مواقف في حياة النبي (2).. عندما بكى جَمَلٌ للرسول شاكيا صاحبه

آخر تحديث: الإثنين 25 سبتمبر 2023 - 11:05 ص بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

يحتفل المسلمون في 12 ربيع الأول من كل عام بميلاد خاتم الأنبياء والمرسلين النبي محمد (صلى)، الذي جاء برسالة الإسلام التي نزلت في مكة المكرمة.

لا يزال المسلمون يستخلصون العبرة من سيرة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، فيتعرفون على أصعب المواقف التي عاصرها (صلى) بنقائه، وصبره على نشر الدعوة مواجها الإيذاء بالحسنى.

ونسرد لكم قصة أحد المواقف، التي تعرض لها النبي الكريم (صلى) في السطور الآتية.

* عندما بكى جَمَلٌ للرسول شاكياً صاحبه من شدة الجوع والأذى

ثبتت في الأحاديث النبوية قصة الجمل الذي شكى صاحبه للنبي (صلى)، حيث مر النبي الكريم على فناء وبالصدفة فوجئ بجمل يأتي إليه وجسى على ركبيه وبكى، وذرف الدمع، ففهم الرسول صلى الله عليه وسلم لغة الجمل بأنه يشكو صاحبه من شدة الجوع وكثرة العمل.

فمسح رسول الرحمه بيده على رأس الجمل فسكن وهدأ، ثم غضب فأحمر وجهه ونادي متسائلا: "من صاحب هذا الجمل" فاجأه أحد الأنصار أنه يملكه فقال له النبي (صلى)، إن الجمل الذي تملكه جاءني يشكو منك أنك تدخله في عمل دؤوب أفلا تتقى الله في هذه البهيمة؟.

وروى الإمام أحمد في مسنده، نص الحديث الشريف الذي ورد فيه قصة الجمل فقال: "إن النبي (صلى) دخل يوما إلى حائط (بستانا) من حيطان الأنصار، فإذا جمل قد أتاه فجرجر وذرفت عيناه".

وقال بَهْز وعفان: "فلما رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم حَنَّ وذرفت عيناه، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم سَرَاته وذِفْراه (ظهره وأذنيه) فسكن، فقال: من صاحب الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: هو لي يا رسول الله، فقال (صلى) : أما تتقى الله في هذه البهيمة التي ملّككها الله، إنه شكا إلىَّ أنك تجيعه وتدئبه (تتعبه في عمل متصل)".

وشرح الزرقاني أن النبي (صلى) قد فهم لغة الجمل إما بالنطق، أو بفهمه عليه السلام من فعل الجمل.

* نبي الرحمة للعالمين.. حرمة إيذاء الحيوان

ذكر القرآن الكريم والأحاديث النبوية ان الإسلام قد أمر بمعاملة الحيوان معاملة حسنة، وجاء النبي الكريم للتوميد على ذلك ورحمة للعالمين، انسان وحيوان ونبات.

ويذخر الدين الإسلامي الحنيف بقصص صحيحة عن حسن معاملة الحيوان لا سيّما أنها في خدمة الإنسان فبعضها يُركب، وبعضها يؤكل لحمه أو بيضه أو حليبه، وحّرم الإسلام حرمانها من الطعام أو الشّراب، أو تحميلها فوق طاقته، أو ايذائها أو حرمانها من أولادها نسبة للغاية الكريمة في سورة الأنعام: {وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ}.

وإذا كان الله قد أباح ذبح بعض الحيوانات أو صيدها، فقد امر بأن نحسن معاملتها، حيث قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): "إنَّ الله تعالى كتب الإحسان على كلّ شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذّبحة، وليحدّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته".

وقد سأل بعض الصحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قالوا: يا رسول الله، إن لنا في البهائم أجرًا؟ قال: «في كلِّ ذات كبدٍ رطبةٍ أجرٌ».

اقرأ أيضا:

مواقف في حياة النبي (1).. نعته كافرٌ بـ الأبتر فأنزل الله سورة الكوثر

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved