من الشاشة إلى الواقع.. كيف وثقت السينما منطقة مقابر الإمام الشافعي؟
آخر تحديث: الجمعة 25 أكتوبر 2024 - 10:52 ص بتوقيت القاهرة
الشيماء أحمد فاروق
تتصدر منطقة قرافة الإمام الشافعي التريند على منصات التواصل الاجتماعي، بعد بروز صور متنوعة من المنطقة لوضعها الحالي، عقب حملة الإزالات والتجديد والتطوير التي تشمل المنطقة، ضمن حالة عامة من التطوير والتغيير تشهدها مدينة القاهرة بشكل عام.
صور متداولة من المنطقة
وتداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي صورًا منسوبة لمقابر الإمام الشافعي في القاهرة القديمة، والتي أظهرت أحد القباب التاريخية مهدمة بشكل عشوائي، فيما رصدت بعض الصور وجود "حفار" بجانب القبة تنفيذًا لخطة الهدم، حيث اعتاد أهالي المنطقة تواجده عدة مرات لتنفيذ خطط إزالة بعض المنشآت.
تاريخ المنطقة وأهميتها
تقع منطقة الإمام الشافعي بالقرب من قلعة السلطان صلاح الدين الأيوبي في القاهرة العتيقة، وتضم أكثر من 150 مقبرة يعود تاريخها لأكثر من قرن ونصف. كما تضم مقابر الإمام الشافعي رفات عشرات الشخصيات التاريخية، مثل الملكة فريدة وعائلة الفنان صلاح ذو الفقار، بالإضافة إلى 15 مدفناً لأسرة محمد علي والي مصر، وحاشيته ووزراءه وكبار موظفي الأنظمة المصرية التالية في عهود أبناء محمد علي.
التوثيق السينمائي للمنطقة
وكما وثقت الصور الفوتوغرافية واللوحات الفنية هذه المنطقة العريقة، كانت للسينما نصيب خاص من التوثيق، حيث كانت المنطقة أحد الأحياء التي صورت بها العديد من المشاهد السينمائية لأفلام مختلفة، ونذكر منها فيلم اللص والكلاب، حيث كانت تسكن واحدة من الشخصيات الرئيسية في الفيلم، شخصية نور، والتي جسدتها الفنانة الراحلة شادية. وهي فتاة ليل فقيرة، تعيش في حارة نجم الدين، خلف منطقة قرافة الإمام الشافعي، وظهرت المنطقة أكثر من مرة في مشاهد متتالية في الفيلم، سواء فيما يخص شخصية نور أو شخصية سعيد عندما كان مطارداً من الشرطة.
فيلم "أنا لا أكذب ولكني أتجمل"
ومن الأفلام الأخرى التي كانت منطقة قرافة الإمام الشافعي محورًا رئيسيًا للأحداث فيها بل ومؤثرًا في مصير البطل، فيلم أنا لا أكذب ولكني أتجمل، وهو واحد من أبرز أفلام التليفزيون المصرية في ثمانينيات القرن الماضي.
الفيلم مأخوذ عن نص للكاتب إحسان عبد القدوس، ومعالجة سينمائية لـ ممدوح الليثي، وبطولة أحمد زكي وآثار الحكيم وصلاح ذو الفقار وزهرة العلا ومها أبو عوف، وإخراج إبراهيم الشقنقيري.
تدور أحداثه حول إبراهيم، وهو شاب جامعي يبدو على مظهره أنه من أسرة متوسطة، وإنه مثقف ومتفوق على مستوى التعليم، يقع في حب خيرية فتاة من أسرة ثرية، ويكذب عليها ويخفي حقيقة عائلته وعمل أسرته. حيث يسكن إبراهيم في منطقة القرافة (من ساكني المقابر) وتعمل والدته خادمة ووالده أيضًا، وهذه الخلفية الاجتماعية تقف حائطًا بينه وبين علاقته العاطفية.
أفلام أخرى وثقت واقع المقابر
وهذه المنطقة كانت من أبرز المناطق التي يتم الاستعانة بها عند الحديث عن ساكني المقابر، وإيجار الغرف المجاورة للمقابر واستغلال السماسرة لها. وبرز ذلك في فيلم الشقة من حق الزوجة، في إطار الحديث عن أزمة السكن والخلافات الزوجية، حيث كانت غرفة في إحدى القرافات المكان الذي يستقر فيه البطل بعد فشله في العودة إلى زوجته بسبب تدخلات والدتها التي أفسدت الحياة بينهما، والفيلم من بطولة معالي زايد ومحمود عبد العزيز.