نساء مُلهمات (3).. حميدة خليل.. أول شهيدة مصرية في تاريخ النضال النسائي برصاص الإنجليز

آخر تحديث: السبت 25 مارس 2023 - 1:51 م بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

منذ مطلع التاريخ تحظى مصر بنساء عظيمات وملهمات استطعن أن يسطرن إنجازات ويصنعن تاريخ ويساعدن في إعادة بناء وتشييد مجد بلادهن على مر التاريخ وفي مختلف عصورها القديمة والحديثة والأحدث.

لذلك، نشر المركز القومي للمرأة في مصر كتابات وثق خلالها قصص نجاح المرأة المصرية في صناعة التاريخ والمجد لبلادها، واستعانت بها "الشروق" لتقدم سلسلة "نساء مُلهمات" على مدار شهر رمضان، لتسرد قصص إنجازات عظيمة للمرأة المصرية عبر العصور المختلفة وحتى العصر الحالي.

حميدة خليل.. أول شهيدة مصرية في تاريخ النضال النسائي برصاص الإنجليز

كان سقوط الفتاة الثائرة، حميدة خليل، ابنة حي الجمالية بمدينة القاهرة بالرصاص الإنجليزي أثناء مشاركتها في الصفوف الأولى بتظاهرة أمام مسجد الحسين، هو المفجر الأساسي لثورة 1919.

فأمام مسجد الحسين انضمت حميدة خليل إلى صفوف الثوار، الذين أعلنوا غضبهم من استمرار الاحتلال الإنجليزي لمصر، خلف برقعها الأبيض بعيونها الواثقة وهتافاتها التي حركت الجميع من الصفوف الأولى في الثورة، رافعين شعارات التنديد بالاحتلال والاستعمار الإنجليزي، ومطالب بعودة زعيم الأمة من المنفى؛ لتعم الشوارع هتاف واحد "سعد سعد يحيا سعد، يحيا الهلال مع الصليب".

لم يكن أحد يعرف اسمها بعد، واحدة من ضمن عدد قليل من السيدات اللآتي قررن الخروج للإعلان عن رفضهن للاحتلال الإنجليزي، ولكن بعد ساعات قليلة في 16 مارس 1919، كانت دمائها التي سالت برصاص الاحتلال الإنجليزي تكتب التاريخ، وتضعها كأول شهيدة في صفوف الثائرات المصريات، ويتناقل خبرها الجميع لتتحرك الثورة ويعم الغضب في ربوع البلاد.

في 16 مارس 1919، وقعت حميدة خليل شهيدة برصاص الاحتلال الإنجليزي، خلال مشاركتها في المظاهرات النسائية الأولى، التي كانت تدعم سعد زغلول في منفاه.

وكانت حميدة واحدة ضمن 300 سيدة أخرى قررن التخلي عن الصمت، والوقوف أمام التقاليد والممنوعات ليقلن قولة حق بقيادة رائدة الحركة النسائية هدى شعراوي، متمنيات أن يكون مستقبل بلدهن أفضل، وأن يحل الإنجليز عنها، ولكن لم تستطع حميدة أن ترى حلمها يتحقق بعد أرداها الرصاص قتيلة غارقة في دمائها.

ومنذ استشهادها أمام منزل سعد زغلول، ويتم الاحتفاء بيوم 16 مارس كيوم للمرأة المصرية.

وكان فقدان حميدة خليل شرارة لنساء مصر للمطالبة بحقوقهن، فتظاهرن مرة أخرى في 20 مارس، بعد أيام من الواقعة وبأعداد أكبر قدرت بـ1500 سيدة؛ ليعلن للمجتمع عن وجودهن وعن أهمية دورهن، لتتوالى بعدها نجاحات نساء مصر في إثبات تفردهن وقدرتهن على الاشتراك في صنع مستقبل للبلاد.

اقرأ أيضا: نساء مُلهمات (2).. عباسية فرغلي.. أول سيدة مصرية تحصل على رخصة قيادة

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved