جراح فرنسي يبيع فحص أشعة ناج من هجمات باريس 2015.. والمريض يقاضيه

آخر تحديث: الثلاثاء 25 يناير 2022 - 1:57 م بتوقيت القاهرة

هايدي صبري

عرض أحد الجراحين الفرنسيين، في مستشفى "جورج بومبيدو" (باريس) للبيع على موقع إلكتروني صورة بالأشعة السينية لأحد الناجين من ضحايا هجوم باتاكلان، خلال هجمات باريس 13 نوفمبر 2015، فيما تقدم الضحية بمقاضاة الطبيب، ما دفع الأخير الاعتراف بخطأه وتقديم اعتذار.

وذكرت محطة "فرانس.انفو"التلفزيونية الفرنسية، أن الطبيب عرض على موقع Opensea الإلكتروني، أشعة سينية لمريض ناجِ من هجمات باريس، موضحة أن الأشعة تشير إلى "كسرًا مفتوحًا في الساعد الأيسر برصاصة كلاشينكوف" كما كتب على الأشعة تعليقاً بأن الأشعة لمريضة شابة فقدت رفيقها، ليلة 13 نوفمبر 2015.

من جانبه، اعترف الجراح باقترافه "خطأ"، معرباً على عن "أسفه للضحايا"، فيما أنه كان ينوي بيعها، مدعياً ​​أنه منحه سعراً (2776.70 دولارًا) فقط بناءً على طلب الموقع، قبل حذفه بمجرد تسوية القضية.

بدوره، قال رئيس جمعية "الحياة من أجل ضحايا باتكلان باريس" أرتير دونوفو، إن "أي مريض يرى أشعته السينية تُباع على شبكة الانترنت سيصاب بالصدمة"، مضيفاً:" تم إبلاغ الناجية المعنية وترغب في عدم الكشف عن هويتها، كما أنها تريد أن تفكر بهدوء في متابعة هذه القضية".

من جانبه، أشار المدير العام للمستشفيات الجامعية في باريس، مارتن هيرش، إلى نيته في إحالة الواقعه لمجلس التأديب وتقديم تقرير إلى العدالة، معتبراً أن "هذا العمل غير أخلاقي" و"يدعو إلى التشكيك في السرية الطبية".

تسببت المبادرة في استياء وغضب مسئولي المستشفيات الجامعية الحكومية في فرنسا.

كما ردت الفتاة، المعنية بالواقعة، عبر محاميها إيلودي أبراهام قائلة: إنها "مصدومة للغاية" من "النهج التجاري" و"ازدراء" الطبيب.

وأضافت محامية الضحية في بيان لموقع "ميديا بارت" الإخباري، أن:"هذا الطبيب، الذي لم يكتف بانتهاك السرية الطبية لهذه المريضة، رأى أنه من المناسب وصف الحياة الخاصة لهذه الشابة على موقع البيع عبر الإنترنت، مما جعلها قابلة للتعريف تمامًا".

وتابعت: "الطبيب لم يتردد في الاتصال بالضحية يوم الأحد، لتبرير الموقف أو الندم أو ابداء أي تعاطف مع الضحية".

في المقابل، كتب الطبيب تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التدوينات القصيرة "تويتر" قال فيها أنه "ضل طريقه تمامًا بطريقة غير ملائمة، والتي أساءت بشكل شرعي إلى أولئك الذين أشرف على علاجهم، وهم ضحايا" الهجمات"، لافتاً إلى أنه لم يبيع الأشعة وسحب عرض البيع من الموقع، إذ كان قد طلب 2776 دولارًا (حوالي 2450 يورو).

كما نددت جمعيات ضحايا 13 نوفمبر "الحياة لباريس" و"الأخوة والحقيقة" في نهاية هذا الأسبوع بـ"غباء وجشع" الطبيب، وذكّرت بأن هذا "الفعل البغيض" ظل "منعزلاً ولا يمثل" عمل المهنيين الصحيين.

وبدأت في سبتمبر الماضي، محاكمة الهجمات التي خلفت 130 قتيلاً في باريس و"سان دوني" في 13 نوفمبر 2015 ومن المقرر أن تستمر حتى مايو.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved