ميشيل أوباما في مذاكرتها: لا أتذكر رؤية فتاة رياضية واحدة سمراء على شاشة التلفزيون خلال طفولتي

آخر تحديث: الجمعة 25 نوفمبر 2022 - 8:02 م بتوقيت القاهرة

منى غنيم

نقلت صحيفة الجارديان البريطانية مراجعة نقدية لأحدث كتاب مذكرات صادر عن السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة الأمريكية، ميشيل أوباما، والصادر فى الخامس عشر من شهر نوفمبر الجارى عن دار نشر «كراون».
فى البداية، ذكرت المراجعة النقدية أن السيرة الذاتية الأولى لميشيل أوباما ــ والتى حملت عنوان «وأصبحت» ــ كانت «أكثر شخصية» من المذكرات الجديدة؛ حيث روت «أوباما» من خلالها العديد من المواقف الشخصية؛ مثل قصتها عن الوقت الذى زارت فيه عائلتها بعض الأصدقاء الأمريكيين من أصل إفريقى كانوا قد انتقلوا للعيش فى منطقة فى الضواحى يغلب عليها بيض البشرة؛ حيث إن فى نهاية الزيارة اكتشف والد «أوباما» أن شخصًا ما قد خدش باب سيارته «البويك« متعمدًا بآلة حادة، ولم يبد والدها حينها أى رد فعل على هذا العمل العنصرى الصريح وظل صامتًا و«صامدًا» فقط.


وكشفت المراجعة عن أن «أوباما» تهدف من خلال كتاب المذكرات الجديد الذى يحمل عنوان «الضوء الذى نحمله» ــ وهو كتاب المذكرات الثانى للسيدة الأولى السابقة ــ إلى أن تقدم لجمهور القراء دليلًا عمليًا وملموسًا على قوة الشخصية والجَلَد وكيفية التعامل مع الشدائد كما تعاملت هى أو ــ والدها ــ معها على حد سواء، كما سعت لإعطاء القراء لمحة عن مجموعة «أدواتها الشخصية» كما أسمتها للتعامل مع المشكلات؛ ألا وهى الاستراتيجيات التى تلجأ إليها لتكون أكثر راحة وحنكة فى التعامل مع الأمور؛ خاصة مع العجز البشرى الطبيعى والدائم عن رؤية الناتج أو المردود قبل وقوعه.
واحتوى الكتاب على 10 من تقنيات المساعدة الذاتية هذه، ومنها على سبيل المثال: تقنية «طريقة بدء اليوم» حيث تذكر «أوباما» أنه من الأفضل تجاهل الأفكار السلبية الأولى التى تخطر ببالنا فى الصباح وبدلا من ذلك يجب أن «نستحضر الأفكار الإيجابية الأكثر فاعلية» وتقنية «القوة فى الجمع» حيث تذكر «أوباما» أن الحياة تغدو أفضل بصورة ملحوظة عندما «نتحلى بروح الجماعة فى إنجاز المهام الصعبة»، وذلك من خلال سرد لا يفتقر إلى الأمانة إزاء مخاوفها وإخفاقاتها الحياتية وعيوب شخصيتها كونها فى النهاية بشر يخطىء تارة ويصيب تارة أخرى.
ووصفت «أوباما» عبر كتاب المذكرات كيف شعرت بأنها «غير مُرحب بها» كطالبة أمريكية من أصل إفريقى فى جامعة برينستون فى الثمانينيات من القرن الماضى، وكيف أنها فى قاعة الطعام كانت دائمة التفكير فيما افترضت أنه الأفكار السلبية التى تدور عنها فى رئوس الآخرين، وقالت: «هذا النوع من القلق يمكن أن يفسد رأسك إذا سمحت له بذلك».
كما تحدثت «أوباما» بصراحة عن معانتها مع العنصرية؛ حيث إن جدها «داندى» عانى الكثير من ويلاتها فى حياته حتى انتهى به الأمر إلى ما وصفته بـ «التحجر»؛ حيث لزم بيته وحيه السكنى ولم يكن يغادره على الإطلاق خوفًا من التعرض للمزيد من التعليقات العنصرية، وقالت: «حين تصبح الآلام التى نتعرض لها هى قمة مخاوفنا تصير تلك المخاوف بمثابة حدود شخصية لا يمكننا تعديها مهما حاولنا»، وأضافت أن كسر هذه الحلقة ليس بالأمر السهل، خاصة إذا كنت ضحية للتمييز العنصرى، ولكنها شددت على ضرورة التركيز على الأشياء الصغيرة التى لديها القدرة على أن تجعلك ترى الأمور الكبيرة برؤية أوضح وتمنحك الثبات الانفعالى فى الأزمات.
وأوضحت «أوباما» كيف يمكن لأجندة التنوع أن تحدث فرقًا فى مناحى الحياة الأخرى أيضًا، فقالت: «لا أتذكر رؤية فتاة رياضية واحدة ذات بشرة سمراء على شاشة التلفزيون خلال طفولتى»؛ حيث إنها كانت فتاة رياضية بدورها وكانت دائمًا ما تبحث عن القدوة الحسنة بين بنات جنسها، الأمر الذى جعلها تشعر بالحرج بأنها محرومة من وجود تلك «القدوة السمراء» وهى «أطول فتاة» فى فصلها الدراسى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved