نصر الله: على جيش إسرائيل انتظار رد سريع على هجوم في بيروت

آخر تحديث: الإثنين 26 أغسطس 2019 - 1:11 ص بتوقيت القاهرة

بيروت/القدس (رويترز)

حذر الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله يوم الأحد الجيش الإسرائيلي المنتشر على حدود لبنان من أن الجماعة تجهز لرد وشيك على هجوم بطائرتين مسيرتين سقطتا خلال الليل في الضاحية الجنوبية لبيروت.

ووجه نصر الله، الذي خاضت جماعته المدعومة من إيران حربا مع إسرائيل استمرت شهرا في عام 2006، أشد تحذيراته منذ سنوات لإسرائيل التي يناصبها العداء.

وقال في كلمة بثها التلفزيون ”نحن أمام مرحلة جديدة“ مشيرا بذلك إلى العداء الطويل بين الجماعة وإسرائيل.

وقال نصر الله إن إسرائيل شنت ”هجوما بطائرة مسيرة انتحارية“ ضد هدف معين في الضاحية الجنوبية وإن هذا ”تطور خطير جدا جدا جدا“ وإن كل شيء ممكن سيتخذ من أجل ألا يتكرر الهجوم.

جاءت كلمة نصر الله في أعقاب الضربات الليلية التي أكدتها إسرائيل وأدت إلى مقتل اثنين من قوات حزب الله في سوريا، بحسب الأمين العام لجماعة حزب الله.

وقال مسؤول في حزب الله لرويترز إن طائرة مسيرة سقطت كما انفجرت طائرة مسيرة ثانية قرب الأرض وسببت بعض الأضرار عندما سقطت قبل الفجر قرب المركز الإعلامي للجماعة، في أول حادث من نوعه منذ أكثر من عشر سنوات.

وقال نصر الله في كلمته ”هذا أول خرق واضح وكبير لقواعد الاشتباك التي تأسست في عام 2006“ بعد الحرب في ذلك العام بين جماعة حزب الله وإسرائيل.

ومضى قائلا ”هذا الخرق إذا سكتنا عنه هذا سيؤسس لمسار خطير جدا على لبنان“ مضيفا أن الهجمات بطائرات مسيرة يمكن أن تؤدي الى وضع مماثل لما يحدث في العراق.

وألقت قوات الحشد الشعبي العراقي، وهي مظلة لجماعات مسلحة عراقية معظمها شيعية مدعومة من إيران، باللائمة عن وقوع سلسلة من الانفجارات الأخيرة في مستودعات أسلحة وقواعد لها، على الولايات المتحدة وإسرائيل.

ولمح رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الخميس إلى ضلوع إسرائيل في هجمات على أهداف مرتبطة بإيران في العراق.

* ”خط أحمر“
قال نصر الله ”نحن لن نسمح بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء. لن نسمح بأن يصبح لبنان مستباحا لا لقصف ولا لقتل ولا لتفجير ولا لانتهاك حرمات. هذا أمر بالنسبة إلينا خط أحمر“.

وأضاف ”بالنسبة لنا في لبنان نحن لا نسمح بمسار من هذا النوع... هذا غير مسموح فيه“. وأضاف ”سنفعل كل شيء لمنع حصول مسار من هذا النوع“.

وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن هجوم الضاحية الجنوبية لبيروت إلا أن نصر الله قال إن الحادث كان أول هجوم إسرائيلي داخل لبنان منذ حرب عام 2006.

وقال رئيس الوزراء سعد الحريري يوم الأحد إن الهجوم بطائرتين مسيرتين على الضاحية الجنوبية محاولة لدفع الأوضاع في المنطقة نحو مزيد من التوتر.

وقال الحريري في بيان أصدره مكتبه ”العدوان الجديد الذي ترافق مع تحليق كثيف لطيران العدو فوق بيروت والضواحي، يشكل تهديدا للاستقرار الإقليمي ومحاولة لدفع الأوضاع نحو مزيد من التوتر“.

وامتنع الجيش الإسرائيلي عن التعليق.

وقع الحادث بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي أن طائراته قصفت قوات إيرانية وفصائل شيعية قرب العاصمة السورية دمشق قال إنها كانت تخطط لإطلاق ”طائرات مسيرة هجومية“ صوب إسرائيل.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عضوين في حزب الله ومواطنا إيرانيا وشخصين هويتهما غير محددة قتلوا في الضربات الجوية الإسرائيلية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت ”مقاتلي فيلق القدس الإيراني وميليشيات شيعية كانت تستعد لتنفيذ خطط هجومية تستهدف مواقع في شمال إسرائيل من داخل سوريا خلال الأيام الماضية“.

* ”اقتله أولا“
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تويتر ”لا حصانة لإيران في أي مكان. تعمل قواتنا في كل مكان ضد العدوان الإيراني... إذا هم أحد بقتلك، فاقتله أنت أولا“.

وفي طهران، ذكرت وكالة العمال الإيرانية شبه الرسمية أن قائدا كبيرا بالحرس الثوري نفى يوم الأحد إصابة أهداف إيرانية في ضربات جوية إسرائيلية بسوريا.

وتعتبر إسرائيل جماعة حزب الله المدعومة من إيران أكبر تهديد عبر حدودها. وخاض الجانبان حربا استمرت شهرا في 2006 أسفرت عن سقوط نحو 1200 قتيل في لبنان معظمهم من المدنيين و158 قتيلا في إسرائيل معظمهم جنود.

وشكا لبنان إلى الأمم المتحدة من اختراق طائرات إسرائيلية بشكل منتظم مجاله الجوي في السنوات الأخيرة.

 وقال سكان في الضاحية الجنوبية إنهم سمعوا صوت انفجار. وذكر شاهد أن الجيش أغلق الشوارع حيث اشتعل حريق.

وقال متحدث باسم حزب الله للوكالة الوطنية للإعلام إن الطائرة الثانية كانت مفخخة وانفجرت وتسببت بأضرار جسيمة في مبنى المركز الإعلامي.

وزاد قلق إسرائيل نتيجة تنامي نفوذ إيران خلال الحرب في سوريا المجاورة حيث تقدم طهران وحزب الله دعما عسكريا مهما لدمشق.

وتقول إسرائيل إن قواتها الجوية شنت مئات الهجمات في سوريا ضد ما تصفه بأهداف إيرانية وعمليات نقل أسلحة إلى حزب الله.

وبدرجة كبيرة أبدت روسيا التي تقدم مساعدة كبيرة للرئيس السوري بشار الأسد عدم اهتمام بالضربات الجوية الإسرائيلية.

وقال التلفزيون السوري إن الدفاعات الجوية تصدت ”لأهداف معادية“ في دمشق وقال الجيش إنه دمر معظم الصواريخ الإسرائيلية.

وتختلف الولايات المتحدة وإيران بخصوص برنامج طهران النووي والخليج، حيث تتبادلان الاتهامات بشأن تهديد أمن الممر المائي الاستراتيجي.

وقال عاموس يادلين وهو رئيس سابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية إن أيا من إيران وإسرائيل لا تريد حربا شاملة مع الأخرى.

وقال لراديو إسرائيل ”لم نصل لهذا بعد... لكن شخصا ما يرتكب أخطاء في بعض الأحيان“.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved