في ذكرى ميلاد السندريلا.. لماذا وافقت سعاد حسني على التمثيل في فيلم الكرنك؟

آخر تحديث: الأربعاء 26 يناير 2022 - 4:24 م بتوقيت القاهرة

محمد حسين

 

تمر اليوم (26 يناير) ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة سعاد حسني، التي ولدت بالقاهرة عام 1943، لعائلة من أصول شامية، حيث كان جدها مطربا سوريا هاجر لمصر في بدايات القرن الماضي.

تمتلك سعاد حسني رصيدا فنيا كبيرا يضعها بين كبار السينما المصرية، وبدأت رحلتها مبكرا في نهاية الخمسنيات من خلال بطولتها لفيلم "حسن ونعيمة"، وأدت الدور وهي لم تجاوز 16 عاما، تلته بعد ذلك بأدوار متنوعة أبرزت فيها تناغم مواهبها بين التمثيل والغناء والرقص، ليصبح لقب "سندريلا الشاشة" ملازما لها.

ومع التسعينيات، ابتعدت سعاد حسني عن الشاشة، لتدخل في رحلة مرضية شاقة، ألزمتها السفر إلى لندن لتلقي العلاج، لتقضي بالعاصمة البريطانية سنواتها الأخيرة، قبل أن تفارقنا بحادث مأساوي بسقوطها من شرفة منزلها في عام 2001.

وخلال فترة إقامتها في لندن، أجرت حوارات طويلة مع الكاتب الصحفي منير مطاوع، الذي ضمها في قالب أشبه بالمذكرات، وصدرت في كتاب بعنوان "السندريلا تتكلم"، عن الدار المصرية اللبنانية.

وتطرقت السندريلا لموضوعات مختلفة عن تجربتها الفنية الطويلة، التي كان من بينها أدوار لها طبيعة خاصة بين الذاكرة السينمائية، ومثلت محطة هامة في مشوارها وهي نضجها الفني، وتعتبر سعاد أن دورها بفيلم "القاهرة 30" عن رواية الكاتب الكبير نجيب محفوظ، التي أدت به شخصية "إحسان شحاته" الفتاة الفقيرة التي تتطلع لرفاهية الطبقة الثرية، وتصطدم بأن مقابل ذلك ستدفع ثمنا كبيرا، حيث يستغلها أحد كبار رجال الدولة في إشباع شهواته، ويزداد الأمر تعقيدا عندما يختار لها زوجا كديكور يغطي على العلاقة المشبوهة.

وتحكي سعاد أن تفاصيل تلك الشخصية أعدت لها كثيرا لتلم بتفاصيلها، وتقول "عندما عُرض عليّ هذا الدور، أحضرت نوتة كتبت فيها كل ما يمكن أن يتعلق بها.. كيف تأكل وتشرب وطريقة المشي، وهل يناسبها مثلا أن تكون مدخنة أم لا".

والشيء غير المسبوق الذي فعلته سعاد، هو أن تصميم الملابس قامت به بنفسها.

تجربة أخرى مع أعمال نجيب محفوظ، كانت من خلال رواية "الكرنك"، التي أدت فيها شخصية "زينب" الطالبة التي تتعرض للاعتقال، دون أن يكون لها علاقة بأي نشاط سياسي، وتلقى طرقا مختلفة من التعذيب والإيذاء، ما يعرضها لأذى نفسي كبير، وتفيق على حلم عظيم وهو وحدة المصريين في أثناء حرب أكتوبر المجيد، وتمارس دورها من خلال عملها طبيبة تعالج جرحى الحرب.

وتعتبر سعاد أن دورها في "الكرنك" هو الأهم في مسيرتها الفنية على الإطلاق، حيث اختلطت فيه السياسة بالوطنية ورفض أوضاع المجتمع، الذي كان ضروريا من وجهة نظرها ومناسبا لوقت عرضه (بعد نصر أكتوبر)، الذي كان جوا لإطلاق حريات أجيال جديدة.

وترد سعاد بأنها قبلت هذا الدور لأنها من معارضي عبدالناصر، بأنها لا تتفق مع هذه النظرة، وتعتبر نفسها "ابنة ثورة يوليو"، لكن تسليط الضوء على أخطاء الماضي وفكرة تحرير الأجيال الجديدة جذبتها للدور.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved