مع بدء الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإفريقي.. مناقشات حول تعزيز الاستفادة برأس المال القارة السمراء

آخر تحديث: الإثنين 26 مايو 2025 - 1:47 م بتوقيت القاهرة

آية أمان

-رئيس البنك الإفريقي: تداعيات اقتصادية كبيرة على القارة جراء سياسات ترامب التجارية

«أديسينا»: الصين ليست بديلة عن أمريكا في التعاون التجاري مع القارة


تنطلق اليوم الاثنين، الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإفريقى للتنمية وتستمر حتى 30 مايو الحالي في مدينة أبيدجان، بكوت ديفوار، تحت شعار: «تحقيق أقصى استفادة من رأس المال لإفريقيا لتعزيز تنميتها».

وتهدف الاجتماعات إلى تحديد الفرص التي يوفرها رأس المال لإفريقيا، على الجانب البشري والطبيعي والمالي والتجاري، فضلًا عن الاستفادة منه كمحرك رئيس للتحول الهيكلي للقارة، حسب بيان صحفي لمجموعة البنك الأفريقي للتنمية اليوم.

ويتوقع أن يحضر أكثر من 3000 مشارك، بما في ذلك العديد من رؤساء الدول ووزراء المالية من البلدان الأعضاء البالغ عددها 81 دولة في البنك، ورؤساء المؤسسات المالية والإنمائية ومراكز الفكر والمنظمات غير الحكومية، وأصحاب المصلحة من القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية وقادة الرأي.

وستتناول المناقشات قضايا رئيسية متقاطعة مثل التحول الرقمي، وتعزيز المؤسسات والحوكمة الرشيدة، إذ يتماشى هذا النهج الشامل مع أهداف التنمية المستدامة، واتفاقية باريس للمناخ وخطة الاتحاد الإفريقى 2063، والأهداف الخمسة العليا للبنك.

ومن المنتظر أن تشهد الاجتماعات انتخاب رئيس جديد لمجموعة البنك بعد نهاية فترة الولاية الثانية للرئيس الحالي الدكتور أكينوومي أديسينا، التي استمرت خمس سنوات، حيث سيجري الانتخاب من قبل مجلسي محافظي البنك الإفريقى للتنمية وصندوق التنمية الإفريقي.

*تحذير من تداعيات الرسوم الجمركية


وتأتي اجتماعات البنك الإفريقي وسط تحذيرات من تداعيات اقتصادية سلبية على البلدان الإفريقية منذ سياسات الرئيس ترامب الأخيرة، وفرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية أعلى.

كما حذر رئيس مجموعة البنك الإفريقي للتنمية أكينوومي أديسينا، من أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى اضطرابات اقتصادية كبيرة في جميع أنحاء إفريقيا، مما يؤثر على العديد من الدول ويسرع التحول الاستراتيجي في الشراكات العالمية.

وقال أديسينا في مقابلة حصرية مع كريستيان أمانبور في شبكة CNN، أول أمس، إن 47 من أصل 54 دولة في إفريقيا سوف تتأثر بشكل مباشر بالسياسات التجارية الأميركية الجديدة، مع انخفاضات محتملة في عائدات التصدير واحتياطيات النقد الأجنبي.

وحذر أديسينا من ارتفاع التضخم قائلاً: "جميع الدول الإفريقية تأثرت تقريبًا برسوم جمركية أعلى أعلنتها إدارة ترامب، حيث تواجه 22 دولة على الأقل رسومًا جمركية تصل إلى 50% على جميع منتجاتها تقريبًا، ومن بين الدول الأكثر تضررًا "ليسوتو، ومدغشقر، وموريشيوس، وبوتسوانا، وأنجولا، والجزائر، وجنوب إفريقيا".

فيما تتفاقم آثار هذه التعريفات الجمركية المرتفعة بسبب التخفيضات الكبيرة في برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والتي بدأت بالفعل تؤثر على الوصول إلى الإمدادات الطبية الأساسية والخدمات الإنسانية في العديد من البلدان، مما يثير مخاوف جدية بشأن المسار المستقبلي للعلاقات بين الولايات المتحدة وأفريقيا.

*الاستجابة الاستراتيجية والتحرك الجماعي الإفريقي


وأكد "أديسينا"، أن إفريقيا لا تستطيع تحمل مواجهة تجارية مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن القارة تمثل 1.2% فقط (حوالي 34 مليار دولار) من التجارة العالمية لأميركا، مع فائض تجاري يبلغ 7.2 مليار دولار فقط.

ويقترح رئيس مجموعة البنك الإفريقي استراتيجية عملية من ثلاث نقاط للقارة: "إشراك الولايات المتحدة من خلال مفاوضات تجارية مرنة وبناءة، وتنويع أسواق التصدير لتقليل الاعتماد على أي شريك واحد، وتسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية لفتح السوق المحتملة التي تبلغ قيمتها 3.4 تريليون دولار".

وشدد على ضرورة توسيع السوق المحلية الإفريقية وتعزيز المدخرات المحلية لتنمية الاستهلاك كنسبة أكبر من الناتج المحلي الإجمالي، مستفيدًا من نموها السكاني الهائل، متابعًا: "الأهم من ذلك يجب على القارة الاستفادة من الاهتمام الخارجي المتزايد بمواردها الطبيعية، مثل الكوبالت والليثيوم، للتفاوض على اتفاقية تجارية واستثمارية أفضل".


*الصين ليس بديلاً عن أمريكا


ونوه رئيس مجموعة البنك الإفريقي، بأن البلدان الإفريقية لا يمكن أن تلجأ لسياسة البديل الاستراتيجي لتجنب أو عزل أمريكا اقتصادياً عن القارة، قائلاً ردًا على التكهنات بأن إفريقيا قد تتجه بشكل أكثر حسمًا نحو الصين ردًا على زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية: "لا وجود تحالف ثنائي".

وقال: "الولايات المتحدة حليف رئيس لإفريقيا، وكذلك الصين، إفريقيا تبني الجسور، لا أن تعزل نفسها".

وتابع أن إفريقيا تسعى إلى شراكات متوازنة وشفافة ومفيدة للطرفين مع جميع القوى العالمية الرئيسية، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي ودول الخليج.

وأكد أديسينا: "أعتقد أننا في نهاية المطاف نريد التأكد من أن أي صفقات تُبرم مع إفريقيا شفافة وعادلة ومنصفة، وأن تقودها إفريقيا وتخدم مصالحه".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved