بعد واقعة معهد القلب.. الأطباء: الاعتداء سبب للعزوف عن العمل.. والنواب: لابد من تشريع
آخر تحديث: الثلاثاء 26 مارس 2019 - 7:37 م بتوقيت القاهرة
دينا النجار
شهد مستشفى معهد القلب بإمبابة، في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد الماضي، اقتحام أهل مريض متوفى؛ لقسم الطوارئ بالمستشفى والاعتداء على الأطباء والممرضين المتواجدين، فضلًا عن تحطيم مجموعة من الأجهزة الطبية التي تقدر بملايين الجنيهات، وذلك بعد وفاة أحد أقاربهم داخل غرفة العمليات.
ولم تعد هذه الواقعة الأولى من نوعها، فبات الاعتداء على الممتلكات العامة بالمستشفيات، أو الأطباء من أهالي المرضى متكررًا، سواء بسبب السخط على المنظومة الطبية أو اعتراضَا على وفاة المريض، ولا تزال المشكلة قائمة.
وترصد «الشروق» جهود وزارة الصحة ونقابة الأطباء والبرلمان؛ لوضع حلول لتلك الأزمة.
•وزراة الصحة تتخذ الإجراءات القانونية الازمة وتطالب بالتعويض
أكد الدكتور محمد صلاح، رئيس هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية بوزارة الصحة، إن الهيئة حررت محضرًا في النيابة العامة بشأن واقعة اعتداء معهد القلب القومي التابع للهيئة، وتم التحفظ على المتهمين في مكان الواقعة، وجاري البحث عن الهاربين.
وتابع أن النيابة تستمع لشهادات الأطباء شهود العيان، وأجرت معاينة بغرفة القسطرة التي شهدت الاعتداء، معقبًا: «سنطالب هؤلاء المعتدين بالتعويض بكل التلفيات التي وقعت بالمعهد، لأن هذا حق الدولة والمرضى».
•وزيرة الصحة: العنف ضد الأطباء سبب للعزوف عن العمل
قالت هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، إن السبب الرئيسي لعزوف الأطباء عن العمل يعود إلى العنف المجتمعي ضد الأطباء، مؤكدة أن مقدمي الخدمة الطبية يعملون ليل نهار من أجل المجتمع والمرضى.
وأوضحت في تصريحات إعلامية، أن التحدي في بناء المنظومة الطبية ليس متوقف على بناء وتجهيز المستشفيات فقط، ولكن في تكوين وإنشاء الكوادر من الأطباء.
•نقابة الأطباء تطالب بقوانين لحماية الطبيب
أدانت نقابة الأطباء في بيان لها، بعنوان «وتتوالى الاعتداءات»، على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، حادث الاعتداء على معهد القلب، وتحطيم أجهزة طبية هامة وباهظة الثمن، مطالبة بضرورة مواجهة هذه التعديات بإجراءات قوية وحاسمة تمنع تكرار هذه الجريمة أو التفكير فيها.
كما طالبت بالإيقاف الفوري لكل ما يسبب الشحن المجتمعي العدائي ضد الأطباء:
أولًا إيقاف حملات التشويه الإعلامي بمختلف وسائله ضد الأطباء.
ثانيًا تفعيل الإجراءات الأمنية وتشديد الحراسة على المنشآت الصحية.
ثالثًا إيقاف التصالح فى قضايا الاعتداء على الأطباء والمنشآت الصحية.
رابعًا سرعة إصدار قانون بتغليظ عقوبة الإعتداء على المستشفيات أو أفراد الطاقم الطبي أسوة بالدول التي تقاوم هذه الجريمة، مثل السعودية ودوّل الخليج، حيث وصلت العقوبة لغرامة مليون ريال وسجن يصل لعشرة سنوات.
• ومن جانبه علق الدكتور أسامة عبد الحى وكيل نقابة الأطباء، على واقعة الاعتداء، مناشدًا وزيرة الصحة والبرلمان بسرعة خروج مشروع قانون تغليظ العقوبات على المنشآت والأطقم الطبية، موضحًا أن من حق المريض وأسرته تقديم شكاوى في حالة التقصير خلال علاج ذويهم، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة المقصرين وفقًَا للقانون.
وتابع: «طالبنا وزيرة الصحة والبرلمان بضرورة تغليظ العقوبات الخاصة بجريمة الاعتداء على الأطباء والمنشآت الطبية وبالفعل تضامن عدد من نواب البرلمان، ووقعوا على هذا المطلب والوزيرة كانت موافقة ايضا ولكن حتى الآن لم يخرج القانون».
•ظاهرة متكررة.. وتسبب شرخ بين الأطباء والمرضى
وأدانت الدكتورة منى مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء، واقعة اعتداء أهل أحد المرضى على معهد القلب بإمبابة، موضحة أن الواقعة تكشف استمرار الظاهرة البشعة الشاذة لتكرار الاعتداء على الأطباء والمستشفيات والأطقم الطبية، دون مواجهة جادة.
وأضافت عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن هذه الظاهرة لا تؤدي فقط إلى القضاء على تجهيزات طبية بملايين الجنيهات أو تعطل علاج مئات المرضى، ولكن الأهم أنها تؤدي إلى شرخ عميق صعب الإصلاح بين الأطباء ومرضاهم، شرخ يدفع الأطباء للهروب من العمل في مستشفيات مصر الذي أصبح جحيمًا لا يُطاق.
وطالبت بإيقاف حملات تشويه الأطباء، والتحريض المستمر ضدهم، وتصدير فكرة أن الطبيب المهمل هو أساس كل مشاكل المنظومة الصحية، قائلة: «لعلنا بدلًا من ذلك نهتم أكثر بحلول حقيقية مخططة لمشكلات المنظومة الصحية».
كما شددت على ضرورة تغليظ عقوبة الاعتداء على المستشفيات والأطقم الطبية، ووضع نظام تأمين شرطي جاد للمستشفيات، ومنع التصالح في قضايا الاعتداء على المستشفيات والأطباء، باعتبارها جريمة ضد المجتمع لا يقبل التصالح فيها.
•طبيب: نبذل قصار جهدنا لإنقاذ المرضى.. ولسنا آلهة
وأوضح الدكتور فريد فؤاد دولة، استشاري بمعهد القلب، أن المريض الذي حطم أهله غرفة القسطرة كان متعاطي للمخدرات، وحالته غير مستقرة، ورفضت مستشفيات أخرى استقباله، وبالرغم من ذلك تم قبول حالته في المعهد، وإجراء العملية لإنقاذ حياته.
واستنكر في تصريحات إعلامية، تحطيم وحدة قسطرة بالكامل لم يتعد عمرها العامين، وتبلغ إجمالي تكلفتها 15 مليون جنيه، معقبًا: «إجمالي الخسائر حتى الآن 9 ملايين جنيه، ونتعامل مع حالات شديدة الخطورة ولكن لسنا آلهة، وبيئة العمل في مصر غير آمنة؛ لذا يلجأ الأطباء للعمل في الخارج، لأن مفيش طبيب يقدر يشتغل تحت ضغط وتهديد، والواقعة متكررة بشكل شبه يومي».
ولفت إلى حجم الضرر الذي وقع على المرضى الأخرين بسبب تحطيم وحدة قسطرة القلب، التي وصفها بـ«المجهزة على أعلى مستوى»، فضلًا عن كفاءة جميع الأطباء العاملين بمعهد القلب، موضحًا أن الوفاة هي المضاعفات الطبيعية للحالات المتأخرة، ولكن الأطباء تبذل قصارى جهدها لإنقاذ حياة المريض.
•برلمانيون: لابد من تشريعات رادعة.. و«عبد العال»: سلوك اجتماعي
ألقى النائب مجدي مرشد، عضو مجلس النواب، بيانًا عاجلًا، خلال الجلسة العامة لمجلس النواب اليوم الاثنين، تحدث خلاله عن تعطيل وتخريب غرفة القسطرة في معهد القلب، مشيرًا إلى الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها الأطباء والمنشآت الصحية والفرق الطبية، بصفة مستمرة.
وقال إن الاطباء يعملون في جو غير آدمي وغير مقبول، وأصبحت ظاهرة الاعتداء عليهم متكررة، وناشد مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء، ووزيري الصحة والداخلية، باتخاذ إجراءات، لردع المخالفين.
وعقب الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، قائلا: «أمر غير مألوف نقطة شرطة في كل مستشفى، وسلوك اجتماعي، يقع على النواب عبء ومسئولية التواصل مع الدوائر، لأن هذا سلوك اجتماعي نعمل في إيه؟».
وأضاف «التغيير يبدأ بتواصلكم مع دوائركم وباستخدام الجامع والكنيسة وطلاب الجامعات في التوعية للمشكلة التي تسيئ لنا»، مؤكدًا أن هذا السلوك لن ينهيه الوزراء لأنه أمر يحتاج إلى تغيير سلوكنا، بحسب قوله.