«عدوى من المُراسلة».. هل يمكن أن ينتقل كورونا من المحمول وطرود البريد؟

آخر تحديث: الخميس 26 مارس 2020 - 2:48 م بتوقيت القاهرة

هاجر أبوبكر:

وفقًا لـ"Google Trends"، كان المصطلحان الأكثر بحثًا هذا الأسبوع في أستراليا حول "كيفية تطهير الهاتف" و"كيفية تنظيف هاتفك".

وكان السؤال الثالث الأكثر بحثا حول "هل يمكن الإصابة بفيروس كورونا بسبب..؟"، واختلفت المصادر، فمرة من البريد وأخرى من الطعام وغيرها.

باختصار، يتساءل العديد من الأشخاص عن الدور الذي قد تلعبه الهواتف أو البريد أو الطرود في نقل فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وذلك لفهم المخاطر بشكل أفضل، وما يمكن فعله لتقليلها؛ وفقاً لموقع "science alert".

• مدة بقاء فيروس كورونا على الهاتف أو البريد

في الواقع لا توجد معلومات عديدة حول هذا الأمر، ولكن كانت هناك بعض التقارير العامة عن الدور الذي تلعبه الأسطح في انتقال فيروس كورونا.

لكن وجد في إحدى الأوراق البحثية التي استعرضها النظراء حول هذا الموضوع، والتي نُشرت قبل أسبوع تقريبًا من قبل مجلة "New England Journal of Medicine"، أن "SARS-CoV-2" أكثر استقرارًا على البلاستيك والفولاذ المقاوم للصدأ منه على النحاس والكرتون، وتم اكتشاف أن الفيروس بقى حتى 72 ساعة بعد انتقاله على هذه الأسطح.

كما لوحظ أنه على النحاس لم يبق أي فيروس بعد 4 ساعات، وعلى الكرتون لم يبق أي فيروس بعد 24 ساعة.

وقد تكون هذه الفترات أقل من الواقع، وقد يستمر الفيروس لفترة أطول على هذه الأسطح، اعتمادًا على الظروف؛ ذلك لأن هذه الدراسات نظرت إلى مدة بقاء الفيروس عندما يكون في "منطقة عازلة" مثل المختبرات، أما في الحياة الواقعية، سيكونون أكثر استقرارًا وثباتاً.

وحقيقة أن الفيروسات تدوم لفترة أطول على البلاستيك هي أمر مثير للقلق، ويعني أنه على الهواتف يمكن أن يستمر الفيروس لعدة أيام أو أكثر مما هو موضح في التجارب المعملية الأخيرة.

فقد كشفت بيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، التي تم نشرها عن التوقيع الجيني الباهت للفيروسات (RNA الفيروسي) الذي بقي موجوداً لمدة 17 يومًا على الأسطح في السفن السياحية.

وهذا لا يعني أنه تم العثور على جزيئات للفيروسات المعدية بعد 17 يومًا، ولكنها تشير إلى أنه قد يكون هناك سبب للقلق بشأن المدة التي يمكن أن يستمر فيها بقاء فيروس كورونا على الأسطح.

• كيف يمكن أن تظهر الفيروسات على سطح الهاتف؟

يولد التحدث على الهاتف رذاذًا غير مرئي للقطرات المحمولة جوا، ويمكن للشخص المصاب بفيروس كورونا أن يكون لديه الكثير من الفيروسات في المخاط أو اللعاب، لذلك من المحتمل أن يقوم برش الفيروس على هاتفه في كل مرة يقوم فيها بإجراء مكالمة.

وإذا قام شخص مصاب بتسليم هاتفه لآخر، يمكن للفيروس أن ينتقل إلى أطراف أصابع الشخص الجديد، ثم إلى جسمه إذا لمس فمه أو عينيه أو أنفه.

وتجدر الإشارة إلى أن ليس كل شخص مصاب تظهر الأعراض المعروفة للحمى والسعال، وقد يكون معديًا قبل ظهور الأعراض، وهذا هو السبب في أن غسل اليدين المتكرر بالصابون أمر بالغ الأهمية، وكذلك عدم لمس وجهك.

• ماذا عن البريد؟

ممكن من الناحية الفنية أن يكون الطرد أو البريد القادم إلى منزلك ملوثًا بفيروس تم التقاطه في مكان ما على طول الطريق من قبل الأشخاص الذين يتعاملون معه أو يسعلون عليه، وعلى الرغم من ذلك، فإن خطر الإصابة بالعدوى منخفض جدًا؛ لأنه كما وجدت دراسة مجلة "New England Journal of Medicine"، يعتقد أن وقت البقاء على الورق المقوي حوالي يوم واحد، على عكس الأسطح البلاستيكية، فإن الورق المقوي مسامي، وهذا يعني أن القطرة ربما تخترق المادة وقد لا يتم التقاطها بسهولة عند لمس العبوة.

ولتجنب ذلك، اغسل يديك كثيرًا، وقلل اتصالك بالآخرين، وبالتأكيد لا تخرج على الإطلاق إذا كنت بخير، واحتفظ بهاتفك لنفسك.

كما يجب على الأطفال غسل أيديهم قبل لمس هواتف آبائهم، لأنه ليس من الواضح ما الدور الذي يلعبه الأطفال في انتقال الفيروس.

ويجب عليك تنظيف الهواتف والأجهزة اللوحية ولوحات المفاتيح الخاصة بك باستخدام مناديل الكحول (والتي يجب أن تكون حوالي 70% من الكحول)، كما يمكن استخدام مناديل الأطفال فهي تحتوي على نسبة منخفضة من الكحول، لذا فهي أقل فعالية، ولكن المسح فقط سيساعد على إزالة جزيئات الفيروس.

وفي أسوأ الحالات، يمكنك استخدام قطعة قماش مبللة بكمية صغيرة من الماء والصابون لتنظيف هاتفك، ولكن لا تدع الماء يدخل هاتفك ويدمره.

وعندما يتعلق الأمر بتسليم البريد والطرود، حاول الابتعاد عن الشخص الذي يقوم بالتوصيل، كما يمكنك مسح العبوة قبل فتحها، وغسل يديك جيدًا بعد التخلص من الغلاف الخارجي لها.