«القليوبية» تواجه البطالة بحرف «الحناء» و«الجريد»

آخر تحديث: السبت 25 مايو 2019 - 11:52 م بتوقيت القاهرة

خالد محمد

البروجولات تضع «ميت كنانة» على الخريطة السياحية.. وأقفاص النخيل علامة مميزة لأهالى قرية إمياى

 

اشتهرت محافظة القليوبية، على مدى تاريخها بصناعة الشماسى والبرجولات والمظلات، وأقفاص الجريد اليدوية، حتى أصبحت الأفضل فى تلك الصناعة، وهو ما دفعها للاستعانة بها لمواجهة البطالة، وتوفير فرص عمل للشباب.
وتعد قرية ميت كنانة بمركز طوخ أحد أهم المراكز التى تشهد انتشار صناعة الشماسى والبرجولات والمظلات، حيث تعد هذه الحرفة من الحرف القديمة والشائعة التى تشتهر بها القرية ولايزال عدد كبير من الأهالى يعتمدون عليها كمصدر رزق دائم، والتى تراجعت كغيرها من الحرف اليدوية أخيرا.
فى البداية، قال رجب بندارى أحد الأهالى، إن القرية تتميز بصناعة حطب الحناء منذ عشرات السنين حيث يقوم الشباب والأهالى بصناعة الشماسى والكراسى والترابيزات من الجريد والخوص وبيعها للفنادق والمناطق السياحية بالغرقة وشرم الشيخ والعين السخنة وغيرها، وكذلك حاملات الطعام والفاكهة، وبيعها للأهالى فى الأسواق الشعبية.
وأشار إلى أن مهنتهم تعتمد على نبات الحناء، والذى يتم زراعته فى محافظات الصعيد، ويتم تجهيزه من خلال وضعه فى المياه لمدة أسبوعين، حتى «يلين»، ثم يتم تقطيعه وتنظيفه ليستخدم بعد ذلك فى صناعة الأعمال اليدوية كالشماسى والمظلات والبرجولات وأقفاص الطيور والكراسى أما أوراق نبات الحناء فتستخدم فى أدوات ومستحضرات التجميل وأعمال العطارة والأعشاب الطبية.
وأضاف محمد أحمد عامل حناء أن القرية تعمل فى هذه الصناعة منذ سنوات طويلة وهى حرفة قديمة وكانت البداية بصناعة «مشنات الخبز» ثم تطورت إلى صناعة الشماسى والبرجولات، مشيرا إلى أن القرية بها ما يقرب من 300 ورشة وأكثر من 4 آلاف عامل.
وتابع: «هناك مجموعة من المخاطر تهدد الحرفة والتى أثرت عليها، ومنها تراجع السياحة ونقص الأيدى العاملة بعد عزوف عدد كبير من الشباب عن العمل بصناعة الحناء لعدم وجود مرتبات ثابتة لمواجهة ظروف الحياة فضلا عن ارتفاع أسعار طن حطب الحناء بسبب زيادة أسعار النقل.
والحال لا يختلف كثيرا فى قرية إمياى التى تشتهر بصناعة أقفاص الفاكهة بأنواعها والمقاعد والترابيزات من جريد النخيل، حيث يؤكد الحاج جودة الهوارى صاحب ورشة، أن القرية اشتهرت بصناعة جريد النخيل منذ عقود، وأنهم يحرصون على تعليم أبنائهم مهنتهم فى الإجازة الصيفية.
وأردف: «يوجد بالقرية أكثر من 150 ورشة فى صناعة أقفاص الجريد اليدوية، ونحو 5 آلاف صنايعى، إضافة إلى العمال والسائقين».
من جانبه، قال السيد خليل يعملون باستخدام أنواع مختلفة من جريد النخيل منها: «صعيدى، وقبلاوى من قرية المرازيق بالجيزة، وكرداسى، ودمياطى، والقلج، والمرج، والبلدى»، منوها بأنهم يصنعون من الجريد الأخضر القوائم السميكة، وأن الجريد الصلب يسددون به الأقفاص.
وشرح محمد عمر عامل أقفاص مراحل العمل بالصناعة منذ الحصول على الجريد من النخل وحتى دخوله فى صناعاتهم، قائلا: «فور استلام الجريد، نبدأ بإزالة الأوراق عنه، وتسوية الخوص، وربط الجريد، ثم تعتيقه» لافتا إلى أن مدة التعتيق تكون أسبوعين فى فصل الشتاء، ويومين فى فصل الصيف».
وأشار عمر إلى أن العمل يعتمد على القوة العضلية، ويبدأ العامل عمله من السادسة فجرا، وحتى التاسعة صباحا، مشددا على أن أصعب ما يواجههم هو ضعف المردود المادى، حيث يحصلون على 40 إلى 50 جنيها فقط يوميا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved