عسكر: الوضع الأمنى فى سيناء مستقر بنسبة 90%.. والقناة تحت الحماية الكاملة

آخر تحديث: الجمعة 25 أبريل 2014 - 1:33 م بتوقيت القاهرة
كتب ــ حاتم الجهمى:

أكد قائد الجيش الثالث الميدانى، اللواء أركان حرب أسامة عسكر، أن القوات المسلحة التى استعادت أرض سيناء من الاحتلال تواصل حربها من أجل تنمية أراضيها وحمايتها من الإرهاب.

وأضاف عسكر، فى مؤتمر صحفى عقد بالمركز الإعلامى لإدارة الشئون المعنوية بمناسبة الاحتفالات بذكرى تحرير سيناء، أن عودة سيناء فى الخامس والعشرين عام 1982 جاء بعد حصاد للعرق والدماء التى بذلت بداية فى الاستنزاف ثم حرب أكتوبر المجيدة، وأخيرا ومفاوضات السلام، لتعود سيناء كاملة، باستثناء منطقة طابا التى عادت إلينا بالتحكيم الدولى.

وأوضح عسكر أن القوات المسلحة أظهرت ملحمة كبيرة فى حرب 73 وكان للجيش الثالث الميدانى دور بارز فيها، خاصة جنوب البحيرات حتى رأس محمد بجنوب سيناء، وخاض المعركة بتشكيلاته إلى أن تمكنت من اقتحام قناة السويس والسيطرة على الضفة الغربية للقناة، مشيرا إلى أن خبرات هذه الحرب يتم توريثها للمقاتل المصرى.

وعن الأوضاع الحالية أكد عسكر «أطمئن المصريين فيما يتعلق بالناحية الأمنية نحن نسيطر على الوضع فى جنوب سيناء، وهو مستقر بنسبة 92%، وفى وسط سيناء يقل الاستقرار قليلا نظرا للطبيعة الجغرافية»، مشددا على وجود تنسيق كبير مع الجيش الثانى الميدانى للسيطرة على الأمن فى كامل شبه جزيرة سيناء.

وأوضح عسكر «الوضع الحالى فى وسط وجنوب سيناء، مؤمن من قبل رجال الجيش والشرطة، من خلال نشر الكمائن وتوزيع الدوريات ونقاط غلق الطرق الرئيسية والممرات الجبلية، وهناك مناطق لها أهمية مثل المناطق السياحية، التى تحظى بالاهتمام الأكبر لتأمين السياحة والسياح».

وأشار عسكر إلى أن القوات تؤمن أيضا قناة السويس، حيث يوجد الممر دولى غربا، وتشارك فى تأمينه عناصر كثيرة، من بينها القوات المسلحة بوصفه هدفا استراتيجيا إضافة إلى بعض الأهداف الاستراتيجية الموجودة فى نطاق القناة مثل نفق الشهيد أحمد حمدى، وكوبرى السلام والمعديات المجاورة بالتنسيق الكامل مع عناصر الجيش الثانى، والقوات البحرية والجوية فى تأمين السفن المارة يوميا بالقناة».

وأكد اللواء عسكر أن القوات المسلحة لها دور كبير فى أعمال التنمية بشبه جزيرة سيناء، وأن الجيش الثالث ضخ استثمارات بلغت 250 مليون جنيه فى جنوب سيناء و350 مليون فى السويس بقيمة إجمالية 600 مليون جنيه.

وشدد على أن سيناء تحتاج إلى استثمارات ضخمة يجب أن تكون أكبر بعشرات الأضعاف مما يقدم لها الآن، لأن الخدمات تكاد تكون منعدمة فى بعض المناطق، عدا المناطق السياحية التى يتوافر لها الخدمات، أما الوديان فتفتقر للخدمات خاصة فى العلاج والتعليم والموارد المائية.

وتابع «الجيش الثالث يعمل على محاور عدة فى مجال تنمية سيناء منها السياحة التى تتكفل به الدولة، وأيضا عمليات التأمين، إضافة إلى محور التنمية الزراعية، فالجيش الثالث أنشأ 900 صوبة زراعية، سلمت إلى البدو، وحفر 13 بئرا للمياه منها اثنتان فى جنوب منطقة القسيمة بوسط سيناء، ويتم حاليا تجهيز 950 صوبة، تم الانتهاء من 100 وسيتم تسليمها الأسبوع القادم للبدوى الذى لا يملك أى مورد رزق».

وأكد عسكر أن الجيش الثالث يقف بالمرصاد لعمليات زراعة المخدرات، خاصة فى الوديان موضحا «نفذنا 11 دورية لمناطق زراعة المخدرات وأزلنا 300 فدان، تضم كميات غير عادية من المخدرات».

وأضاف «القوات المسلحة تستخدم المروحيات لإجراء مسح جوى للمناطق الجبلية والوديان لمداهمة أماكن زراعة المخدرات، إضافة إلى إحباط محاولات التهريب سواء عن طريق البر أو البحر، حتى إنه يتم ضبط حوالى 4 أطنان من المخدرات يوميا»، مشيرا إلى أن التجار يحاولون تهريب المخدرات بوضعها فى أماكن خفية بالسفن أو السيارات الكبيرة، أو المعديات أو من خلال الأنفاق، متابعا «نحن فى حالة حرب مع تجار المخدرات، الذين يرى بعضهم أننا نحاربهم فى (أكل عيشهم) ويطالبوننا بتوفير وظائف بديلة، وبالفعل طلب بعضهم أن ننشئ لهم 30 صوبة زراعية قبل فترة، وأمر القائد العام وقتها بإنشاء 100 صوبة، فالقوات المسلحة تعمل على تغيير المجتمع، بمواجهة من اعتمد على مبدأ الثراء السريع واعتاد زراعة المخدرات والتهريب، ودعم من يعمل ويكد من أجل الحصول على الأموال بالطرق المشروعة».

وأوضح أن القوات المسلحة أنشأت حوالى 200 محجر، فى وسط سيناء، للتعدين والجبس والمنجنيز والحجر الجيرى، يستوعب حوالى 6 آلاف عامل، ما يوفر فرص عمل للبدو، مشددا على أن كل هذه الجهود غير كافية وسيناء تحتاج إلى المزيد.

وتابع: «من المحاور التى عليها القوات المسلحة أيضا أنها تولى اهتماما خاصا بأبناء سيناء الذين يريدون استكمال تعليمهم الجامعى بالقاهرة فنقوم بتسكينهم فى شقق لإتاحة الفرصة وتشجيعا لمن يريد التعلم بدون كلفة عالية».

وأشار إلى أن الجيش أنشأ مخبزا فى منطقة عيون سيناء و3 مدارس فى رأس سدر بنظام الفصل الواحد، إضافة إلى محطة تحلية مياه فى سانت كاترين بتكلفة 30 مليون جنيه بطاقة 3 آلاف متر مكعب يوميا، وفى الطور هنا سعى لإنشاء رصيف بحرى بطول 400 متر، إضافة إلى إنشاء 3 آلاف وحدة سكنية فى مدن جنوب سيناء، بخلاف أعمال تأمين مطارى شرم الشيخ، النقب».

أما عن دور الجيش الثالث فى السويس فأكد اللواء أسامة عسكر، أن ما يقدمه الجيش للمدنيين هو حق المواطنين على القوات المسلحة، مبينا أن السويس لها طابع متميز، لأنها محبة للجيش ولهم دور مهم فى حرب أكتوبر، مضيفا «بالرغم من أن السويس كانت من أكثر المحافظات الساخنة عقب أحداث ثورة 25 يناير، إلا أننا بذلنا مجهودا غير عادى يفوق الوصف لكى تهدأ الأوضاع بالمحافظة لكن هناك بعض الأشخاص لها مصالح فى عدم الاستقرار ويتم رصدهم».

وأضاف أن الجيش الثالث أنشأ مستشفى عسكريا يقوم بعلاج المدنيين بتكلفة 100 مليون جنيه، وسيقيم مدرسة دولية لمختلف المراحل التعليمية حتى يتم استغلال العائد المادى منها للإنفاق على مشروعات التنمية فى نطاق الجيش الثالث».

وتابع : «أنشأنا فرنين للخبز البلدى، إضافة إلى ميناء برى فى الأدبية، بتكلفة 120 مليون جنيه يحتوى على مناطق تخزين، وأماكن انتظار للحاويات كانت تحتاجها محافظة السويس، وبه أيضا ثلاجتان تسعان 6 آلاف طن من المنتجات، وأيضا إنشاء صيدلية ومحطة وقود بتكلفة 27 مليون جنيه، سينتهى العمل بها خلال 6 شهور، مع رفع كفاءة بعض المدارس بحى الجناين الذى يعتبر حى الفلاحين».

وأشار عسكر إلى أن السويس بها 411 شركة و5 موانئ و8 شركات بترول، أى أن بها تجمعا للصناعة غير عادى، وتراوح عدد العمال الشركة الواحدة ما بين 100 إلى 6 آلاف عامل».

وأوضح «بعد ثورة يناير زادت المطالب الفئوية، وتدخلنا لحل هذه الاشكاليات، وكنا فى صف العمال لأننا وجدنا أن العامل لا يتقاضى أكثر من 300 إلى 400 جنيه شهريا، لكن بمرور الوقت ظهر الاستقطاب فى الشركات وبدأت موجة ثانية من الاحتجاجات، لتعطيل العمل بتلك الشركات بدعوى المطالب الفئوية، مثلما حدث مع السويس للصلب، وكان لنا رد فعل عنيف، لذا كنا هذه المرة فى صف أصحاب الشركات، لأننا اكتشفنا أن بعض العمال لهم اتجاهات أخرى هى إيقاف العمل».

وحول مبادرة تسليم الأسلحة قال عسكر إن «السلاح لدى البدوى مثل الطعام والشراب ولا يمكن أن يستغنى عنه، نظرا للطبيعة الجبلية التى يعيش فيها خاصة فى مناطق الوديان والتى تكثر بها الحيوانات المفترسة، والزراعات الممنوعة، لكننا نعرف أين يوجهون رصاصات أسلحتهم، فهو ليس لمحاربة القوات المسلحة، لكنها للحماية، وفى المقابل سلم البعض أكثر من ألف قطعة سلاح متنوعة من الطبنجة حتى الرشاش المضاد للطائرات، إضافة إلى 30 ألف طلقة، وأثناء فترة اعتصام رابعة ضبطنا سيارات محملة بصواريخ وقواعد إطلاق صواريخ، وفى الأسبوع الماضى ضبطنا قاذف إطلاق صواريخ، وسيارتين بهما 19 صاروخا.

وأشار إلى أن «هناك هاربين من الاحكام تتم مراجعة مواقفهم الجنائية بخطوة جريئة وطلبنا من النائب العام إعادة إجراءات محاكماتهم، وبدأ 40 من أصل 55 بدويا بإعادة الإجراءات».

وعن دور القوات المسلحة فى تنمية محور قناة السويس قال عسكر «هيئة قناة السويس هى المسئول الأول عن هذا المشروع، لكننا وضعنا ضوابط معينة حتى لا يتم التأثير على التشيكلات أثناء تنفيذ المهام»، مشيرا إلى أن الجيش الثالث يؤمن 52 كيلومترا على المجرى الملاحى، بوسائل عدة منها تغطية الحركة والمراقبة بكاميرات كهرومغناطيسية، كما تم إنشاء سور على الضفة لتجنب أى اعتداءات مضيفا «لن نبخل فى تأمين القناة».

وشدد على أهمية دور شيوخ القبائل والعواقل فى التعاون مع القوات المسلحة، واصفا البدوى بأنه «يرتدى أسفل الجلابية البيضاء أفرول القوات المسلحة»، لكن هناك عناصر تكفيرية تتم ملاحقتهم باستمرار وتم القبض على 30 منهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved