«هاملت الإسكندراني».. نادي السينما الإفريقية يحتفي بالراحل يوسف شاهين

آخر تحديث: السبت 25 يناير 2020 - 2:51 م بتوقيت القاهرة

حاتم جمال الدين -الشيماء أحمد فاروق

في بحضور فني وثقافي كبير، احتفى مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية (نادي السينما الأفريقية) بالمخرج العالمي يوسف شاهين من خلال عرض فيلم "هاملت الإسكندراني" الذي أخرجته الكاتبة والإعلامية اللبنانية منى غندور.

وكان أبطال أفلام شاهين على رأس الحضور في مقدمتهم محمود حميدة ورجاء حسين وسهير المرشدي وسيف عبدالرحمن والمنتج جابي خوري، وعدد من نجوم الفن والنقاد والمخرجين.

وقال الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكي للسينما، في تصريحات لـ"الشروق"، إن "شاهين لازال في ذاكرتنا وقلوبنا، كان مخرجا ذو بصمة في كل أفلامه من أول أعماله حتى وفاته".

وأضاف: "كان لي الشرف أثناء تواجدي في إيطاليا عام 1996 بمشاهد فيلم المصري بإحدى السينمات الإيطالية ولمست بوجودي وسط الجمهور في قاعة السينما بحب الفيلم وردود الفعل الإيجابية مما جعلني أشعر بالفخر لأنني مصري ومن بلد يوسف شاهين".

وتابع: "شاهين هو من استطاع إخراج القدرات التمثيلية للفنان الراحل محمود المليجي روح الطيبة والبساطة التمثيلية والذي أثر فينا جدا، ولا أتخيل فيلم الأرض بدون المليجي، ولا أحد كان يستطيع إخراج فيلم الأرض بهذه الصورة مثل شاهين".

وانطلق الحفل بكلمة الفنانة سلوى محمد علي قائلة: "شاهين في إفريقيا تلك الاحتفالية في 15 دولة افريقية الآن بمناسبة عيد ميلاد يوسف شاهين الـ94 عودة الابن الضال النسخة المرممة وشاهين الإسكندراني بيعرضوا النهاردة لأول مرة في نفس اللحظة في كل من كينيا والجزائر والمغرب وتونس وتنزانيا وملاوي".

بدوره، قال السيناريست سيد فؤاد: "الحقيقة ده مش مجرد عرض لأفلام يوسف شاهين في 15 دولة إفريقية بمناسبة عيد ميلاد شاهين ولكن هو عودة لإعادة عرض الفيلم المصري في الدول الإفريقية ويفتح سوق إفريقي للسينما في الأقصر ومصر بشكل عام".

وشهد الحفل عرض لصوت لطيفة بأغنيتها "تعرف تتكلم بلدي" التي عرضت عام 2001 في فيلم "سكوت هنصور" للمخرج يوسف شاهين، كما عرضت الصور متتالية عن شاهين ومن كواليس أعماله السينمائية المختلفة الممتدة من "بابا أمين" عام 1950 وحتى "هي فوضى" عام 2007.

فيما قالت المخرجة عزة الحسيني: "إحنا بنحتفي بأحد صناع السينما المصرية، كما أن له بعد عالمي وإفريقي واتضح ذلك من خلال المخرجيين المختلفين من أغلب دول العالم الذين نلتقي بهم في المهرجانات فيكون اسمه متردد دائماً على ألسنتهم".

وألقى المنتج جابي خوري –شركة أفلام مصر العالمية- كلمة المخرجة منى غندور والتي اعتذرت عن الحضور لظروف صحية وأرسلت هذه الكلمة بمناسبة الاحتفالية، وقالت فيها: "كنت أود أن أكون بينكم في هذه الاحتفالية التي تحتفي برائد سينمائي شكل وجدان أجيال، لم يكن شاهين مجرد مخرج في حياتي كان باباً أدخلني لعالم السينما والحياة، وقررت بعد مشاهدة أول فيلم لشاهين أن السينما هي جنتي الموعودة، وفي العشرين من عمري شاهدت إسكندرية ليه وقررت بعده الذهاب للقاهرة لالتقي بشاهين، وعلى مدار عقود من الزمن كنت أحج للقاهرة لكي أحوم حول كعبة أحلامي جو المدهش".

واستعاد محمود حميدة، ذاكرته مع المخرج الراحل قائلا: "وجودي في هذا المكان له صفة شبه رسمية لكوني رئيساص شرفياً لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية ولكن الشق الأكبر لسبب وجودي هو كوني عملت مع الرجل العظيم والذي من قبل معرفتي به كنت أظن نظرته الطفولية هذه مصطنعة لأجل الكاميرات، ولكن عندما إلتقيت به فهو طفلاً بالضرورة، فكان المعلم والأخ والأب والصاحب ونعم كل هؤلاء".

وحضرت الاحتفالية الفنانة رجاء حسين إحدى بطلات فيلم "عودة الابن الضال"، والتي ألقت كلمة في هذه المناسبة، وقالت: "أنا جاية ليوسف شاهين الذي أفادني وجعل مني ممثلة جيدة، كنت أحب النظر إليه أثناء تمثيلي لأرى عيونه وأقرأها فقوم بأداء المشهد بشكل أفضل، إنه لم يمت بل يعيش معنا".

وقالت الفنانة سهير المرشدي الذي جاءت لمشاهدة فيلم "عودة الابن الضال" بعد ترميمه، وهي إحدى بطلات الفيلم: "نحن نفتقد يوسف شاهين لأننا مفتقدين الانسانية فهو آدمي يعرف كيف يتواصل مع الآخر المختلف معه، والجميل في شاهين أنه كان يستطيع أن يتفق مع الجميع على اختلاف طموحهم وأراءهم وشخصياتهم".

وأضافت: "الكلمات لا تسعفني في التعبير عن هذا الرجل الذي أحمل في قلبي له الكثير، والفنان الحقيقي هو الذي يخلد، فالفن خلود والفنان خلود والانسانية خلود والذي يجمع بين الثلاثة يجب أن يكون شخصاً مثل يوسف شاهين".

اعتذرت الفنانة ماجدة الرومي عن الحضور ولكنها أرسلت كلمتها مسجلة فيديو للمنتج جابي خوري، قالت إنها لا تستطيع مشاهدة فيلم "عودة الابن الضال" لأنه يهزها انسانية ويذكرها بأيام وَلت، كما يذكرها أن ما جسدته في فيلم من نهاية العائلة فيه هو ما عاشته بلبنان بسبب الحرب الأهلية فيما بعد.

وتابعت: "أشهد بابداع شاهين وقراءته المزهلة لمجريات الأمور، كان بيفكر بالمؤامرات وباللعبة السياسية التي تطبق علينا وتقضي على العالم العربي".

وأضافت: "يوسف شاهين يختصر عمري وأحلامي بهذا الفيلم حلم السينما المحطم، وأن مثل هذا الفيلم تماماً عشت الحياة على مفترق طرق، بين الحياة والموت، وبين القنابل والألحان"، وأنهت كلمتها بمقطع من أغنية مفترق طرق التي كتبها صلاح جاهين: "إيه العمل في الوقت ده ياصديقي غير إننا عند افتراق الطريق نبص قدامنا على شمس أحلامنا نلاقها بتشق السحاب الغميق"، والتي وصفتها أنها الأغنية التي تعبر عن قصة حياتها.

فيلم "هاملت الاسكندراني" يتحدث عن ارتباط شاهين بقصة هاملت التي كتبها العالمي شيكسبير، وجنون شاهين بهذه الشخصية وحلمه تمثيلها، معبراً عن هذه الأمنيات بحديث شاهين عن هاملت وصوراً له أثناء تمثيلها على خشبة المسرح، وجمع الفيلم عدد كبير من صور شاهين على شاطيء الاسكندرية ووراء الكاميرا وفي كواليس أفلامه، ومقاطع من حوارات أجراها مع منى غندور ومشاهد من أفلامه التي تعبر عن أجزاء من حياته.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved