غزة.. علاء يُقصف منزله في حربين متتاليتين: انهار الحلم وبقيت الديون

آخر تحديث: الأربعاء 26 مايو 2021 - 10:54 ص بتوقيت القاهرة

عبدالله قدري

في الحربين الأخيرتين على غزة (2014 - 2021) كان للصحفي الفلسطيني علاء الشمالي نصيب من دمارهما، فما أن وضعت الحرب الأخيرة أوزارها حتى وجد الشاب الثلاثيني شقته السكنية في شارع اليرموك بقطاع غزة بين مخلفات الحرب، بعد أن طالها قصف قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الجولة الأخيرة من الحرب.

ويقول الشمالي لـ "الشروق": "في حرب 2014 قصف الاحتلال منزلي في حي الشجاعية، حاولت أن أبحث عن مكان آخر استقر فيه ويكون بعيدا عن المناطق المعرضة للحرب، فامتلكت شقة عن طريق البنك بنظام السداد لمدة 8 سنوات، حتى جاءت الحرب الأخيرة، وقصف الاحتلال شقتي، وأصبحت لي تجربة ثانية من الحرب، وفقدت أغلى ما أملك وعدت من جديد إلى مربع الصفر".

وفجر الجمعة الماضية، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، بعدما دخلت مصر كوسيط بين الطرفين لوضع حد للحرب التي استمرت نحو 11 يوما على قطاع غزة، أدت إلى استشهاد 250 فلسطينيا في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، من بينهم 227 شهيدا منهم 63 طفلا و36 سيدة و 16 مسنا، 3 صحفيين، و2 من الأطباء في قطاع غزة، وفق إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية، والهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني.

وتسبب العدوان الأخير على القطاع في تدمير نحو 1353 وحدة سكنية بشكل كلي، وتضرر قرابة 12886 وحدة سكنية و36 مقرا ومكتبا إعلاميا وتدمير 74 مقرا حكوميا و4 مساجد تدمير كلي، كما وتضررت من جراء القصف 66 مدرسة، حسب بيان الهيئة الدولية.

وكان للصحفيين نصيب من تبعات هذه الحرب، فحسب نشرة الانتهاكات الصادرة عن بيت الصحافة الفلسطينية في الفترة ما بين 11 – 19 مايو الحالي، فقد استشهد صحفي، وأصيب 9 آخرون، وتعرض 4 صحفيين لإصابات بالهلع أو الصدمة، فيما تضررت 26 مؤسسة صحفية تضررا كليا وسبعة أخرى تضررا جزئيا، و14 منزلا يقطنها صحفيون قد تعرضت لأضرار نتيجة القصف، و5 تدمير لمعدات صحفية، بينما شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي 3 هجمات سايبر على وكالات أنباء فلسطينية في قطاع غزة.

لا أمان في غزة

لم يمهل الاحتلال الإسرائيلي الصحفي علاء الشمالي، وقتا كافيا لجمع أغراضه وأغراض أسرته المكونة من 5 أطفال، قبل أن يخلى شقته تماما، حتى تعرض البرج السكني "أنس بن مالك" الذي به شقة علاء، إلى قصف مدمر، جعله مساويا للأرض.

انهار حلم علاء كما يقول، فقد كان الصحفي الفلسطيني قاب قوسين أو أدنى من الانتهاء من سداد أقساط الشقة التي حصل عليها عن طريق البنك بعد الحرب على غزة 2014، والأقساط على ما يقول "ليس لها حل سوى الالتزام"، فلا زال يتبقى من الأقساط 18 شهرا، أي ما يقارب 4 آلاف دولار، وهو مبلغ من الصعب تدبيره في ظل الحالة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع وعائلة علاء على وجه الخصوص.

فليست شقة علاء هي التي طالها القصف وحدها، لقد قصفت طائرات الاحتلال برج الجوهرة الذي يضم مؤسسات صحفية وإعلامية منها مؤسسة صحيفة فلسطين اليوم، وهي الصحفية التي يعمل بها علاء صحفيا ومصورا رياضيًا، وبات رب الأسرة بلا بيت أو مقر للعمل.

يقول: "أعيش في منزل مؤقت مع العائلة حاليا بعد قصف المنزل مرتين في حرب 2014 و2021، وبعد قصف مقر عملي أحاول إتمام بعض مهامي الصحفية عن بعد من خلال التنقل لبعض الأماكن المتوفر فيها كهرباء وإنترنت".

ويضيف: "الحياة أصبحت صعبة بلا بيت.. ولا يوجد منطقة آمنة في غزة. الشقة انهارت وذهبت أدراج الرياح في غمضة عين، وديونها وأقساطها لم تنته وبقيت على كاهلي و سيتواصل لمدة عامين قادمين”.

وفي منشور له عبر حسابه بموقع إنستجرام أكد علاء صموده، قائلا: "فقدت المنزل الأول وأنا عمري 28 عام، والآن أفقده وأنا في عمر 35 عاما، ولو أحيانا الله فيما تبقى من العمر سنعيد بناء البيت مرات ومرات حتى لو دمروه 10 مرات".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved