الخلافات العسكرية تصل ذروتها في تل أبيب.. كاتس يرفض الاجتماع بزامير ونتنياهو يتدخل للتهدئة
آخر تحديث: الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 - 7:42 م بتوقيت القاهرة
الأناضول
طلب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، من وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير بتخفيف التوترات بينهما، بعد أن وصلت الخلافات إلى "ذروتها" على خلفية إخفاقات 7 أكتوبر 2023، وفق إعلام عبري.
وجاءت مطالبة نتنياهو لكاتس وزامير خلال لقاءين منفصلين معهما مساء الثلاثاء، بعد رفض الأول عقد اجتماع ثلاثي، وفق المصدر ذاته.
والاثنين، جمّد كاتس، التعيينات بالمناصب العليا بالجيش، بعد يوم من إقالة ضباط كبار دون تشاور معه، على خلفية فشل منع هجوم 7 أكتوبر 2023، وذلك في خلاف جديد بينهما.
وعقب التجميد، أصدر زامير بيانا شديد اللهجة اتهم فيه كاتس بالإضرار بالأمن، على خلفية قراره بخصوص التعيينات بالجيش.
وإثر ذلك أعلن نتنياهو استدعاء زامير وكاتس إلى مكتبه لـ"محادثة توضيح" بعد خروج الخلاف للعلن، لكن كاتس أبلغ رئيس الوزراء "برفضه عقد اجتماع ثلاثي، وبرغبته في مقابلته على انفراد"، وفق ما أفادت به القناة 13 (خاصة)، مساء الثلاثاء.
فيما قالت صحيفة "يسرائيل هيوم"، إن نتنياهو عقد اجتماعين في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب مع كل من زامير وكاتس.
وأوضحت: "على عكس ما خطط له نتنياهو أمس، عقدت الاجتماعات الشخصية بشكل منفصل واستغرقت وقتا طويلا".
وبحسب الصحيفة "طلب نتنياهو من وزير الدفاع ورئيس الأركان: تهدئة الأمور لإبعاد قضية المواجهة العلنية عن عناوين الأخبار".
من جانبها، اعتبرت القناة 12 (خاصة) أن رفض كاتس لقاء زامير يعني أن الخلاف بين الرجلين "وصل ذروته".
وأضافت: "بعد يوم كامل من الاتهامات، والتصريحات العلنية، وتوتر غير مسبوق في قمة المؤسسة الأمنية – تخلى رئيس الوزراء (الثلاثاء) عن عقد لقاء مشترك بين الاثنين، واستدعى كل واحد منهما لمحادثة توضيح على حدة".
ووجّه كاتس، الاثنين، بإجراء مراجعة جديدة وموسعة لنتائج لجنة من الجيش بقيادة اللواء المتقاعد سامي ترجمان كلفت بالتحقيق في فشل منع هجوم 7 أكتوبر 2023، كما جمّد التعيينات العسكرية العليا لمدة 30 يومًا.
وأضاف كاتس في بيان: "أُقدّر رئيس الأركان، الذي يعلم تمام العلم أنه يخضع لرئيس الوزراء ووزير الدفاع وحكومة إسرائيل".
فيما قال زامير في بيان شديد اللهجة، إن قرار التشكيك في تقرير، كتبه على مدى سبعة أشهر 12 لواء وعميد (ترجمان)، واعتمده قائد الجيش وعُرض على الوزير بشكل شخصي، يثير الاستغراب".
ووفق زامير، فإن التقرير "تم تحديده منذ البداية لاستخدام رئيس الأركان لتقييم جودة التحقيقات واستخلاص الدروس بصورة شاملة داخل الجيش، وليس للاستخدام السياسي".
ومعلقا على قرار كاتس بوقف التعيينات في المناصب العسكرية لمدة شهر، شدد زامير على أن "وقف التعيينات يضر بالأمن وبقدرة الجيش الإسرائيلي وجاهزيته للتحديات القادمة".
من جانبها، نقلت هيئة البث العبرية مساء الاثنين عن مصادر مقربة من زامير ، قولها إنه "يدرك أن البيان العلني الذي نشره ضد كاتس قد تكون لها عواقب بعيدة المدى، بما في ذلك إقالته".
والأحد، أعلن زامير إقالة عدد من كبار قادة الجيش ووبخ آخرين على خلفية الإخفاق في 7 أكتوبر، بينهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" السابق أهارون حليفا، وقائد المنطقة الجنوبية السابق يارون فنكلمن، ورئيس شعبة العمليات السابق أودي باسيوق.
وهؤلاء الضباط أقيلوا سابقا من مناصبهم القيادية، لكن الإجراءات الجديدة عقابية وتشمل إنهاء خدمتهم الاحتياطية في الجيش بشكل كامل.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاثنين، أن كاتس علم بقرارات زامير من وسائل الإعلام.
وقالت هيئة البث، إن هذه التطورات تأتي بعد نحو أسبوعين من تسلّم زامير، التقرير الشامل الذي أعدّه ترجمان.
و"ترجمان" هو رئيس سابق للقيادة الجنوبية في الجيش المسؤولة عن غزة، وجرى تكليفه برئاسة طاقم من الجيش لإجراء تحقيقات حول هجوم 7 أكتوبر.
وسبق أن استقال عدد من كبار القادة والضباط الإسرائيليين، الذين كانوا على رأس عملهم خلال أحداث 7 أكتوبر، بمن فيهم رئيس الأركان وقتها هرتسي هاليفي، وقائد المنطقة الجنوبية فينكلمان، ورئيس شعبة العمليات عوديد بسيوك، ورئيس "أمان" حليفا، وأقروا بمسؤوليتهم عن الفشل في منع الهجوم.
وحدد تقرير ترجمان المكون من 140 صفحة الأسباب الرئيسية لإخفاقات الجيش في 7 أكتوبر، والتي شملت بما في ذلك "فجوة بين المفاهيم الاستراتيجية والعملياتية للجيش تجاه قطاع غزة وحماس، والواقع؛ وفشل استخباراتي في فهم الواقع والتهديد، ونقل المعلومات".
بالإضافة إلى "وجود عيوب في عملية اتخاذ القرار واستخدام القوة في الليلة ما بين 6 و7 أكتوبر"، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وفي 7 أكتوبر 2023، هاجمت حماس قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين، ردا على "جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.
ويعتبر مسؤولون إسرائيليون أن ما حدث في 7 أكتوبر، يمثل أكبر فشل مخابراتي وعسكري إسرائيلي، ما ألحق أضرارا كبيرة بصورة تل أبيب وجيشها في العالم.
ومنذ تعيين زامير في مارس 2025، تكررت خلافاته مع كاتس حول تحقيقات 7 أكتوبر وجولة تعيينات بالجيش في أغسطس الماضي دون تنسيق مسبق مع الوزير، ثم محاولة كاتس في أكتوبر المنصرم تعيين سكرتيره العسكري غاي ماركيزنو في منصب الملحق العسكري في واشنطن واصطدامه برفض زامير، وفق إعلام عبري.