تسجيل مسرب.. رئيس الأركان الإسرائيلي السابق: لم نتعامل بجدية مع مؤشرات سبقت هجوم 7 أكتوبر
آخر تحديث: الإثنين 24 نوفمبر 2025 - 2:17 م بتوقيت القاهرة
رقية السيسي
في تسجيل صوتي جديد غير مؤرخ، يروي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، هرتسي هاليفي، وجهة نظره حول الأحداث والقرارات التي سبقت هجوم 7 أكتوبر 2023، معترفا بأن المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية، التي كان يقودها آنذاك، لم تتعامل بجدية كافية مع المؤشرات والتحذيرات التي سبقت الهجوم.
التسجيل، الذي عرضته القناة 12 الإسرائيلية، مساء أمس، يظهر هاليفي وهو يشرح لعائلات ضحايا الهجوم كيف تم تجاهل التحذيرات السابقة للهجوم وسوء تفسير المعلومات الاستخباراتية داخل الأجهزة الإسرائيلية، بالإضافة إلى شعوره بالمسئولية الشخصية عن الإخفاقات التي ما زال يحملها حتى اليوم.
** تقييمات وقرارات خاطئة
وقال هاليفي لعائلات الضحايا: "كان من الخطأ السماح لإدارة غزة كما كانت تتم في تلك الفترة"، معترفا بأن سياسة السماح لحركة حماس بإدارة الحياة المدنية في القطاع وتلقي التمويل الخارجي كانت قرارا استراتيجيا خاطئا".
وأضاف: "حتى عندما تأكدنا من وصول الأموال إلى المحتاجين، كانت جماعات أخرى تستخدم أموالا لبناء قوتها العسكرية".
وأوضح هاليفي كيف تم إنشاء آلية معقدة لإدارة غزة تعتمد على التراخيص والمساعدات والمشاريع المدنية، والتي أعطت انطباعا خاطئا للجهات الإسرائيلية والدولية بأن التركيز كان على احتياجات المدنيين وليس على العمليات المسلحة.
وقال: "تمكنوا من إقناع الجميع، الوسطاء، والقيادة، والجيش، والاستخبارات، والشاباك، والموساد"، على حد تعبيره.
وأشار هاليفي إلى أن جزءا من التقييم الخاطئ بخصوص حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
وأضاف أن الحرب على غزة عام 2021، كان نقطة تحول لصالح الوضع في القطاع، رغم أن القيادة الإسرائيلية اعتبرت "عملية حارس الأسوار" (التسمية الإسرائيلية للعدوان على القطاع في 2021) نجاحا عسكريا، بينما كان تفسير "حماس" مختلفا.
وأوضح أن التحذيرات صدرت قبل 7 أكتوبر، حين لاحظت محللة استخباراتية تغيرا واضحا في أنماط التدريب، لكنها لم تُؤخذ على محمل الجد. وقال هاليفي: "كان بيانا ينبغي لضابط الاستخبارات أن يكون قلقا بشأنه".
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي اعتقد أن حماس تميل إلى تجنب الصراع، خاصة بعد مشاهدتها وهي تعاقب مشاركين في احتجاجات على السياج الحدودي قبل الهجوم.
** ماذا حدث في صباح 7 أكتوبر 2023؟
وتحدث هاليفي عن تلقيه مكالمة في حوالي الساعة الثالثة صباحا في 7 أكتوبر حول "علامات مريبة" في غزة، لكنه أشار إلى أن التقييمات الأولية من الجيش والشاباك أظهرت أن "كل شيء يبدو روتينيا" وأن "لا مؤشرات على أي أمر وشيك". ومع ذلك كتب لنفسه ملاحظة: "عدم إقناع أنفسنا بأنه لا شيء".
في الساعة 4 صباحا، تحدث هاليفي مع قائد القيادة الجنوبية للجيش مطالبا بأن "تقترب القوات من الصباح بقوة أكبر"، وقال: "في أسوأ الأحوال، سنكتشف أنه لم يحدث شيء". وبعد ساعتين تقريبا، بدأ الهجوم بإطلاق آلاف الصواريخ واجتياز نحو 5 آلاف عنصر الحدود إلى إسرائيل، ما أدى إلى مقتل نحو 1200 إسرائيلي، وأخذ 251 رهينة إلى غزة.
وقال هاليفي: "لقد فشل الجيش الإسرائيلي"، مؤكدا أمام هيئة الأركان: "أنا قائد الجيش وأنا مسئول". وأضاف: "المسئولية شاملة، عن ما تعرفه وما لا تعرفه، وعن النتائج".
** رفض نظرية المؤامرة
كما رفض هاليفي نظرية المؤامرة القائلة بأن بعض المسئولين كانوا على علم بالهجوم وسمحوا به، مشيرا إلى أن هذه النظرية يروج لها سياسيون لأغراض معينة. وقال: "كانت هناك أخطاء كبيرة، لكن لم يرغب أحد في حدوث ذلك".
واستقال هاليفي من منصبه في يناير وتم استبداله باللواء إيال زامير، وكان قد صرح عند استقالته أنه يتحمل مسئولية إخفاق الجيش في 7 أكتوبر، لكنه أشار أيضا إلى الإنجازات التي حققها الجيش منذ ذلك الحين، وقال: "أتحمل مسئولية إخفاق الجيش، وأيضا مسئولية إنجازاته. وأتمنى لو لم نكن بحاجة لهذه الإنجازات، فليس هناك نجاح يمكن أن يمحو الألم والخسارة منذ بدء الحرب".
وكانت هذه أول مرة منذ 17 عاما التي يستقيل فيها رئيس أركان إسرائيلي قبل إتمام مدة ولايته البالغة ثلاث سنوات.