«Contagion».. رغم عرضه 2011 فيلم يحاكى ما يعيشه العالم الآن بسبب تفشى الوباء

آخر تحديث: الأربعاء 25 مارس 2020 - 10:53 م بتوقيت القاهرة

تقرير ــ نوران عرفة:

نقاد: من أفضل الأفلام المثيرة التى تحدثت عن الأمراض والأوبئة.. والعلماء يثنون على دقته فى توصيل صورة حقيقية حول الفيروس
زادت شهرته فى الفترة الأخيرة بقوة واحتل المركز الأول ضمن قائمة الأفلام الأكثر مشاهدة ومبيعا على منصة «iTunes»
رواد «تويتر» يرصدون بعض التشابهات بين الفيلم ومرض كورونا وتصدر هاشتاج «كورونا وContagion» (تريند) عبر السوشيال ميديا
تزامنا مع زيادة تفشى وباء كورونا العالمى، كثَّفت الفضائيات العربية والأجنبية أخيرا عرض أشهر «أفلام الوباء» و«أفلام الكوارث» فى تاريخ هوليوود، التى تنبأت بالفيروس المستجد كنوع من التنظير السينمائى لفكرة نهاية العالم؛ حيث جاء سيناريو هذه الأفلام مطابقا للسيناريو الحالى الذى يحاول العالم وضعه من أجل احتواء أزمة الفيروس القاتل.
ولعل أبرز تلك الأفلام هو فيلم الدراما الأمريكى «عدوى ــ Contagion»، الذى صدر عام 2011، وتنبأ بانتشار فيروس (COVID ــ 19) المستجد، إذ يجسد الفيلم ما يحدث فى العالم خلال الوقت الراهن بسبب الفيروس، وفقا لرأى الكثيرين من النقاد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعى.
وكانت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، نشرت تقريرا أكدت فيه أن المتابعين ربطوا أحداث فيروس كورونا بأحداث فيلم «Contagion»، الذى يوثق انتشار مرض معدٍ ومميت ينتقل عبر الخفافيش والخنازير ويهدد البشرية مثل فيروس كورونا، وخاصة بعد اندلاعه من الصين أيضا.
قصة الفيلم مأخوذة عن سيناريو كتبه «سكوت بيرنس»، وتدور أحداثه حول فيروس مجهول وقاتل ينتقل فى الهواء وعبر اللمس بسرعة جنونية، ويقتل المصاب به فى عدة أيام؛ مما يصيب العالم بالرعب، فيما يحاول الأطباء السيطرة على الفزع والخراب الذى يعم الأرض.
ويؤدى دور البطولة فى الفيلم، كل من مات ديمون وجوينيث بالترو، جود لو، كيت وينسليت، ماريون كوتيار، لورنس فيشبورن، وهو من إخراج ستيفين سوديربيرج.
يختلف سيناريو الفيلم عن الواقع؛ حيث إن الفيروس المتعارف عليه خلال الأحداث لا علاج له؛ مما ينتج عنه الفوضى فى البلاد ويجد المواطنون صعوبة فى السيطرة عليها، بينما يتشابه فى انتشار الشائعات كما هو الحال الآن، والتدافع والشجار للحصول على الطعام من المتاجر، بالإضافة إلى سرعة انتشاره وحضانته التى تتراوح ما بين يومين إلى 14 يوما.
وعلى غرار اتهام السلطات الصينية للخفافيش بأنها سبب المرض بعد انتشار «شوربة الخفاش» فى سوق مدينة «ووهان» لبيع المأكولات البحرية؛ لينتشر سريعا إلى 31 منطقة على مستوى المقاطعات الصينية؛ يدور فيلم «Contagion»، الذى سلط الضوء على الخفافيش؛ معتبرا أنها أصل تفشى الفيروس، وهو الأمر نفسه الذى يحدث حاليا مع كورونا.
أشاد العديد من النقاد بالفيلم، وأكدوا أنه من أفضل الأفلام المثيرة التى تحدثت عن الأمراض والأوبئة، ونصحوا الجمهور بمشاهدتها، وقد زادت شهرته فى الفترة الأخيرة بقوة واحتل المركز الأول ضمن قائمة الأفلام الأكثر مشاهدة، بحسب شركة «وارنر براذر»، التى صرحت بأنه الأكثر مبيعا على منصة «iTunes»، إلى جانب ارتفاع معدل البحث عن على موقع «جوجل» بعد انتشار كورونا، بعد تناول الجمهور والصحف المحلية والعالمية الحديث عنه.
عرض الفيلم لأول مرة فى الدورة الـ 86 من مهرجان فينيسيا السينمائى فى سبتمبر عام 2011، ونال إشادة كبيرة من النقاد حول الفكرة والأداء، كما أثنى العلماء على دقته فى توصيل صورة حقيقية وواضحة حول الفيروس.
كما حقق الفيلم نجاحا كبيرا فى شباك التذاكر، إذ بلغت ميزانيته 60 مليون دولار، وقدرت إيراداته فى أسبوعه الأول بدور العرض الأمريكية نحو 22 دولارا أمريكيا، ووصلت نسبة إيراداته إلى 136 مليون دولار حول العالم، بينما سجل نسبة 85 % على موقع التقييمات الشهير «Rotten Tomatoes»، و6.7/10 على موقع «IMDb».
وعلى الرغم من مرور 9 سنوات على عرض الفيلم، إلا أن بعض رواد مواقع التواصل عبّروا عن دهشتهم من تشابه أحداثه مع الواقع الذى نعيشه الآن، بل رجح بعضهم أن الأمر مدبر ومفتعل من قبل منتجين؛ لكى يروجوا عن تلك الأفلام بما يشبه «البروبوجاندا الإعلامية»، وخاصة أن المذيع الذى ظهر خلال أحد المشاهد هو الشخص ذاته الذى تم استضافته فى الفترة الأخيرة على إحدى الفضائيات العربية الشهيرة؛ لمناقشة الأزمة العالمية الحالية، وكانت المفاجأة أن يعيد حديثه فى الفيلم.
ولم يقتصر الأمر على زيادة نسبة مشاهدة الفيلم، بل أصبح بعضهم يحث الآخر على مشاهدته وعرض مقاطع منه عبر حسابهم الشخصى، ورصد رواد «تويتر» بعض التشابهات بين الفيلم ومرض كورونا، وتصدر هاشتاج «كورونا وContagion»، الأكثر تداولا (تريند) عبر السوشيال ميديا.
بينما قال آخرون إن فكرته كانت محض صدفة، أو نظرة تنبؤية مدهشة للمستقبل، وأن كورونا مرض فيروسى قديم قد تم تطويره من قبل العلماء وتناول الفيلم فكرته، لكن البعض تطرق للحديث عن الفيروس الموجود فى الفيلم ورفضوا تشبيهه بالفيروس المستجد؛ لاعتقادهم أنه يتشابه كثيرا مع فيروس «سارس» الذى ظهر عام 2002 فى الصين وكان مصدره الخفافيش.
ومن جهة أخرى، يرى الكثيرون أن التشابه بين الفيلم والفيروس الحالى، جاءت إيجابية لصالح مصابى العالم؛ حيث إن نهاية الفيلم تحمل رسالة أمل لهم؛ وذلك بعد انتهاء الوباء وإيجاد علاج ناجح للمرض أدى إلى الشفاء التام للجميع.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved