تاريخ الطعام (20): «الزلابية».. أكلها القضاة وانتقلت من اليونان إلى العالم

آخر تحديث: السبت 25 مايو 2019 - 12:25 م بتوقيت القاهرة

حسام شورى

عندما يوضع أمامك طبق من الطعام الشهي الذي تفضله وتبدأ في التهامه.. هل فكرت أن وراء هذا الطبق حكاية طويلة تضرب بجذورها أحياناً عبر آلاف السنين؟! فوراء كل نوع طعام يتناوله الإنسان الآن في مصر والعالم قصة لا تقتصر على تطور أدوات وأساليب الصيد والقنص والطهي.. بل يتأثر في محطات عديدة بالتاريخ السياسي والاجتماعي والديني للشعوب.

وفي هذه السلسلة «تاريخ الطعام» الممتدة طوال شهر رمضان المبارك.. تستعرض «الشروق» معكم حكايات أنواع مختلفة من الأطعمة المحلية والإقليمية والعالمية.. وتنشر الحلقة يومياً الساعة 12 ظهراً بتوقيت القاهرة.

طبق اليوم هو من أسهل الأطباق صنعا وأكثرها تعقيدًا، إذ يمكن لأي أحد إعداده في المنزل، كما أنه يسهل على المحلات عمله بسرعة ويجلب لهم الأموال الكثيرة لكثرة محبيه، ولكن أي خطأ في مقاديره قد يؤثر على الحلوى الهشة المقرمشة، فتسميتها بالزلابية ولقمة القاضي، واللقيمات، والعوامات يدل على قدرتها على الانتشار بين الثقافات المختلفة حول العالم.. ولكن لمن يعود أصلها؟

لا يعرف على وجه التحديد متى ظهرت الزلابية، ولكن أغلب الروايات تؤكد أن أصلها يوناني؛ إذ كانت تحظى بشعبية كبيرة بين اليونانيين وكانوا يتناولونها مع الآيس كريم بنكهة المستكة أو القرفة، وأطلقوا عليها اسم "لوكوماديس"، وهو نفس الاسم الذي عرفت به في قبرص أيضا.

ومن اليونان انتشرت "لوكوماديس" في دول البحر المتوسط، لتأتي لمصر عن طريق الإسكندرية التي كان يتنشر بها الجاليات اليونانية، وكان أشهر من يتفنن في صنعها محل يوناني صغير اسمه "تورنازاكي" في شارع البوسطة بوسط الإسكندرية.

بعد ذلك انتشرت تلك الحلوى المحببة في جميع أرجاء مصر، وقدمت مع السكر المطحون أو الشربات أو العسل، أو "صوص" الشيكولاته وأطلق عليها المصريون "زلابية" أو "لقمة القاضي"، وأطلق عليها الأتراك مسمى "عوامات" بعد أن غمروها في مخفوق العسل السميك.

وسر تسمية هذه الحلوى بـ"لقمة القاضي" يعود إلى القرن الثالث عشر، في مدينة بغداد تحديدا، حيث كانت تقدم للقضاة، ويتناولونها كلما أحسوا بالجوع، فتوفر عليهم الوقت، إذ أنها عبارة عن وجبة سريعة الالتهام‪، وهناك من يقول إن القاضي كان يتقاضى هذه اللقيمات كأجر عن عمله، لذلك سميت بـ"لقمة القاضي".

أما عن سبب تسميتها بـ"اللقيمات" فتقول إحدى الروايات إن فتاة أحبت شابا اسمه "لقى"، وبينما كانت تعد هذه الحلوى في منزلها جاءها خبر وفاة حبيبها، فلما سألها أهل منزلها ماذا تطبخين؟.. قالت وهي حزينة "لقي مات" فأصبح مسمى الحلوى "لقيمات".

وغدا حكاية طبق جديد...

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved