رجاء الجداوي.. بطلة أرستقراطية حلمت بالأدوار المختلفة والبسيطة

آخر تحديث: الثلاثاء 26 مايو 2020 - 1:36 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

بعد انتهائها من تصوير أحدث أعمالها الدرامية، وهو مسلسل لعبة النسيان، كانت الفنانة رجاء الجداوي على موعد مع خبر هزر الوسط الفني، وتسبب في سيل من الدعوات والتعاطف معاه، وهو خبر إصابتها بفيروس كورونا المستجد، والذي أعلنته ابنتها، وطالبت الجميع بالدعاء لوالدتها.

ورجاء الجداوي واحدة من أقدم الفنانات في الوسط الفني، ولها رصيد فني طويل من الأعمال الفنية بين السينما والدراما التلفزيونية، وتجاوز عدد ما قدمته 300 عمل، تفاوتت فيها مساحة وشكل أدوارها، وإن ظلت في أغلبها تعبر عن السيدة الجميلة التي تنتمي لعائلة أرستقراطية، والتي تتمتع بالأناقة دائماً.

وهذه الأناقة التي كانت تظهر بها رجاء تعود لكونها عارضة أزياء في الأساس، وهي من أولى عارضات الأزياء الشهيرات في مصر، وهي ابنة شقيقة الفنانة الكبيرة تحيا كايروكا، وكانت في بدايتها تعمل في إحدى الشركات الإعلانية بقسم الترجمة، وتم اختيارها لتكون عارضة أزياء بعد فوزها بلقب ملكة جمال القطر المصري في عام 1958.

المرحلة الأولى في المشوار

بينما كانت رجاء الجداوي وجه جديد يلمع في عالم الفن، وكل علاقتها به تحيا كاريوكا، ولكنها كعارضة أزياء تحت الأضواء، وكانت الفرصة الأولى بدور صغير في فيلم "غريبة" مع المطربة النجاة، في أول بطولة مطلقة لها.

ولكن الفرصة الحقيقية التي برزت من خلالها رجاء، جاءت من فليمين متتالين، الأول هو "دعاء الكروان"، والذي وقفت فيه أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وهو من كلاسيكيات السينما المصرية، ومن بطولة أحمد مظهر وأمينة رزق وزهرة العلا، ورغم أن ظهورها كان بسيط، إلا أنها جسدت شخصية هامة في رواية طه حسين، شخصية خديجة، والتي كانت السبب في تغير تفكير بطلة الفيلم –آمنة- وشخصيتها، وكانت تنتمي خيجة لطبقة أرستقراطية، وهو الدور الذي لعبته رجاء كثيراً فيما بعد.

وكان دور خديجة صعب عليها للغاية، وهو ما روته رجاء في أغلب لقاءتها، لأكثر من سبب، الأول لاتقانها للغة الفرنسية وصعوبة نطقها للعربية، وأيضاً نتيجة لخوفها من التمثيل أمام فاتن.
أما الفيلم الثاني هو "إشاعة حب"، من الأفلام الكوميدية الشهيرة في مطلع الستينيات، بطولة عمر الشريف وسعاد حسني، ويوسف وهبي وعبدالمنعم ابراهيم، وكانت تقدم دور إحدى صديقات البطلة.

عادل ورجاء وإضحاك الجمهور

شاركت فيما بعد في عدد من الأعمال السينمائية، ولكنها لم تترك نفس البصمة أو تلفت الانتباه بالقدر الكافي، واختفت فترة تجاوزت 6 سنوات عن العمل السينمائي، لتعود مرة أخرى وترتبط بشكل كبير باسم عادل إمام حيث ظهرت في عدد من أعماله السينمائية والمسرحية، وأيضاً في التلفزيون.

ظهرت الفنانة رجاء الجداوي في أكثر من عمل مع الزعيم عادل إمام، وجمعتهم الكثير من المشاهد المضحكة سواء على خشبة المسرح أو السينما، حتى وإن كان ظهوراً شرفيا في مشهد صغير، فكان يحدث بهجة وضحك نتيجة للتفاعل بينهما.

وجمعتهما إفيهات كثيرة على المسرح، من خلال العملين الذي شاركت فيه مع عادل وهو الواد سيد الشغال، و الزعيم، وشاركت مع في السينما في أفلام "حنفي الأبهة" و"أمير الظلام" والتجربة الدينماركية، وغيرها من الأعمال.

الأرستقراطية دائماً
كانت تتمنى رجاء الجداوي أن تجسد أدواراً مختلفة على الشاشة، وحملت هذه المسئولية للمخرجين الذين حصروها في ذات الشكل والهيئة، ولكنها كانت تسعد لهذه الصورة التي رسمت لها في أذهان الجمهور، وارتباطها لديهم بمفهوم الأناقة، وإن حاولت أن تخرج من هذه العبائة مرات قليلة خلال مشوارها الفني الطويل.

في أدوار قليلة حاولت رجاء أن تقدم نماذج مختلفة، رغم سيطرة الشكل الأنيق عليها بشكل أكثر، ومن هذه الأدوار "أم تشكر" في مسلسل "مبروك جالك قلق"، وهو مسلسل كوميدي، وظهرت كإمرأة من منطقة شعبية تعيش مع ابنتها الوحيدة، غادة عادل، وتجمعها بزوج ابنتها – هاني رمزي- مواقف طريفة.

وقدمت شخصية ناظر مدرسة في حي بسيط، في فيلم "الثلاثة يشتغلونها"، مع الفنانة ياسمين عبدالعزيز، وتخلت رجاء في هذه المشاهد عن شكل ملابسها المعتاد وارتدت الحجاب.

أما الدور الذي يعد تحقيق لحلمها القديم الذي عبرت عنه في أكثر من برنامج تلفزيوني، هو دور "زوزو" الحاجة زينب، في مسلسلها الأخير لعبة النسيان، مع الفنانة دينا الشربيني، وارتدت فيه رجاء ملابس سيدة كبيرة في السن وبسيطة وذات حجاب طويل، تعمل في فيلا فخمة لدى أحد رجال الأعمال، وهو محمود قابيل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved