السيسي يهنئ أبناء القارة السمراء بمرور 56 عاما على تأسيس منظمة الاتحاد الإفريقي

آخر تحديث: السبت 25 مايو 2019 - 3:50 م بتوقيت القاهرة

سنية محمود

• ويؤكد: قارتنا العزيزة تخطو بثبات نحو خطتنا الطموحة للتنمية لعام 2036
قدم الرئيس عبدالفتاح السيسي، التهنئة لأبناء القارة الإفريقية الأم العزيزة بمناسبة الذكرى الـ56 على تأسيس منظمة الاتحاد الإفريقي.

وقال في مستهل كلمته التي ألقاها في هذه المناسبة، إنها دشنت عهدا جديدا في مسار التضامن الإفريقي وتعزيز العمل المشترك بين دول قارتنا الغالية، وذكر أنه في مثل هذا اليوم منذ 56 عاماً، قام الآباء المؤسسون لمنظمة الوحدة الإفريقية بغرس بذرة الوحدة والتعاون الإفريقي، ووضعوا لبنة الاندماج الاقتصادي والتكامل القاري، وشيدوا جسور عبور إفريقيا نحو الاستقرار والتقدم والازدهار.

ونوه الرئيس بأننا نجني ثمار جهد الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية، وعمل أجيال إفريقية متعاقبة بشكل دؤوب طيلة العقود الماضية، موضحا أن قارتنا العزيزة تخطو بثبات نحو تحقيق التنمية المستدامة من خلال تنفيذ خطتنا الطموحة للتنمية المُمثلة في أجندة 2063، وأنه يوما بعد يوم تزداد فعالية جهودنا المشتركة في إيجاد حلول لنزاعات ومشكلات عانت منها القارة لعقود وحالت دون تحقيق أحلام شعوبها.

وتابع أنه في سبيل تحقيق أهدافنا المشتركة فمن المهم أن نعمل على الاستفادة من قدرات القطاع الخاص، إلى جانب جهود الحكومات الإفريقية؛ وذلك لتشجيع سواعد أبناء إفريقيا على بناء المشروعات القارية الرائدة لتطوير منظومة البنية الأساسية الإفريقية، بما يُسهم في استكمال مسار الاندماج الإقليمي والتكامل الاقتصادي وربط الأسواق الإفريقية مما يساعد في تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية التي نستعد معا للاحتفال بدخولها حيز النفاذ في قمتنا الاستثنائية المقررة في يوليو المقبل بجهورية النيجر الشقيقة.

وأضاف الرئيس أنه بالتوازي مع تلك الجهود والتطورات يتعين علينا أن نسعى حثيثاً نحو تطوير ثرواتنا البشرية وتأهيل شباب القارة لمواكبة تطورات العصر والاضطلاع بمهامهم في قيادة مستقبل إفريقيا.

ولم يغفل الرئيس في كلمته دور المرأة الإفريقية والعمل على تعزيز هذا الدور كقلب نابض لمجتمعاتها ونبراس لتحولها الاقتصادي واستقرارها، بالإضافة إلى تدعيم الروابط الثقافية والحضارية بين شعوبنا؛ ترسيخا للهوية الإفريقية وإعلاءً لمبادئ التضامن الإفريقي.

وأكد: "لا يوجد أمامنا سبيل سوى بذل الجهد والتمسك بوحدتنا لتحقيق حلم الآباء المؤسسين وتطلعات شعوب إفريقيا العظيمة في إيجاد قارة مستقرة ومزدهرة تكفل العيش الكريم لكل أبنائها، وتبث نور الحضارة وثقافة التسامح والمحبة لكل العالم".

كما أكد أن قارتنا لمنفتحة على التعاون مع الشركاء الدوليين كافة، من حكومات ومنظمات دولية وشركات القطاع الخاص ومؤسسات التمويل العالمية، في بناء إفريقيا المستقبل، وذلك في إطار تعاوني وشراكات مستدامة تضمن تحقيق المصالح المتبادلة بشكل عادل، وتسهم في تعزيز استقرار وازدهار عالمنا وإثراء التجربة الإنسانية.

واختتم الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمته بقوله: "كل عام وإفريقيا أكثر تضامناً وأعمق تعاوناً وأشمل تكاملاً، وكل عام وشعوب إفريقيا في جميع أنحاء العالم في ترابط وتقدم واستقرار".

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنه في إطار الاحتفال بيوم إفريقيا، فإن مصر قامت بمشاركة أشقائها الأفارقة نحو تعزيز مجال تمكين الشباب، باعتبارهم أحد أهم ثروات وإمكانيات القارة في مواجهة كل التحديات،
وذكرت أن الرئيس عبدالفتاح السيسي في ختام النسخة الثانية من "مُنتدى شباب العالم" أعلن عن اختيار مدينة أسوان عاصمةً للشباب الإفريقي للعام 2019.

كما أن مصر استضافت العديد من الفعاليات الشبابية الإفريقية الهامة مثل مبادرة "تجمعنا قارة" للشباب الأفارقة التي عُقدت خلال الفترة من 1 إلى 6 مارس 2019 بأسوان، و"مُلتقى الشباب العربي والإفريقي" الذي عُقد خلال الفترة من 16 إلى 18 مارس 2019 بأسوان، بالإضافة إلى تنظيم "منحة ناصر للقيادة الإفريقية" لـ100 شاب إفريقي والمقرر عقدها خلال الفترة من 8 إلى 22 يونيو 2019 بالقاهرة في إطار مُبادرة مفوضية العلوم والتكنولوجيا والموارد البشرية بالاتحاد الإفريقي لتأهيل مليون شاب إفريقي بحلول عام 2021.

وفي مجال الرياضة في إفريقيا وإيمانا بأهمية النشاط الرياضي في خلق أجيال قادرة على تحمل مسئولية النهوض بأفريقيا، تحرص مصر على استضافة العديد من الفعاليات الرياضية الإفريقية، ولعل أبرزها استضافة النسخة المُقبلة من كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم خلال الفترة من 15 يونيو إلى 13 يوليو 2019.

وفي مجال الصحة، ذكرت وزارة الخارجية أن إيمان الدولة المصرية الراسخ بأن صحة وحيوية أبناء القارة الإفريقية هما المفتاح الحقيقي للتقدم والازدهار، وإدراكاً لأهمية هدف أجندة التنمية 2063 "إفريقيا مزدهرة، قائمة على النمو الشامل والتنمية المستدامة"، فقد أطلق رئيس الجمهورية عبدالفتّاح السيسي مبادرة من أجل القضاء على فيروس التهاب الكبد "سي" لمليون إفريقيّ، إلى جانب إطلاق مرحلة جديدة من حملة "100 مليون صحّة" لتقديم الرعاية الصحية للمقيمين بمصر من غير المصريين، حيث جاء ذلك في الجلسة الختاميّة لملتقى الشباب العربيّ الإفريقيّ في أسوان، التي عقدت في 17 مارس 2019. ولن تدخر مصر جهداً في العمل مع أشقائها الأفارقة لتوفير حياة صحية آمنة لجميع أبناء القارة من خلال نظم رعاية صحية متكاملة. وتعتزم الحكومة المصرية تقديم المساعدة الفنية للكوادر الطبية بالدول الإفريقية المختلفة في مجالات الكشف على المواطنين والتشخيص.

واستمراراً للجهود المشتركة مع الأشقاء الأفارقة في المجال التنموي، تُساهم "الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية" في نقل ومشاركة الخبرات المصرية المتنوعة مع الكوادر الإفريقية في العديد من المجالات مثل الصحة والزراعة والري والطاقة المُتجددة والدبلوماسية، عبر بناء القدرات وإيفاد الخبراء وغيرها، حيث شملت جهود الوكالة منذ إنشائها عام 2014 حتى الآن تنظيم ما يقرب من 305 دورات تدريبية شارك فيها ما يزيد عن 10 آلاف متدرب، إلى جانب إيفاد 70 خبيرا مصريا في المجالات المختلفة. وتسعى الوكالة إلى بناء إطار من الشراكة مع المؤسسات التنموية الدولية والإقليمية المعنية، وبالتعاون مع المؤسسات والهيئات المصرية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved