عزت العلايلى لـ«الشروق»: الصراع الذى أقدمه فى «قيد عائلى» موجود منذ خلق آدم

آخر تحديث: الأحد 25 أغسطس 2019 - 10:41 م بتوقيت القاهرة

سامى ميشيل

المسلسل يحمل قيمة درامية كبيرة.. وكثير من المشاهدين عاشوا تجربتى به
الدراما إن لم يكن لها صدى وتأثير لن يصبح لها أهمية.. ولن أقترب من عمل لا يناسب البيئة المصرية وأن تكون كل شخصياته لها وجود بالشارع
صلاح عبدالله صديق عزيز جدًا وهو موسوعة شعرية كبيرة
سعيد بتجربة فيلم «تراب الماس».. وحتى الآن لم أجد أعمالا سينمائية تناسبنى
الجمهورى المصرى ذكى.. وفيلم «الممر» أحترم عقليته.. وأنا معجب بالتجربة المهمة
لم أكن أعلم أن الحسينى الفلكى ساحر حقيقى.. وفيلم «عاد لينتقم» لا يروِّج للدجل
فنان قدير.. له بصمة واسعة فى عالم الفن، وأعماله رغم مرور سنين طويلة عليها مازالت تحتفظ برونق خاص، وتحظى باهتمام من الأجيال المختلفة، وفى آخر أعماله مسلسل «قيد عائلى» خاض الفنان الكبير عزت العلايلى تجربة مختلفة وثرية، حيث قدم فيه شخصية «كامل الخولى» الذى يدخل فى صراع طويل مع شقيقه «فضل الخولى»، بسبب الثروة والممتلكات التى بينهما، وتتفاقم المشاكل وتقع أحداث عديدة.
فى السطور التالية تستعرض «الشروق» فى حوارها مع الفنان الكبير عزت العلايلى شهادته حول تلك التجربة، وأعمال أخرى.

* ما الذى دفعك للمشاركة فى مسلسل «قيد عائلى».. وكيف كان الاستعداد لهذه الشخصية المركبة التى تحمل تحولات من الحكمة للدخول فى صراعات؟
ــ العمل جذبنى لأن الموضوع الذى يناقشه المسلسل ذو قيمة درامية كبيرة جدًا، ويعكس واقعا أحيانًا يحدث فى المجتمع المصرى وليس غريبا عليه، وغير مقتبس من الأعمال الأجنبية، بل من صميم مجتمعنا والمحلية المصرية، والصراع بشكل عام وبمختلف أنواعه أزلى وموجود دائمًا من وقت أبينا آدم، والمادة التى يدور حولها الصراع تختلف من زمن لآخر، فقد كانت فى الماضى ثمرة أو شجرة وخلافه، أما الآن تحولت لشكل أكبر وأصبح الصراع على الفلوس والعقارات والسيارات والشركات وخلافه.
والدراما عامة إن لم يكن لها صدى وتأثير لن يصبح لها أهمية، والجزء الأول من المسلسل حينما عرض تعرَّض لصدى واسع، نظرا لأن المشاهدين عاشوا التجربة، بالإضافة إلى أن الكثير منهم يعيشون فى هذا الصراع. استعددت للشخصية من خلال الاعتماد على خبرتى التى اكتسبتها عبر مشوارى الفنى الطويل، بالإضافة للعديد من الكتب التى قرأتها والتى تتحدث عن طريقة تقديم الشخصيات المركبة وغيرها من الشخصيات، وكتب أخرى عن الدراما. والدراما ليس شرطا أن تكون محزنة، فالكوميديا تعتبر دراما وأى انعكاس مجتمعى فهو دراما.

* تتصادم زوجتك العصبية معك خلال أحداث العمل إلا أنك دائمًا تتفاداها.. هل تريد تقديم رسالة معينة للأزواج؟
ــ لا أقدم رسالة للأزواج مطلقًا، وهذا التفادى ستظهر أسبابه بعد متابعة الجزء الثانى من المسلسل الذى لم يتم تصويره حتى الآن، حيث سيعرف الجميع لماذا أتعامل بهذه البساطة ليس مع زوجتى فقط بل فى أمور أخرى عديدة، وبشكل عام الشخصية التى أقدمها تركيزها الأول والأساسى على المال والثروة وكيفية الحفاظ عليهما.

* رغم الصراع الكبير فى المسلسل والأحداث الساخنة فإن دورك لا يخلو من بعض اللمسات الكوميدية.. هل كانت مقصودة لتخفيف حدة الصراعات؟
ــ بالطبع قصدت التقليل من حدة الشخصية حتى «لا نرمى دبش على المشاهدين» بسبب سخونة الأحداث، وقد عملت على هذه اللمسة بالاتفاق مع المخرج والسيناريست حتى تظهر بشكل جيد.

* ما هو تقييمك لأداء النجوم الشباب الذين يشاركون فى «قيد عائلى»؟
ــ جيدون للغاية، ومجتهدون جدًا فى عملهم، ويرغبون فى إثبات وجودهم على الساحة الفنية، وأنا أحبهم بشدة، وأعتقد أنهم فيما بعد سيكونون نجوما كبارا.

* هناك صراع مع الفنان صلاح عبدالله على الشاشة.. فكيف كانت علاقتكما خلف الكواليس؟
ــ الكواليس دمها خفيف للغاية بيننا، وأنا أحب الفنان صلاح عبدالله بشدة؛ لأنه صديق عزيز جدًا، وهو موسوعة شعرية كبيرة ودرامى ذو معرفة واسعة، وحدثت بيننا مواقف كوميدية عديدة أثناء تصوير مشاهد المسلسل، فأتذكر فى أحد المشاهد كان هناك ثعبان حقيقى قريب من صلاح أكثر منى، فكنت حينما أناديه وأحذره منه كان ينتفض ويضحك.

* عرضت لك أعمالا فى رمضان وخارجه.. ردود الأفعال كانت أقوى فى أيهما؟
ــ لا يوجد موسم بالنسبة لى أفضل من الثانى، فالنجاح واحد فى الاثنين لكنه يتوقف بالطبع على قوة العمل، وهل ترك تأثيرا على المشاهدين أم لا، ومدى الجهد الكبير المبذول فيه.

* شاركت مؤخرا فى فيلم «تراب الماس».. لماذا لم تتكرر التجربة؟
ــ أنا سعيد جدًا بتجربة فيلم «تراب الماس» رغم صغر حجم الدور لكننى وافقت فورا بمجرد قراءتى للورق، ولم أكرر التجربة السينمائية مرة أخرى لأننى لم أجد عملا مناسبًا يستحق خوض التجربة خاصة بعد مشوارى السينمائى الطويل، وأنا فى هذه الفترة أقرأ بعض الأفلام السينمائية لكنى لم أختر منها حتى الآن.

* أيهما تفضل تقديمه الآن الأعمال الدرامية أم السينمائية؟
ــ لا يمكن مقارنة الفيلم بالمسلسل، وذلك لأن لكل منهما طبيعة خاصة، فالفيلم تكون مدته ساعة أو ساعتين، أما المسلسل تكون عدد ساعاته كثيرة ويحمل أفكارا طويلة، وأنا أحب التمثيل والدراما بشكل عام، سواء قدمتها بفيلم أو مسلسل أو مسرح، والعمل الجيد يفرض نفسه ويبقى موجودا مهما مرت السنين، والورق الجيد سواء فيلم أو مسلسل يظهر بمجرد قراءته.

* ما هى الشروط التى يجب أن تتوافر فى أى عمل حتى توافق على المشاركة فيه؟
ــ أن يكون العمل مرتبطا بالبيئة المصرية التى أعيش فيها، ويكون غير مقتبس من عمل أجنبى أو قريبا من البيئة الغربية التى تختلف عنا فى كل شيء، فتهمنى الأحداث التى تمس محمد وعلى وسلامة وجميع الشخصيات البسيطة الموجودة فى الشارع، وأنا أركز عادة على ذلك لأن الفن يعكس واقع المجتمع الذى يقع كل يوم. وأركز أيضًا على مخرج العمل وباقى الطاقم.

* كيف تقيم تجربة فيلم «الممر» خاصة وأنك قدمت أكثر من عمل يوثق بطولات الجيش المصرى فى حرب أكتوبر؟
ــ للأسف الشديد لم أشاهد الفيلم لكنى سأشاهده خلال الأيام المقبلة، ولكنى بالطبع تابعت ردود الفعل وما كتب حول نجاحه، لذا أحيى صناعه جدًا، وأنا معجب بهذه التجربة نظرا لأهمية الأفلام الحربية وتأثيرها على المشاهدين والأجيال المختلفة، ومصر ليست قليلة لتقدم هذه النوعيات من النجاحات العسكرية، خاصة بعدما قدمنا معجزات عسكرية فى حروبنا التى انتصرنا فيها. وصناعة الأفلام الحربية عادة صعبة لأنها تحتاج لإنتاج ضخم، ففيلم «الطريق إلى إيلات» الذى شاركت فيه كلف الدولة كثيرا خلال التصوير والاستعدادات والسفر والانتقالات وما إلى ذلك، وبالنسبة لى هذا الفيلم من أعمالى الناجحة التى أحبها جدًا بلا جدال.

* هذا الفيلم تجاوزت إيراداته 70 مليون جنيه.. ما هو تفسيرك لإقبال الجمهور على فيلم حربى رغم أن التجارب السابقة لم تكن تحقق إيرادات؟
ــ الجمهورى المصرى ذكى للغاية ليس رخيصا ولا تافها وحينما تحترمه بعمل كبير يحترمك بشدة ويشاهده، وصناع فيلم «الممر» احترموا المشاهدين لذا كانت هذه النتيجة طبيعية للغاية، وأنا سعيد بنجاح الفيلم ووصول إيراداته لهذا الرقم.

* ما هى أهمية تقديم أفلام حربية؟
ــ الجندى المصرى خير أجناد الأرض، وعكس صورة جنود الجيش الذين يستشهدون من أجل حمايتنا والدفاع عننا شيء مهم للغاية، وتقديم فيلم حربى يعرض قصص وبطولات الجيش بمثابة رفع القبعة للجهود والتضحيات التى يبذلها الجنود، والأفلام الحربية تساعد فى زرع وتنمية الوطنية داخل المشاهدين، وتاريخنا العسكرى الطويل مليء بالقصص المشرفة التى تحتاج لتحويلها لأفلام.

* رغم مرور 31 عاما على فيلم «عاد لينتقم» إلا أن الاتهامات بالترويج للجدل لا تزال تلاحقه.. كيف تتابع الهجوم على هذا الفيلم من هذه الزاوية؟
ــ بالطبع هذا كلام غير صحيح، فالفيلم لا يروج لشيء نهائيًا، وكانت قصته مجرد «حدوتة» تروى للمشاهدين قد تقبلها أو لا، مثل قصص «الغولة» وغيرها، والموضوع بعيد كل البعد عن الترويج للسحر أو ما شابه، وخطأ كبير أن نأخذ المواضيع بهذه الحساسية الكبيرة التى ليس لها أساس من الصحة مطلقًا.

* هل كنت تعلم أن الساحر الحسينى الفلكى قال تعويذة حقيقية أثناء تصويركم للفيلم؟
ــ مطلقًا فأنا لم أكن أعرف أنه ساحر وما قاله كان حقيقيا، والحسينى الفلكى كان يتعامل بشكل طبيعى معنا، وكنت أتصوره ممثلا عاديا، ومعلومة أنه ساحر جديدة علىّ، عرفتها من خلال ذلك الحوار.

* شاركت بفيلم «الإنس والجن» بالإضافة لفيلم «عاد لينتقم».. كيف ترى أفلام الرعب والغموض بالسينما آخر 10 سنوات؟
ــ لم أتابع بالطبع جميع أفلام الرعب التى أنتجت، لكنى أقدر كل هذه الجهود التى تحاول الوصول لنجاحات مستمرة فى مجال الرعب، وليس صعبا علينا تقديم أفلام رعب تستحق الاحترام والإشادة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved