مدير مكتب منظمة الهجرة الدولية بالقاهرة لـ«الشروق»: معدل الهجرة غير الشرعية فى مصر أصبح «صفرا»

آخر تحديث: الأحد 26 يناير 2020 - 12:05 ص بتوقيت القاهرة

حوار ــ أحمد كساب:


نثق فى قدرة وزارة الهجرة على إنجاح مبادرة «مراكب النجاة».. ونقدم كل الدعم لتحقيق أهدافها
أفواج المهاجرين غير الشرعيين تمثل قنابل موقوتة لمختلف الدول.. والقاهرة مثال يحتذى به فى ملف التعامل مع اللاجئين
تضاؤل فرص العمل وشعور الشباب بالتهميش وإجبار الأهل من أبرز أسباب تنامى الظاهرة.. ولابد من دعم الشباب لتنفيذ المشروعات الصغيرة والمتوسطة
استخدام القوى الناعمة ومواقع التواصل يساعد فى الوصول للشباب وإنجاح حملات التوعية
الإصلاحات الاقتصادية والمشروعات القومية تساعد على زيادة الاستثمار الأجنبى وتوفير فرص عمل للشباب تغنيهم عن الجرى وراء الهجرة
عدد المهاجرين حول العالم 265 مليون شخص.. والجالية السودانية فى مصر 3.5 مليون تليها الليبية


قال مدير مكتب منظمة الهجرة الدولية بالقاهرة، لوران دى بويك، إن معدلات الهجرة غير الشرعية فى مصر وصلت إلى «الصفر»، وفقا لآخر إحصائيات المنظمة، كما تعمل حاليا على اتخاذ خطوات جادة للحفاظ على ما حققته من نجاح، لافتا إلى تعاون المنظمة مع وزارة الهجرة فى تنفيذ المبادرة الرئاسية «مراكب النجاة»، والتنسيق بشأن توعية المواطنين وتوفير البدائل الإيجابية لهم.
وأشار دى بويك فى حواره لـ«الشروق»، أن أكثر من 165 جنسية تعيش فى مصر ما بين لاجئين وعمال ومستثمرين، والتجربة المصرية فى ملف التعامل مع اللاجئين تعد نموذجا يحتذى به، حيث إنها استقبلت جنسيات مختلفة عاشت واندمجت فى المجتمع المصرى وأصبح أفرادها جزءا منه، ولم يتم وضعهم فى مخيمات مع عدم المتاجرة بالقضية أو استغلالها سياسيا.
وإلى نص الحوار..
< ما تقييمكم لجهود مصر فى مكافحة الهجرة غير الشرعية؟
ــ مصر نجحت فى إحكام السيطرة على هذه الظاهرة وإعلانها القضاء على مشكلة الهجرة غير الشرعية منذ عام 2016، وتعمل حاليا على اتخاذ خطوات جادة للحفاظ على ما حققته من نجاح، حيث تعمل على تغيير مفاهيم كثيرة لدى الشباب نحو الهجرة بوجه عام، وإبراز النماذج الناجحة فى بلدهم، وتشجيع الشباب على البدء فى مشروعات صغيرة مع تقديم الدعم لهم.
< ما هى آخر الإحصائيات عن الهجرة غير الشرعية فى مصر؟
ــ وفقا لآخر إحصائيات المنظمة، فإن معدلات الهجرة غير الشرعية فى مصر تصل إلى «الصفر»، فهى منعدمة تماما فى الوقت الحالى، ومصر قطعت شوطا كبيرا للقضاء على هذه الظاهرة، وبالفعل لم نرصد أى أرقام أو دلائل على خروج مراكب غير شرعية من مصر خلال الفترة الماضية.
< ما هى الآليات المستخدمة فى إعداد إحصائيات الهجرة غير الشرعية؟
ــ إعداد تلك الإحصائيات أمر معقد للغاية، فالمهاجرون بهذه الطرق، غير مسجلين بالسجلات الرسمية، وهو ما يصعب عملية التعرف على الأرقام بدقة، ولكن نعتمد بصورة أكبر على ما يتم رصده وتسجيله رسميا ضمن حالات الوفاة نتيجة الهجرة غير الشرعية بمختلف الدول، وكذلك المرحلون من الدول فى حالة ضبطهم.
< ما تقييمكم للمبادرة الرئاسية «مراكب النجاة»؟
ــ المبادرة جيدة للغاية وتنم عن رؤية مستقبلية محددة وضرورية للحفاظ على ما حققته مصر فى مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، والمضى قدما فى مختلف الاتجاهات، وهو ما دفع المنظمة للمشاركة فى هذه المبادرة مع تقديم الدعم الكامل لها، ولدينا ثقة كاملة فى قدرة الرئيس عبدالفتاح السيسى ووزارة الهجرة فى إنجاحها، حيث إن استهداف المحافظات والأماكن الأكثر تصديرا للهجرة غير الآمنة ومحاولة تبنى الشباب الموجودين فيها وتغيير أفكارهم ومحاولة احتوائهم بالتدريب والنزول إلى سوق العمل، هو سبيل تحقيق الأهداف المرجو منها.
< ماهى آلية مشاركتكم فى المبادرة؟
ــ نتعاون مع وزارة الهجرة والجهات المختلفة فى تنفيذ دورات التوعية للتعريف بمخاطر الظاهرة وسبل مكافحتها، فضلا عن توفير البدائل الإيجابية للشباب من فرص عمل ووظائف تتناسب مع طاقاتهم ومؤهلاتهم، فضلا عن توفير الدورات التدريبية للشباب لتأهيلهم للعمل داخل مصر، وهو ما سوف ننتهجه فى الفاعليات القادمة للوزارة فى المحافظات المختلفة.
< ما هى أسباب الهجرة غير الشرعية؟
ــ تتعدد أسباب الهجرة غير الشرعية لكن أكثرها تأثيرا، قلة فرص العمل وسوء التعامل داخل الأسر، حيث إن قلة فرص العمل فى أى دولة وعدم شعور الشباب بالاهتمام والابتعاد عن إدماجهم فى سوق العمل وتوفير الفرص لهم، بالإضافة إلى عدم وجود عائد مادى يساعد الشباب على حياة كريمة، يكون دافعا رئيسيا للسعى وراء الهجرة، أما الجانب الآخر فيتعلق بالوعى لدى الأهل، فهناك أسر كاملة تدفع أبناءها للهجرة غير الشرعية لجلب الأموال دون النظر لعواقب الأمور، ونعانى دائما من ثقافة الهجرة إلى الخارج التى يجب تعديلها، وتفضيل فرص العمل بالداخل بدلا من الخارج، فأفواج المهاجرين غير الشرعيين قد تصبح قنابل موقوتة.
< ما هى أبرز وسائل إقناع الشباب ببدائل عن الهجرة غير الشرعية؟
ــ الحلول تأتى من معالجة أسباب الظاهرة، وبالتالى فإن توعية الشباب والأسر بصورة دائمة، والتعاون فى هذا الصدد مع مختلف المؤسسات والجهات كما هو الحال فى مبادرة مراكب النجاة، وكذلك استخدام القوى الناعمة فى حملات التوعية، بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعى، وتدريب الشباب على ريادة الأعمال، ومنحهم فرص العمل والمنح اللازمة لتنفيذ المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مع الاهتمام بتطوير التعليم بمختلفة مراحله وتأسيس النشء بصورة سليمة ليتمكن من خلق فرصة عمل مجزية فى بلاده.
< ماذا تعنى باستخدام القوى الناعمة ومواقع التواصل فى حملات التوعية ومدى تأثيرها؟
ــ استخدام القوى الناعمة من الفنانين واللاعبين المشاهير فى حملات التوعية ضد مخاطر الهجرة غير الشرعية يمكنه التأثير على فئة كبيرة من الشباب داخل مجتمعاتهم، كما يمكن الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعى والمؤسسات المعنية بالشباب، والقادرة على الوصول إليهم والتأثير فيهم، من خلال التحدث ببساطة معهم بلغة قريبة من لغتهم وأفكارهم وأسلوبهم.
< هل تساعد الإصلاحات الاقتصادية والمشروعات القومية بمصر فى الحفاظ على نجاحات مكافحة الظاهرة؟
ــ أجرت مصر العديد من الإصلاحات الاقتصادية، ونفذت العديد من المشروعات القومية خلال السنوات الماضية، مما يساعدها على زيادة فرص الاستثمار الأجنبى بها كونها من أكبر الأسواق العالمية الجاذبة للاستثمارات، وكلها عوامل تساعد فى توفير فرص العمل للشباب ومختلف الشرائح من المواطنين ويساعدهم كذلك على الاستمتاع بحياة كريمة ومستوى معيشى جيد يغنيهم عن البحث وراء الهجرة بشكل عام خارج البلاد.
< وماذا عن الاتفاق الدولى حول الهجرة الآمنة والمنتظمة؟
ــ يمثل الاتفاق العالمى للهجرة فرصة تاريخية لتحسين التعاون الدولى فى هذا المجال، وتعزيز مساهمة المهاجرين فى التنمية المستدامة، وهو أول إطار عالمى حكومى دولى للتعاون فى مجال الهجرة الدولية، وعلى الرغم من أنها غير ملزمة قانونا، إلا أن الاتفاق يحدد إطارا تعاونيا لإدارة الهجرة بشكل أفضل على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية، كما أنه يجمع المبادئ والحقوق والالتزامات من صكوك القانون الدولى القائمة المتعلقة بالهجرة ويحدد الممارسات فى جميع مجالات الهجرة بصورة أفضل.
< كيف تقيم تجربة مصر فى التعامل مع اللاجئين؟
ــ التجربة المصرية نموذج يحتذى به، ومصر حققت نجاحات كثيرة وبارزة فى ملف التعامل مع اللاجئين، وهو ما جعلها فى مصاف الدول التى أحرزت تقدما فى هذا الشأن، إذ إنها تستقبل جنسيات مختلفة عاشوا واندمجوا فى المجتمع المصرى وأصبحوا جزءا منه، بالإضافة إلى عدم وضعهم فى مخيمات وعدم المتاجرة بالقضية أو استغلالها سياسيا.
< ما هى الجنسيات التى دخلت مصر كلاجئين؟
ــ يوجد فى مصر أكثر من 165 جنسية مختلفة، ما بين لاجئين وعمال ومستثمرين، وتعد الجالية السودانية من أكبر تلك الجاليات وتقدر بنحو 3.5 مليون فرد، تليها الجالية الليبية بنحو مليون شخص يعملون بين مصر وليبيا، وتتعاون المنظمة مع الحكومة لمعرفة تأثير المهاجرين على الاقتصاد.
< ما هو عدد المهاجرين على مستوى العالم تقريبا؟
ــ يبلغ عدد المهاجرين حول العالم نحو 265 مليون شخص، وبالنسبة لتعداد سكان العام فهو أكثر من 3% من أصل التعداد، والعدد يعتبر مستقرا لأنه كلما تزايدت أعداد السكان كلما زاد معدل الهجرة.
< كيف تتعاون المنظمة مع الدول فى مكافحة الظاهرة؟
ــ نعمل على أمرين رئيسيين فى المنظمة وذلك من خلال التعاون مع مختلف الدول، بالتعريف بوسائل الهجرة الآمنة وما تطلبه من التأهيل والتدريب لسوق العمل الخارجى وفرص العمل المتاحة، والأمر الآخر هو التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، والتنسيق مع الدول على توفير البدائل للشباب وتدريبهم وتوعيتهم بآلية تنفيذ المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وافتتاح مراكز التدريب بالمحافظات المختلفة، خاصة الأكثر تصديرا للمهاجرين غير الشرعيين.
< ما هى نصيحتكم لمن يفكر من الشباب المصرى خوض تجربة الهجرة غير الشرعية؟
ــ لابد للشباب من التفكير بعواقب الهجرة غير الشرعية، والبعد عن تجار البشر ممن يحاولون إقناعهم بإمكانية تهجيرهم بطرق غير آمنة للخارج ووهمهم بتوفير فرص العمل، فأغلب المهاجرين بهذه الطرق يطالهم الهلاك، كما أن للأهل دورا هاما فى التوعية وعدم الضغط على الشباب وإجبارهم على ذلك، وهنا يأتى دور الدولة فى احتوائهم وتوفير البدائل لهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved