تكلفة العلاج 4 ملايين.. 5 أشهر فقط لنجاة كريم من سرطان نادر

آخر تحديث: الأحد 25 يوليه 2021 - 7:50 م بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

«ابني سيبقى على قيد الحياة لـ5 أشهر فقط، ولن ينقذه سوى علاج باهظ الثمن تبلغ تكلفته 4 ملايين جنيه».. هكذا بدأت شيرين أحمد، البالغة من العمر 32 عاما، حديثها لـ«الشروق»، عن حالة طفلها الصغير كريم، البالغ من العمر 8 سنوات، والذي بدأت رحلته مع السرطان بورم الغدة الكظرية، حتى أصبح يعاني نوعا نادرا من السرطان يدعى نيرو بلاستوما.

وتطورت حالة كريم حتى لم يبق أمامه سوى 5 أشهر للبقاء على قيد الحياة إلا في حال حصوله على دواء باهظ الثمن يأتي من الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب والدته.

وتقول شيرين: «كريم ابني بيخوض حرب شرسة ضد نوع نادر من السرطان اسمه نيروبلاستوما وهو ثالث أخطر أنواع الأورام واشرسهم ويتشابه تمامًا مع حالة الطفل زين بطل مستشفى 57357».

• بداية العلاج
تروي شيرين لـ«الشروق»، كيف اكتشفت مرض ابنها منذ عامين ونصف: «بدأ الأمر بتكرار نزلة معوية وبدون أي سبب، وبعد إجراء الأشعة والتحاليل اكتشف الطبيب المعالج وجود ورم في الغدة الكظرية، وهو يعتبر ثالث أشرس نوع في الأورام السرطانية».

ونصح الأطباء شيرين، التي تعيش في سيدي بشر بالإسكندرية، بالتوجه لمستشفى 57357 فرع طنطا، كونها أفضل مكان لعلاج سرطان الأطفال، وبمجرد أن رأى الأطباء الأشعة والتحاليل قبلوا الحالة على الفور.. قائلة: «كنت ذاهبة فقط للتأكد، ولم يخطر في بالي أنه مريض سرطان وأن الأطباء سيحتجزونه في المستشفى».

وتابعت: «كان طفلي في المرحلة الرابعة من المرض، وبدأنا رحلة العلاج في أكتوبر 2018 بأخذ 6 جرعات مكثفة، ثم 6 جرعات مخففة، ثم أجرينا عملية زرع نخاع حتى وصلنا لمرحلة الإشعاع، ثم مرحلة العلاج الكيماوي على هيئة أقراص لمدة 6 شهور، وحاليا نحن على قائمة المتابعة في المستشفى».

• ارتداد الورم
تتابع شيرين: «للأسف ربنا قدر ان المرض يرجع تاني لكريم ويحصله ارتداد للورم وانتشار في أماكن متفرقة في جسده، حتى أن الأطباء قالوا لي إنه لا أمل في العلاج وأنه سيبقى على قيد الحياة 5 أشهر فقط».

• علاج بـ4 ملايين جنيه الأمل الوحيد للنجاة
بالصدفة وعن طريق أحد أقاربها الذي يعمل طبيبا في أمريكا، علمت «شيرين» أن لطفلها فرصة للنجاة من الموت، عن طريق علاج اسمه "anti GD2" تبلغ تكلفته ما يقرب من ٤ ملايين جنيه، شاملة ٥ جرعات، يجب أن يحصل عليها كريم؛ لرفع نسبة نجاته من المرض لـ80٪.

وتوضح «شيرين»، في منشور عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن العلاج هدفه تدمير خلايا النيروبلاستوما في الجسم خلال حدوث ارتداد بعد عمليه زرع النخاع، ويهاجم كل جيناتها ويعطي ذاكره طويله المدى للجهاز المناعي ضد اي ظهور جديد لهذه الخلايا.

وبينت شيرين، أنها تواصلت مع مستشفى 57357، للحصول على الدواء لكن ردت المستشفى بأن تكلفة العلاج باهظة جدا وصعب توفير كونهم مستشفى مجاني لعلاج الأطفال، فعرضت عليهم إنشاء حمله تبرع باسم "كريم" لكنها لم تحصل على الموافقة.

• حملة لجمع التبرعات

تحت وسوم "to_save_karem"، كريم من أبطال 57357، كريم حقه ميتوجعش، أنشأت شيرين مجموعة على "فيس بوك" لجمع التبرعات لإنقاذ كريم، لتتمكن من جمع 4 آلاف عضو خلال أسبوع واحد فقط.. تقول: "هنبدأ حمله تبرعات باسم كريم يوم الثلاثاء القادم، محتاجين صوته وقصته توصل لناس كتير، للأسف حالته متستحملش تأخير؛ لأن الكيماوي اللي بياخده حاليا يديه ٦ شهور مقاومة للمرض فات منهم شهر يعني للأسف الوقت اللي بنتحرك فيه صغير جدا".

• شيرين تطلق مشروعها الخاص لمحاربة الأطعمة المعلبة

قالت شيرين، لـ«الشروق» في فبراير الماضي، إن تصريحات الأطباء مثلت نقطة تحول في حياتها، وسببا وراء مبادرتها للبعد عن الأطعمة المعلبة والمغلفة، خاصة بعدما أخبروها أن المواد الحافظة الموجودة في المعلبات والزيوت المهدرجة والسكريات، تعتبر أحد أهم أسباب الإصابة بالسرطانات، بل وتساعد بشكل كبير على انتشارها وتحورها في جسد المصاب؛ لأنها تنشط الخلايا السرطانية، وهو ما حدث بالفعل لطفلها الذي وصل للمرحلة الرابعة من المرض بسبب اعتمادها الدائم على المعلبات، بحسب قولها.

وتضيف: «ما رست مهنتي مثل أمهات كثيرات، وكنت أعمل مدرسة رسم، لكني في المقابل أعترف بإهمالي جزء كبير من أسرتي، فكنت أتساهل في طلب الأطعمة السريعة، وأعتمد بشكل كامل على طهي الأطعمة المعلبة والمغلفة، حتى تدهورت حالة طفلي الذي اكتشفت مرضه متأخرا».

وأضافت «شيرين»، في وقت سابق، أنه عندما تم تحويل طفلها لفرع المستشفى بالقاهرة، حضرت محاضرات في 57 عن التغذية السليمة خلال رحلة علاج ابنها.

وقررت أن تفيد بها غيرها، بإطلاق مشروعها الخاص للطعام المنزلي حتى توفر للآباء والأمهات وجبات صحية لأطفالهم بدلا من الاستسهال في شراء الأطعمة المعلبة والسريعة: «تفاجأت بكل أصدقائي يقفون بجانبي ويدعمون الفكرة، ومن هنا انطلقت وقررت توعيتهم بخطورة السكر على أطفالنا».

وحاولت شيرين، أن تنقذ طفلها بهذه الفكرة ولم تدخر جهدا في صناعة الطعام المخصص له الذي يمنع سوء حالته، فأخذت تصنع الأطعمة المعلبة والمغلفة الموجودة في الأسواق، مثل اللانشون والبرجر والسجق، والشوكولاته والبسكويت وحلوى أخرى، لكن بنسب سكر قليلة جدا، وباستخدام زيت الزيتون والسمسم، والغريب أنها تخرج بنفس المذاق والطعم الموجود في الأسواق بشهادة زبائنها على جروبها الخاص بتسويق المنتجات.

وعلاوة على ذلك، أدارت هذا المشروعها، الذي لا يهدف لتحقيق هامش ربح كبير، في مقابل أن يصبح صدقة لطفلها بنية الشفاء، أما الآن فهي تأمل في إنقاذ حياة طفلها بتوفير العلاج الباهظ قبل مرور 5 أشهر.

اقرأ: بعد إصابة طفلها بالسرطان.. سيدة تطلق مشروعا للطعام الصحي: بلاش تعيشوا تجربتي


هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved