الطيب يحذر من أكاذيب الإعلام لربط الإرهاب بالإسلام وتحميل الأزهر مسئولية تفجير كنيستى طنطا والإسكندرية

آخر تحديث: الأربعاء 26 أبريل 2017 - 11:07 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ أحمد بدراوى:

- أمين «الكنائس العالمى»: وصف البعض بـ«أقليات» يحمل معانى العُزلة.. والإسلام دين منفتح على الجميع
حذر الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، مما وصفه بأكاذيب الإعلام التى تربط الإرهاب بالإسلام، وتتهم المسلمين باضطهاد مواطنيهم من إخوتهم المسيحيين، حسبما ذكر اليوم خلال الجولة الخامسة من جولات الحوار بين حكماء الشرق والغرب، فى مشيخة الأزهر، بحضور رئيس مجلس الكنائس العالمى، للحديث عن «دور القادة الدينيين فى تفعيل مبادرات المواطنة والعيش المشترك».

وأضاف الطيب، «علينا أن نعى ما يروجه الإعلام من أن الإسلام أو الأزهر فى أحدث مسرحياتهم المفضوحة ــ وراء التفجيرين الإرهابيين الأخيرين، فمثل هذه الأكاذيب لم تعد تنطلى على عاقل يقرأ الأحداث وما وراءها قراءة صحيحة، إذ إن الحقيقة التى يثبتها الواقع ثبوت أرقام الحساب هى أن الإرهاب يقتل المسلمين قبل المسيحيين، وستعلمون بعد ذلك أن الإرهاب لا دين له ولا وطن، وأنه لن يبالى فى تعطشه للدماء».
وأشار الطيب، إلى أن التحدى الأكبر الآنى هو المواطنة والعيش المشترك، فى ظل دعوات الإرهاب وتنظيراته التى تحاول أن تُضلِل عقول الشباب شرقا وغربا وتُرسخ فى أذهانهم وتصوراتهم أفكارا خاطئة حول دولة الإسلام، ومحاولة استعادة مفاهيم ومصطلحات تجاوزها الفقه الإسلامى والشريعة الإسلامية منذ سقوط «الخلافة العثمانية».
وأضاف، أن نظام الخلافة الإسلامية فى الأزمنة الماضية كان يقضى بأحكام تشريعية معينة ــ اقتضاها منطق العصر آنذاك ــ فيما يتعلق بحقوق غير المسلمين فى دولة الخلافة، فمن المنطق، بل من فقه الإسلام نَفْسِه، أن هذا النظام السياسى حين يتغير فبالضرورة تتغير معه أحكام كثيرة.
وأشارإلى أنه فى ظل هذه التحديات تصبح قضية «المواطنة» هى القضية الأولى التى يجب أن يتحدث فيها قادة الأديان، لأنها الرد العملى على هذه «الأوهام» التى تجد من الدعم المادى والأدبى ما خيل لهؤلاء المتوهمين، أن العمل على تحقيق هذه الأوهام جهادٌ فى سبيل الله وعَوْد بالإسلام إلى عصور المجد والعزة.
وشدد، الأمام الأكبر على أن التحدى الأكثر حضورا هو التصدى لظاهرة الإسلاموفوبيا، وهى ظاهرة شديدة الخطر إذا ما تُركت تتدحرج مثل كُرة الثلج ولم نواجهها ببيانِ حقيقةِ الأديانِ وفلسفاتِها ومقاصدها فى إسعاد الإنسان والارتقاء به، محذرا من أن تتطور ظاهرة «الإسلاموفوبيا» اليوم إلى ظاهرة «الدين فوبيا» فى الغد القريب.
من ناحيته قال القس أولاف فيكس تفانيت، أمين عام مجلس الكنائس العالمى، إن مجلس الكنائس حريص على الشراكة التى تربطه بمجلس حكماء المسلمين؛ لما له من جهود كبيرة فى نشر السلام، ودعوة القادة الدينيين للحوار وتعزيز السلام العالمى، مضيفا أن الإسلام بطبيعته دين منفتح على جميع الأديان والطوائف، وهو دين يدعو للحوار مع الجميع من أجل تحقيق السلام، موضحا أن الحوار بين القادة الدينيين له تأثير فى المجتمعات التى ينتمون إليها.
وأكد، أن دعوة الإمام الأكبر لمبدأ المواطنة التى تساوى بين جميع المواطنين بغض النظر عن عقائدهم، يمثل أهمية كبيرة لتحقيق السلام بين جميع المجتمعات، حيث إن استخدام مصطلح الأقليات يحمل فى طياته معانى العزلة والتفرقة بين المواطنين فى الدولة الواحدة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved