رئيس الطائفة الإنجيلية: تاريخ المجتمع المصري يخبرنا دائما أنه كان تعدديا

آخر تحديث: الثلاثاء 24 نوفمبر 2020 - 1:31 م بتوقيت القاهرة

أ ش أ:

أكد القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية، أهمية الندوة -التي نظمتها وكالة أنباء الشرق الأوسط بالاشتراك مع وزارة الأوقاف في ضوء مبادرة الدكتور محمد مختار جمعة التي تحمل عنوان "معًا نتعايش باحترام متبادل"- في مناقشة قضية مهمةٍ تمسُّ صميمَ مجتمعِنَا المصريّ، مشيرا إلى أن تاريخُ المجتمعِ المصريّ يخبرنا دائمًا أنه كانَ مجتمعًا تعدديًّا، تعيشُ فيهِ فئاتٌ مختلفةٌ في مجالاتٍ شتَّى، واليوم، لدينا تنوُّع وتعدُّديةٌ في المجتمعِ المصريّ، ولكن يظلُّ الدينُ يمثِّلُ قدسيةً خاصةً للمصريينَ جميعًا، وأنه على مرِّ التاريخِ، كانَ احترامُ الدينِ يمثِّلُ خطًّا أحمرَ لا يتخطَّاهُ أحدٌ ولا يمسُّ قدسيتَه أحدٌ.

وتابع زكي قائلا: "إنه عندَما نَنظُرُ لِمَا يحدثُ اليومَ في أماكنَ عديدةٍ في العالمِ نَجِدُ نموذجًا للحريةِ المنفلتةِ، التي لا تُراعِي مُقدَّساتِ الآخر، ولا تحترمُ حرياتِ الآخرينَ في العبادةِ والاعتقادِ، كَمَا أنَّ ما نرَاهُ يوميًّا على وسائلِ التواصلِ الاجتماعيّ يُظهِرُ لنا عُمقَ الاحتياجِ للتواصلِ مع الشبابِ المصريّ، بهدفِ تعميقِ ثوابتِ احترامِ الدينِ وقدسيَّةِ العقيدةِ والتعايشِ المُشتَرَكِ مع الآخرِ المُختَلِف"، مؤكدا على أهمية الدورِ الكبيرِ المُلقى على عاتقِ وسائلِ الإعلام في تنميةِ هذا الوعيِ الشبابيّ بالدينِ ومقدَّساتِه، وخصوصًا وسائل التواصلِ الاجتماعيِّ الحديثةْ.

ونوه بأن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحَت ذات قوةٌ وقدرةٌ غيرُ محدودةٍ على التأثيرِ في ثقافةِ الأفراد، خاصةً الشبابْ، وسلوكيَّاتِهم، وأفكارِهم وتصرُّفاتِهم، فمعظمُ مبادئِ وقَنَاعَات هؤلاء -سواءَ عبرَ التخيُّلِ أو التحدُّثِ أو التحليلِ الدقيقِ أو تبنِّي تجاربِ وخبراتِ الآخرينْ، أصبحتْ داخلَ هذهِ المواقعِ تصوراتٍ قابلةً للتعديلِ والتغييرِ من طرفِ المؤثِّرينْ، حيث أصبحَ مستخدِمو مواقع التواصلِ الاجتماعيّ اليومَ لا يكتفونَ بالعيشِ في المجتمعِ، بل يقومونَ أيضًا بإنتاجِ أشكالٍ جديدةٍ للوجودِ الاجتماعيّ.

وأضاف أن هذهِ العودةَ القويةَ للدينِ داخلَ الواقعِ الافتراضيّ لم تحدُثْ بالشكلِ التقليديّ كما تمَّ ترسيخُه داخلَ الواقعِ الحقيقيّ، وإنَّما في شكلٍ جديدٍ يتميزُ بالكثيرِ من النقدِ في بناءِ القناعةِ وفي الاعتقادْ، وأنه في هذا الإطارِ الإعلاميِّ الجديدِ، يقعُ دورٌ كبيرٌ على المؤسَّساتِ الدينيةِ، سواء الأزهرْ أو وزارةِ الأوقافِ أو دارِ الإفتاءِ أو الكنائسْ بمختلفِ مذاهبِها في مِصرْ، ويَستَدْعي هذَا الدَّورُ تنشيطَ دورِها في نشرِ ثقافةِ الاعتدالِ والتسامحِ وتقبُّلِ الآخر، ومواجهةِ ظاهرةِ التطرُّفِ الدينيّ والغلوّ المذهبيّ.

وأكد أنه باتَ منَ الضروريّ الاعترافُ بأنَّ شبابَنا يحتاجُ إلى توعيةٍ عميقةٍ بأهميةِ الدينِ وفهمِ التراثِ الدينيِّ بشكلٍ صحيحٍ يضمنُ عدمَ تهميشِ الآخر، أو استباحةَ مقدَّساتِه، وهُنا لا يحتاجُ الشبابُ للتلقينِ بقدرِ ما يَحتاجونَ لمُعايشةِ القدوةِ والنموذجِ في الحوارِ.

وشدد زكي على أن الله أنعم على مصر بقيادة سياسية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية وقيادات دينية سوف يذكرها التاريخ للدور الهام الذي يقومون به، مؤكدا ضرورة ألا يتم تحجيمُ الحوارِ بينَ الأطرافِ الشبابيةِ المختلفةِ، ولكن يجبُ أنْ يتمَّ إعادةُ توجيهِهِ نحوَ إطارٍ بنَّاءٍ يرفضُ بشكلٍ حاسمٍ أيَّ ازدراءٍ بالأديانِ، أوْ أيَّ تطاولٍ على المُقدَّساتِ الدينيَّةِ، رغم أنَّه قادرٌ على خلقِ مساحةٍ منَ الحوارِ تَعبُرُ بهذا الجيلِ الناشئِ نحوَ التعايشِ المشتركِ بينَهُم، كذلكَ يجبُ أن نقدِّمُ -كقياداتٍ دينيةٍ- نموذجًا للأجيالِ الناشئةِ حولَ كيفيةِ إجراءِ الحوارِ في إطارٍ من الاحترامِ للمقدَّساتِ الدينيَّةْ.

جاء ذلك في الندوة التي نظمتها وكالة أنباء الشرق الأوسط بالاشتراك مع وزارة الأوقاف في ضوء مبادرة الدكتور محمد مختار جمعة التي تحمل عنوان "معًا نتعايش باحترام متبادل"، والتي أدارها الكاتب الصحفي علي حسن رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير، وشارك فيها كل من: الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والقس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية، والأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، وفيبي فوزي جرجس وكيل مجلس الشيوخ، والدكتور عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، وسميرة لوقا رئيس قطاع الحوار بالهيئة القبطية الإنجيلية، والكاتب والأكاديمي الدكتور سامح فوزي، وكذلك مرسيل سمير وأحمد فتحي عضوا مجلس النواب وتنسيقية شباب الأحزاب.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved