اولاد الصبيان الثلاثة أطفالا، وهم القاسم وعبدالله من السيدة خديجة رضي الله عنها، وإبراهيم من السيدة ماريا القبطية.

وذكر الواحديّ في كتابه أسباب النزول، عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وغيرهم من المحدِّثين والمفسِّرين، أنَّ سبب نزول سورة الكوثر جاء بسبب ما رُوِيَ عن أحد المشركين، وهو العاص بن وائل، الذي لقي النبيَّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- وهو خارجٌ من المسجد والعاص داخلٌ إليه، وكان جماعةٌ من كفار قريش يجلسون فيه، فسألوه من كان يحدث؟ فأجابهم (مع الأبتر)، حيث كان يقصد يعني النبيَّ عليه الصَّلاة والسلام.

والأبتر في اللغة تعني من لا ابن ذكر له، وكان عبد الله بن النبيّ عليه الصَّلاة والسلام من زوجته خديجة -رضي الله عنها- قد توفّي وقتها، فأنزل الله تعالى سورة الكوثر إرضاء من الله للنبي، وجاء الوحي لينقل كلمات الله، فقال: بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ [إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ ﴿1﴾ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ ﴿2﴾ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ ﴿3﴾].

وذكر المفسرون في كتبهم أن تفسير السورة أن الله تعالى يقول للرسول: {إني أعطيتك نهر الكوثر في الجنة، فصل لي واذبح دابة إن الذي سبك هو الأبتر".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved