تصعيد إسرائيلى «مزدوج» ضد سوريا ولبنان

آخر تحديث: الأحد 25 أغسطس 2019 - 11:04 م بتوقيت القاهرة

ــ جيش الاحتلال يشن غارات قرب دمشق يقول إنها لأهداف إيرانية.. والحكومة السورية تعلن تصدى دفاعاتها لعدد من الصواريخ «المعادية»
ــ سقوط طائرة إسرائيلية مسيرة وانفجار أخرى بالضاحية الجنوبية لبيروت.. والحريرى: خرق سيادة لبنان يهدد استقرار المنطقة

 


شنت طائرات حربية إسرائيلية أمس غارات فى سوريا استهدفت مواقع فى جنوب دمشق، على ما أعلن متحدث باسم جيش الاحتلال، موضحا أنها استهدفت إحباط عملية إيرانية قادها فيلق القدس الإيرانى انطلاقا من سوريا، فيما أعلنت الأخيرة أن دفاعاتها الصاروخية أسقطت عدة صورايخ إسرائيلية. ومن جهة ثانية، أعلن حزب الله اللبنانى عن سقوط طائرة بدون طيار وانفجار أخرى مفخخة فى ضاحية بيروت الجنوبية سببت «أضرارا جسيمة» بمبنى المركز الإعلامى التابع له، وقال الجيش اللبنانى إن الطائرتين إسرائيليتان.
ففى سوريا، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى جوناثان كونريكوس: «تمكن جيش الدفاع الإسرائيلى بواسطة مقاتلاته من إحباط محاولة إيرانية قادها فيلق القدس انطلاقا من سوريا لشن هجوم على أهداف إسرائيلية فى شمال إسرائيل باستخدام طائرات مسيرة قاتلة».
وأشار كونريكوس إلى أن الهجوم الإسرائيلى استهدف «عددا من الأهداف ومنشآت عسكرية لفيلق القدس وميليشيات شيعية» فى منطقة عقربة فى جنوب شرق دمشق، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
ووفق المتحدث الإسرائيلى، فقد منع الجيش الإسرائيلى، الخميس، محاولة سابقة لشن هجوم بطائرات مسيرة، دون إعطاء تفاصيل إضافية. وأضاف: «التهديد كان كبيرا وهذه الطائرات المسيرة القاتلة كانت قادرة على ضرب أهداف بقدرة كبيرة».
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» عن مصدر عسكرى سورى أنه «فى تمام الساعة 23,30 (20,30 ت ج) رصدت وسائط دفاعنا الجوى أهدافا معادية قادمة من فوق الجولان باتجاه محيط دمشق».
وتابع المصدر: «على الفور تم التعامل مع العدوان بكل كفاءة»، مضيفا أنه «تم تدمير غالبية الصواريخ الإسرائيلية المعادية قبل الوصول إلى أهدافها».
إلى ذلك، أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان، أمس، بأن الغارات التى نفذتها إسرائيل فى محيط العاصمة السورية أسفرت عن مقتل عنصرين من حزب الله اللبنانى، وعنصر ثالث يعتقد أنه من ميليشيات إيرانية.
وعلى الرغم من أن إسرائيل تشن باستمرار غارات فى سوريا، إلا أنها نادرا ما تقر سريعا بعملياتها العسكرية فى الأراضى السورية، وقد حذر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إيران بأنها ليست بمنأى عن ضربات جيشه. حيث شنت اسرائيل مئات الغارات فى سوريا منذ بدء النزاع هناك عام 2011 معظمها على حد قولها ضد أهداف إيرانية وأخرى لحزب الله اللبنانى الذى يدعم الرئيس السورى بشار الأسد.
إلى ذلك، نفى مسئول إيرانى، أمس، إعلان إسرائيل شن غارات على أهداف تابعة لإيران فى سوريا، مهددا تل أبيب وواشنطن بالرد على تصرفاتهما فى سوريا والعراق.
وقال أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام فى إيران محسن رضائى، فى تصريح صحفى إن مزاعم تل أبيب بشأن غاراتها الأخيرة على إيران كاذبة ولا صحة لها، مشددا على أن إسرائيل والولايات المتحدة لا تملكان الجرأة والقوة لمهاجمة المواقع الإيرانية، ولم يلحق أى ضرر بمراكز المستشارين الإيرانيين فى سوريا جراء غارات تل أبيب الأخيرة.
من جهته، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بـ«الجهد العملانى الضخم» للجيش الإسرائيلى وإحباطه محاولة هجوم «فيلق القدس الإيرانى والميليشيات الشيعية».
وتابع نتنياهو: «لا حصانة لإيران فى أى مكان» مضيفا: «قواتنا تعمل فى كل القطاعات فى مواجهة العدوان الإيرانى».
فيما أعلن وزير الخارجية الإسرائيلى، يسرائيل كاتس، أن الغارات الإسرائيلية على سوريا، تهدف إلى نقل رسالة إلى إيران. وذكر كاتس، فى تصريح لهيئة البث والإذاعة الإسرائيلية «مكان»، أمس، أن «تلك الرسالة مفادها أنه لا حصانة لإيران فى أى مكان»، موضحا أن «العمليات الإسرائيلية فى سوريا تهدف إلى «قطع رأس الأفعى» وأنه «لولا الأنشطة الإسرائيلية على مدى السنوات الأخيرة لوصل عدد المقاتلين الإيرانيين فى سوريا إلى مائة ألف».
هذا وقد قررت السلطات الإسرائيلية، صباح أمس، إغلاق المنطقة الجوية فوق هضبة الجولان السورية المحتلة فى وجه حركة الطيران. وبحسب موقع «سكاى نيوز عربية»، فقد أعلنت إسرائيل أن قرار الإغلاق سيسير حتى نهاية الشهر الجارى وتحديدا يوم 31 أغسطس.
وبعد ساعات على الغارات فى سوريا، قال الجيش اللبنانى ومسئول فى جماعة حزب الله إن طائرة إسرائيلية مسيرة سقطت فى الضاحية الجنوبية لبيروت التى يسيطر عليها حزب الله كما انفجرت طائرة مسيرة ثانية قرب الأرض أمس فى أول حادث من نوعه منذ أكثر من عشر سنوات.
وقال مسئول من حزب الله لوكالة «رويترز» إن الطائرة المسيرة الثانية سببت بعض الأضرار لدى تحطمها فى أحد أحياء الضاحية الجنوبية قرب المركز الإعلامى للجماعة. وقال متحدث باسم حزب الله للوكالة الوطنية للإعلام: «الطائرة الثانية كانت مفخخة وانفجرت وتسببت بأضرار جسيمة فى مبنى المركز الإعلامى».
وأوضح أن الطائرة الأولى «التى لم تنفجر هى الآن فى عهدة الحزب الذى يعمل على تحليل خلفيات تسييرها والمهمات التى حاولت تنفيذها».
كما ذكر الجيش اللبنانى، أمس، أن طائرة مسيرة إسرائيلية سقطت وأخرى انفجرت فى الضاحية الجنوبية لبيروت الساعة 0230 صباحا بالتوقيت المحلى (2330 بتوقيت جرينتش) مما تسبب فى أضرار مادية فقط.
وقال الجيش فى بيان: «وعلى الفور حضرت قوة من الجيش وعملت على تطويق مكان سقوط الطائرتين واتخذت الاجراءات اللازمة».
فى غضون ذلك، نشرت وسائل إعلام لبنانية صورا من داخل المركز الإعلامى لـ «حزب الله» فى ضاحية بيروت الجنوبية تظهر حجم الأضرار التى لحقت بالمركز نتيجة انفجار الطائرة «الإسرائيلية».
وصرح المسئول الإعلامى فى «حزب الله» محمد عفيف بأن «الحزب لم يسقط أى طائرة» من الطائرتين المسيرتين اللتين سقطتا فوق الضاحية الجنوبية فجر أمس. فيما ذكرت وسائل إعلام أنه أصيب 3 أشخاص بجروح طفيفة داخل المركز الإعلامى التابع لحزب الله فى الضاحية الجنوبية من جراء شظايا انفجار الطائرة الإسرائيلية.
بدوره، وصف رئيس الوزراء اللبنانى، سعد الحريرى، سقوط طائرتى استطلاع اسرائيليتين فوق الضاحية الجنوبية لبيروت، بأنه اعتداء مكشوف على السيادة اللبنانية وخرق صريح للقرار 1701
وأضاف الحريرى، فى بيان، أنه سيبقى على تشاور مع رئيسى الجمهورية ومجلس النواب لتحديد الخطوات المقبلة، «لا سيما وأن العدوان الجديد الذى ترافق مع تحليق كثيف لطيران العدو فوق بيروت والضواحى، يشكل تهديدا للاستقرار الاقليمى ومحاولة لدفع الاوضاع نحو مزيد من التوتر».
وفى سياق متصل، أفاد موقع «روسيا اليوم» الإخبارى بأن الطيران الحربى الإسرائيلى نفذ غارات وهمية فى أجواء مدينة صيدا، أمس، مضيفا أن طائرة استطلاع إسرائيلية أيضا حلقت فى أجواء ضاحية بيروت الجنوبية. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن أجواء العاصمة بيروت شهدت تحليقا كثيفا للطيران الإسرائيلى وعلى علو منخفض.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved