«السيسي»: أمريكا لم تعر اهتماما لما قمنا به لإنقاذ مصر
آخر تحديث: الخميس 25 سبتمبر 2014 - 8:59 م بتوقيت القاهرة
كتب ــ أحمد عبد الحكيم
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: إن المنطقة العربية بحاجة إلى جهد أكبر من أجل مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، معتبرًا أن خطر هذا التنظيم ليس مقصورًا فقط على منطقة الشرق الأوسط وحسب، بل يمتد للعالم بأسره.
السيسي ذكر في حواره لمجلة "التايم" الأمريكية، الذي نشرت مقتطفات منه اليوم الخميس، أن «الولايات المتحدة لم تعر اهتمامًا إلى المشكلة التي كانت ستنجم إذا لم نقم بإنقاذ مصر، فهناك خط رفيع بين التطرف والقتل، ومثل هذه الأيديولوجيات تسبب معضلة كبيرة في المنطقة».
وحذر السيسي، أمس الأربعاء، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ69، الدول الغربية من مواطنيها الجهاديين العائدين من مناطق الصراع في سوريا والعراق، بقوله: «احترسوا وراقبوا هؤلاء الجهاديين لأنهم ما أن ينخرطوا في مجتمعاتكم، إلا وسوف يتبعون نفس الممارسات المتطرفة، ولهذا السبب لا يمكننا الحد من الجهود الرامية التي يمارسها الجيش المصري، فالإجراءات التي اتخذت العام الماضي ضد الإرهاب ليست كافية لإنهاء ذلك، فلا يوجد بلد واحد بمنأى عن مثل هذه الأيديولوجيات، وأخشى أن تكون عودة الجهاديين الأجانب لمجتمعاتهم وبلادهم نتيجتها كارثية».
وحول الأوضاع الداخلية في مصر، مضى السيسي في حواره، المقرر نشره كاملا في السادس من أكتوبر المقبل، «تعاملتم (أمريكا) مع التطورات التي شهدتها مصر باعتبارها تحركًا من قبل الجيش، إلا أن الجيش لم يكن يفكر في تنفيذ انقلاب عسكري»، وشدد السيسي «الشعب المصري هو من رفض تغيير هويته، وأن دولة مثل مصر إن وقعت في حلقة مفرغة من التطرف سيمثل ذلك تهديدًا على العالم بأسره، والولايات المتحدة نفسها كانت ستشعر بالحاجة لتدمير مصر».
وأوضح الرئيس، قائلا: «نحارب الإرهاب في شبه جزيرة سيناء منذ سنة وأربعة أشهر، ولو ظل الإخوان في الحكم لعام آخر، لتحولت سيناء لشيء يشبه جبال تورا بورا (الأفغانية)، إضافة إلى ما كانت ستشهده مصر من حرب أهلية، في ظل وقوف المصريين، ولا يزالون، على جانب، فيما وقف على الجانب الآخر أنصار جماعة الإخوان، مستعدون للقتال».
وعلى صعيد التحديات الداخلية التي تشهدها مصر، قال السيسي: «لم تواجه مصر تحديات بهذا الحجم منذ أكثر من 40 عامًا، فنحن نواجه فقرًا مدقعًا، وبطالة وكسلا متفشيًا بين الشباب، وهذا يوفر بيئة خصبة للمشاكل». وأضاف: «لدينا معدلات نمو سكاني تبلغ 2.6 مليون نسمة في العام، وفي خلال العشر سنوات القادمة من المتوقع أن يزداد التعداد السكاني لمصر (الآن أكثر من 85 مليون نسمة) بمقدار 30 مليون نسمة». لافتًا إلى أن مثل هذه الأسباب هي التي أدت إلى الثورة في مصر.
وأردف السيسي «أراد الشعب التغيير والمضي قدمًا نحو مستقبل أكثر إشراقًا، إلا أنه لسوء الحظ، لم يتعامل مرسي مع تلك المشاكل المستعصية». وأوضح السيسي أنه «بعد ثورتين في مصر، لم يعد هناك مجال للفشل، إلا أن الحكومة لم تستطع وحدها التعامل مع كل هذه المشاكل».
وحول مستقبل جماعة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية المصرية، قال السيسي: «شهدنا انتخابات نزيهة وحرة (بعد ثورة يناير) أفضت نتائجها الحرة بفوز جماعة الإخوان المسلمين وهو ما تم قبوله، إلا أنه يمكنني القول، إن أي استحقاقات انتخابية مقرر عقدها في المستقبل، لن يكون لجماعة الإخوان حظوظ في المشاركة فيها». في إشارة إلى الرفض الشعبي الذي تلقاه الجماعة على حد وصفه.
وفيما يتعلق بدور الإسلام في حياته، اختتم السيسي حديثه: «لا يمكن أن أكون ضد الإسلام، فأنا أعتبر نفسي مسلمًا متدينًا ولكن الواقع يمثل تحديًا، فأنا ببساطة أمثل الإسلام المعتدل، ولكني قلق من التحديات القادمة، من الفقر والجهل في العالم الإسلامي».