رغم كوارثه.. فيروس كورونا يُسبب العديد من المزايا لكوكب الأرض

آخر تحديث: الخميس 26 مارس 2020 - 10:49 ص بتوقيت القاهرة

أدهم السيد:

تأتي الأخبار السيئة المتعلقة بكورونا في أمواج متتابعة بين ارتفاع حالات الوفاة وكوارث اقتصادية وعالم يعيش في حجر صحي، ولكن هناك بعض الأخبار السارة التي نتجت عن ذلك الوباء بشأنها أن تعطي الكثيرين بصيص أمل.

وبحسب "فرانس 24"، أدى استخدام الكثيرين للمعقمات إلى انحسار نسب أمراض فيروسية تصيب الجهاز التنفسي غير كورونا، بينما أدت زيادة غسل اليدين لتقليل أمراض الجهاز الهضمي.

وازداد الوعي الصحي لدى البشر جراء حملات التوعية ضد كورونا، فأصبح الجميع يهتمون بغسل أيديهم، والمشاهير حول العالم يفعلون ما في وسعهم لإقناع الأشخاص بالمداومة على ذلك، حتى قام بعضهم بغناء أغنية "هابي بيرث داي" لمرتين متتاليتين وهي الفترة المطلوبة لفرك اليدين بالصابون حتى تنظف تماما.

وجراء النصائح باستخدام المعقمات، نفدت تقريبا جميع المعقمات من السوق الياباني بسبب الإقبال الشديد، وكان نتيجة ذلك انخفاض العدد السنوي من حالات الإنفلونزا العادية من 21 مليون لـ7 ملايين فقط في شهر مارس.

وبالانتقال إلى ميزة أخرى لكورونا، وهي خبر سار، بتحسن الهواء وزيادة نقائه، والغريب أن ذلك بسبب إغلاق المصانع وتعطيل الرحلات الجوية التي أغضبت الكثير من رجال الأعمال.

ويقول مركز بحوث الطاقة والهواء النقي، إن انبعاث ثاني أكسيد الكربون المتسبب في الاحتباس الحراري من الصين شهد انخفاضا بنسبة 75% فقط، ليصبح 200 مليون طن من الغاز، ما يعادل معدل الانبعاث الشهري لدولة مثل الأرجنتين أو فيتنام أو مصر.

وكذلك أدى الحجر الصحي لإغلاق حقول الفحم الصينية، لينخفض إنتاجها الضار بالبيئة بـ36%، وكذلك هو الحال مع حقول النفط الصينية.

وأدى انخفاض الرحلات الجوية لرفع عبء تلويث وقود الطائرات عن الهواء بشكل كبير، رغم تأكيد الخبراء أن تلك مرحلة مؤقتة لحين انتهاء الوباء.

كما أدى تراجع السياحة في فينيسيا الإيطالية لتنظيف مياه قنوات فينيسيا، التي أصبحت نقية بعدما ابتعدت عنها عوادم السفن الملوثة.

وبالانتقال لميزة ثالثة، وهنا يكون الخبر السار للحياة البرية، فقد شكّل تناول الحيوانات البرية في الصين دافعا أساسيا وراء تفاقم مشكلة الصيد الجائر، ولكن مع ظهور خبر بأن أكل الحيوان البري مثل "آكل النمل"، جعل الحكومة الصينية تصدر شهر فبراير قرارا بمنع صيد أي حيوان بري لتجنيب الأشخاص المرض.

يذكر أن الصين قامت بإجراء مماثل عام 2003 بعد علمها بتسبب نوع من القطط في مرض السارس، لتعود تجارة وصيد الحيوانات بعدها، ولكن في المرة الحالية كان قرار المنع دائما وليس مؤقتا.

ويقول جيف هي، مدير جمعية عالمية لدعم الحياة البرية في الصين، إن الحكومة الصينية تيقنت أخيرا أن ضريبة انتقال الوباء من الحيوانات البرية التي يتم أكلها أكبر بكثير من أرباح الصيد الجائر لتلك الحيوانات.

وحتى خارج حدود الصين، أدت أخبار ارتباط كورونا بالحيوانات البرية إلى تراجع تجارتها في بلدان بعيدة عن الصين، مثل دولة الجابون.

ولا تزال هناك مزايا، فالميزة الرابعة هي "الاجتماعية" التي حرم منها كثيرون لابتعادهم عن بعضهم بسبب التكنولوجيا؛ حيث أدى حظر التجول في العديد من الدول لجمع أفراد الأسرة مع بعضهم لوقت طويل. أما الأشخاص الذين اضطروا للبقاء خلال الحظر بعيدا عن أسرهم، فقد علمتهم تلك الفترة كيف يحبوا أهلهم وأصحابهم أكثر.

ويقول أندريا بوريباي، العامل بالتطوير العمراني في كولومبيا، عن فترة الحظر: "أصبحت أتصل بوالدي أكثر من المعتاد، وأجد الوقت لأتحدث مع أصدقائي، حتى الذين لم أكن أحدثهم منذ فترة، لذلك أتمنى أن أشهد فترة حظر أخرى، فهو يجعلني أكثر ابتكارا وأكثر شعورا بأهمية الأشخاص في حياتي".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved