مئوية الأستاذ.. لماذا عرض حسن البنا على هيكل منصبا كبيرا في صحيفة جماعة الإخوان؟

آخر تحديث: الأحد 24 سبتمبر 2023 - 10:45 ص بتوقيت القاهرة

محمد حسين

تحل الذكرى المئوية لميلاد الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل يوم 23 سبتمبر، حيث ولد الأستاذ قبل قرن من الزمان لعائلة تعود أصولها للصعيد ويعمل غالبية أفرادها بالتجارة، لكنه لم يرض بأن يستكمل ذلك المسار، ليتلحق بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ويدرس اللغة الإنجليزية، ثم يسلك البوابة الأولى لمشوار الصحافة عن طريق صحيفة الإجيبشيان جازيت في أوائل الأربعينيات.

ويأتي هيكل كواحد من أبرز رموز الصحافة العربية على امتداد تاريخها، نشر أكثر من 23 كتابا سياسيا تناول خلالها القضايا الإستراتيجية المختلفة على المستوى المحلي والإقليمي، والعديد من المقالات في الصحف البريطانية والأمريكية.

ومن بين الموضوعات التي تناولها هيكل كانت "جماعة الإخوان"، فمع صعودها للحكم طالب بمنح الرئيس الأسبق محمد مرسي وجماعة الإخوان الفرصة ليحكموا البلاد، رغم اعتقاده أن "النجاح لن يكون حليفهم"، وفقا لحديث أدلى به لصحيفة صنداي تايمز البريطانية.

وبعد الإطاحة الشعبية بحكمهم في ثورة 30 يونيو 2010، قال هيكل" إن أخطاء جماعة الإخوان المسلمين في مصر بعد الخروج من الحكم أفدح ألف مرة من أخطائها أثناء الحكم، وقد أثبتوا أنهم ليسوا حزبا سياسيا وأنهم لا يعرفون معنى السياسة، وكان بإمكانهم الدخول في المعادلة الوطنية، ولكن دون التحدث عن الخلافة أو المشروعات الخارجية"، أثناء لقاء تلفزيوني مع الإعلامية لميس الحديدي.

وترجع العلاقة بين هيكل والإخوان لعهد بعيد قبل نحو 65 عاما من وصولهم للسلطة، وأشار لموقف جمعه بمؤسس الجماعة حسن البنا من خلال أحد حواراته، والذي نقله الدكتور محمد الباز بكتابه الصادر بعنوان "هيكل المذكرات المخفية: السيرة الذاتية لساحر الصحافة العربية".

- صحفي واعد.. مطمع الجماعة

يقول هيكل:"أول مرة رأيت حسن البنا كان فى مكتبى فى أخبار اليوم، ظل جالسًا ينتظر عبدالرحمن عمار وكيل وزارة الداخلية كى يعطيه أحد بيانات الجماعة.

وأضاف: "بعد شهور وجدت حسن البنا يعرض علىّ سكرتارية تحرير جريدة (الإخوان المسلمون)، ولكنى اعتذرت، كان ذلك فى سنة 1946، فى وقت أراد فيه الإخوان إصدار جريدة لهم، وقد عهدوا بالمشروع إلى عبدالحليم الغمراوى وكان محررًا بالأهرام ‫ لسبب أو لآخر قال الغمراوى للبنا: إننا بحاجة إلى شبان للجريدة ‫ وكان يبدو وقتها أننى يمكن أن أكون صحفيًا واعدًا، فرشحوني".

- صلاة الجمعة وخطبة البنا

وواصل: "ذهبت إلى حسن البنا فى مقره العام بالحلمية، بعد أن أخذت موعدًا بعد صلاة الجمعة، ودخلت المسجد، في وقت كان البنا يخطب فيه خطبته الشهيرة التى وصف فيها الإخوان برهبان الليل وفرسان النهار، وبعد أن انتهى البنا، فتحنا موضوع الجريدة، وأتذكر أنني سألته سؤالًا مهنيًا عن قارئ الجريدة. مَن يكون؟ وكيف تصل إليه؟ ‫ قال: إذا كنت تتحدث عن التوزيع، فلا تقلق من هذه الناحية ‫ أنا كنت أتساءل عن محتوى الجريدة ونوعية قارئها، وهو سؤال سهل وصعب فى وقت واحد، لكنه قال إن مصر بها 4 آلاف قرية، كل قرية منها بها مكتب دعوة يضم 12 فردًا، ولو اشترى الجريدة هؤلاء فقط، لكان التوزيع 48 ألفًا قبل النزول إلى الباعة.

- الدين والوطنية ليسا سلعة

وكان رده: "قلت له إن هذا غير ممكن، إننى أخشى أن أقول إن في دعاوى الوطنية ودعاوى الدين، والدعاوى الكبرى لا بد أن نفرق بينها وبين سلعة تباع؛ لأن القارئ عندما يدفع قرشًا في صحيفة، فهو يختار ما يُرضىي مزاجه، فلا تقيده بما تتحدث عنه، ابعد عنه موضوعات الدعوة والوطنية، دعه يختار السلعة التي يعتقد أنها أنفع له، ولا تضيع وقتك معه، وكان من المتوقع أن نختلف، وهو ما حدث، ثم بعد ذلك سافرت حتى لا يتكرر العرض".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved