رغم مرارة النزوح.. مراهق سوري يجلب بيت طفولته معه للمخيم

آخر تحديث: الأربعاء 25 نوفمبر 2020 - 10:33 ص بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

تتألق تلك الخيمة بحدائقها الصغيرة الغناء وسط بساتين الزيتون في عتوم السورية على الحدود التركية، وكأنها منزلا مسالما لا علاقة له بحروب ولا مخيمات، وفي قلب المشهد يعكف وسام دياب ذي الـ19 عاما والعينين الخضراء والشعر المنسدل على كتفيه، ويضع الزهور في مزاهر خاصة حول الخيمة.

ويقول وسام، لـ"فرانس برس"، بينما يقلب بعض الصور لمنزله القديم في كفر زيتا على هاتفه، إنه حاول أن يجعل الخيمة مثل المنزل الذي أمضى به طفولته رغم أن المنزل أجمل بكثير من الخيمة.

وليشعر بدفئ البيوت السورية لم يترك وسام داخل خيمته دون بعض اللمسات التي تبدو في الجلسة العربية البسيطة والسجاد والستائر التي كان هناك مثلها في بيته الذي هجره.

وأما عن أول شيء أسسه في منزله الصغير فكانت المكتبة التي تمكن من وضع بعض كتبه التي أنقذها خلال النزوح والبالغ عددها 85 كتابا معظمها روايات لفيودور ديستوفيسكي ونجيب محفوظ.

ويقول وسام، إن تأسيس كل ذلك استغرق منه 8 أشهر منذ قررت أسرته الابتعاد عن المخيم المكتظ خوفا من الإصابة بكورونا وعمل خيام صغيرة مترامية وسط بساتين الزيتون قرب الحدود التركية.

وأما عن طريقة إمضائه للوقت في ظل النزوح وآلام فراق البيت وشقيقه الذي لقي مصرعه خلال الحرب، فيقول وسام، إنه يفضل اللعب عبر اليوتيوب بجانب القراءة والاعتناء بحديقته الخاصة.

وأما ما يخافه فيتابع وسام، إنه يعلم إنه حتى منزله الصغير الذي صنعه لنفسه لن يدوم طويلا مع اضطراب الحال خلال الحرب.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved