«صناعة الفخار» تخوض معركة البقاء فى مواجهة الألعاب النارية بالفيوم

آخر تحديث: السبت 25 مايو 2019 - 11:35 م بتوقيت القاهرة

مصطفى البنا


قرية تونس تمنح الصناعة قبلة الحياة بـ«مهرجان فبراير».. وضعف الإمكانيات تسبب فى وقف التصدير

 

تشتهر محافظة الفيوم بالعديد من الصناعات اليدوية منها الفخار والخزف، والتى تتميز بها العديد من قرى المحافظة لكن قرية تونس تتصدرها إذ يقصدها الفنانون والمبدعون للمشاركة فى المهرجان السنوى للخزف والفخار الذى يُقام فى فبراير من كل عام، فضلا عن تصدير بعض منتجاتها المصنوعة من الطمى النيلى مع الطين الأسوانى إلى العديد من دول العالم.
قرية تونس التابعة لمركز يوسف الصديق، تحولت إلى قبلة للسياحة بعد أن عاشت فيها السويسرية الأصل «إيفلين بورية» منذ أكثر من 45 عاما، وقامت بتطوير الصناعة وإنشاء مدرسة داخل منزلها لتعليم الأطفال والفتيات صناعة الفخار وتتلمذ على يدها العشرات من فتيات القرية حتى أصبحن اليوم أصحاب ورش، لتنتشر تلك الصناعة فى قريتى الغرورى والنزلة.
ويشرح هاشم سيد صاحب ورشة فخار بقرية الغرورى التابعة لمركز طامية، مراحل صناعة الفخار، موضحا أنه يتم خلط الطمى النيلى والطين الأسوانى فى حوض مائى كبير ويتم خلطهما تحت أشعة الشمس وتصفيتهما من الماء والحصى حتى يتبقى الطين الخام ويتم وضعه فى الهواء وتجفيفه لمدة زمنية من 10 إلى 15 يوما.
وأردف: «بعد ذلك يتم وضع قطع الطين الجافة على الحجر الدوار وتشكيلها بأشكال فنية وأحجام مختلفة وتوضع تحت أشعة الشمس لتجف لتصل إلى المرحلة الأخيرة (الحرق) ويتم وضعها داخل الأفران الخشبية لمدة زمنية من 2 إلى 3 أيام ليصبح أكثر صلابة وقوة».
وأضاف هاشم أن عملية التسويق أصبحت جيدة خاصة بعد المهرجان السنوى الذى يقام فى قرية تونس والذى يتم خلاله عرض منتجاتنا من الأشكال المختلفة من الفخار، وتمكنا من الاتفاق مع العديد من اصحاب المعارض وتوريد كميات لهم من الفخار على مدى العام بعد الاتفاق على الأسعار.
ويقول أحمد الأباليشى صاحب الـ70 عاما، والذى يملك أقدم ورشة لتصنيع الفخار بالقرية: «توارثت المهنة عن والدى وأجدادى الذين أمتهنوها منذ أكثر من 300 عاما، وصدرت منتجات قريتنا إلى عدد من الدول الأوروبية، ولكن ضعف الإمكانيات وعدم استجابة المسئولين لتطوير الصناعة، تسبب فى وقف التصدير نهائيا».
وأكمل: «توجد 20 ورشة بالقرية ويعمل بها أكثر من 100 فرد، لكن المهنة أوشكت على الانقراض بسبب تجاهل المسئولين بالمحافظة بتطويرها وإمدادهم بالأفران الحديثة والغاز الطبيعى حتى لا يتعرضوا لمطاردات البيئة المستمرة لهم والتهديد بغلق الورش بسبب استخدام الأفران البدائية.
وفى قرية النزلة التابعة لمركز يوسف الصديق تدهورت هذه الصناعة لعدم وجود الدعم اللازم لتطويرها، وبدأت فى الزوال، بعد أن هجرها عدد من أهالى القرية متجهين إلى صناعة الألعاب النارية، والتى اتقنها الأهالى بعدما تعلموها فى حارة اليهود وقت الاحتلال الانجليزى لمصر والتى أصبحت تدر عليهم ربحا وفيرا لكن خطورتها قد تفتك بحياة أسرة كاملة عند وقوع انفجار اثناء حدوث خطأ فى عمليات تركيب المواد المتفجرة المكونة من (بارود وهيدروجين وحمض الإيثلين).
جمعة فيصل 50 سنة، والذى كان يعمل فى صناعة الألعاب النارية، وأصيب بعاهة مستديمة فى عينه اليمنى نتيجة انفجار كمية من البارود، أكد لـ«الشروق» أن العديد من أهالى القرية ماتوا نتيجة «صناعة الألعاب النارية، مردفا: «نعمل بتلك المهنة كونها مصدر الرزق الوحيد لنا، فلا نعرف غيرها، خصوصا بعد تدهور صناعة الفخار، لعدم وجود دعم أو تطوير».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved