عبدالهادي القصبي: على قادة العالم ورجال الفكر والثقافة نشر الحب والتعايش

آخر تحديث: الثلاثاء 24 نوفمبر 2020 - 1:50 م بتوقيت القاهرة

القاهرة - أ ش أ

قال الدكتور عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، إن قضية التعايش من أهم القضايا المطروحة على الساحة الدولية سواء من من الناحية الدينية والسياسية والإنسانية، مشيرا إلى أن العالم شهد في الآونة الأخيرة صراعات ونزاعات وفتن دعمتها أفكار شيطانية ومطامع سياسية واقتصادية حتى أضحت نظريات التقسيم والعنف والاختلاف ونشر الصراعات صناعة لها أدواتها ويدعمها الإعلام الفاسد والتزييف والعبث وتغييب الوعي.

وأضاف أن كل هذا أثر على حياة البشر التي شهدت العديد من الحروب بدءاً من الحرب العالمية الثانية مروراً بحروب عديدة نتج عنها سفك دماء وتخلف، وما أن انتهت هذه الحروب إلا تطلعت الإنسانية إلى السلم والاحترام لكن بدأت موجة جديدة ممنهجة تسمى "الإرهاب" ضد التعايش السلمي، ليستمر قتل الأبرياء، وينتشر الفقر والبؤس لترتفع نسب الأرامل والمشردين.

وأشار إلى أنه من المؤسف أن يكون هذا الإرهاب تحت ستار الأديان التي هي بريئة من التقسيم والقتل وسفك الدماء، فقد اجتمعت الأديان جميعها على تحريم قتل النفس بدءا من الوصايا العشر إلى ما أمر به سيدنا عيسى عليه السلام وخطبة الوداع للنبي صلى الله عليه وسلم، كما يخبرنا الله تعالى أنه من قتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً، ويؤكد وحدة الأصل الإنساني رغم التنوع فيقول تعالى: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة"، ويؤكد أن الاختلاف سنة فيقول "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة".

وقال "القصبي" إن الإسلام دعا إلى التعايش مع الآخر عن طريق مبادئ وردت في القرآن منها قوله تعالى: "إن الله يأمركم بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عم الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون".

ووجه "القصبي" حديثه إلى قادة العالم ورجال الفكر والثقافة لينشروا ثقافة الحب والتعايش والسلم، داعياً إلى عدم نشر ثقافة الظلم والدمار ومذكراً بأن الله سبحانه وتعالى خلق الكون ليسع الجميع، وبأن ما أنفق على التقسيم والقتل والحروب لو أنفق على التعليم والصحة ومواجهة الجوع لامتلأت الدنيا سلماً وسلاماً.

جاء ذلك في الندوة التي نظمتها وكالة أنباء الشرق الأوسط بالاشتراك مع وزارة الأوقاف في ضوء مبادرة الدكتور محمد مختار جمعة التي تحمل عنوان "معًا نتعايش باحترام متبادل"، والتي أدارها الكاتب الصحفي علي حسن رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير، وشارك فيها كل من: الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والقس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية، والأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، وفيبي فوزي جرجس وكيل مجلس الشيوخ، والدكتور عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، وسميرة لوقا رئيس قطاع الحوار بالهيئة القبطية الإنجيلية، والكاتب والأكاديمي الدكتور سامح فوزي، وكذلك مرسيل سمير وأحمد فتحي عضوا مجلس النواب وتنسيقية شباب الأحزاب.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved