حنان مطاوع: جاهدت طوال مشوارى حتى لا يضعنى الجمهور فى خانة «أبناء الفنانين»

آخر تحديث: السبت 26 سبتمبر 2020 - 6:52 م بتوقيت القاهرة

حوار ــ إيناس عبدالله:

النجومية نصيب.. ووصلت للبطولة المطلقة بحب الناس
أنا فنانة بدرجة موظفة ليس لى شلة ولا أغادر بيتى إلا للعمل
لن أعود للأدوار الثانية.. ومجرد ترشيحى لها أمر مؤلم نفسيا
شعرت بالظلم فى بداية طريقى لحصرى فى أدوار صغيرة
والدتى سهير المرشدى لم تصل للمكانة التى تتناسب مع حجم موهبتها.. والباب مغلق أمام تقديم سيرة والدى كرم مطاوع فى عمل فنى
يحسد المبتدئون فى عالم التمثيل زملاءهم الذين ورثوا الفن عن آبائهم أو أمهاتهم، ليس لأنهم تربوا على الفن وتشربوا منه منذ نعومة أظافرهم، ولكن لأن وجود أب أو أم ولا سيما إذا كانوا نجوما كبارا هو بمثابة جواز سفر دبلوماسى فى عالم الأضواء والشهرة، ووسيلة سريعة للوصول للنجومية، دون الحاجة لطرق الأبواب، والوقوف فى طابور العمل انتظارا للفرصة المناسبة، قد يكون هؤلاء محقين فى اعتقادهم، فهناك بالفعل من استفاد كثيرا من نجومية والده او والدته، وإلا ما كنا نسمع عن ظاهرة توريث الفن التى كانت محل اهتمام وانتقاد لوقت طويل، لكنها ليست قاعدة، والدليل حنان مطاوع، هذه الفنانة التى ولدت فى أسرة فنية خالصة، فالأب هو الفنان الكبير الراحل كرم مطاوع والأم سهير المرشدى صاحبة القامة الفنية الكبيرة، ومع ذلك فلقد حققت حنان الحلم الذى يراود كل من يعمل بالوسط الفنى وهو تصدر صورته أفيش أعماله بعد 20 عاما تقريبا من العمل والكفاح، نعم، فحنان التى بدأت مشوارها فى التمثيل عام 2001، قامت بجنى ثمارها منذ اشهر قليلة حينما اسند لها البطولة المطلقة فى مسلسل «بنت القبائل» وبعده فى حكاية «امل حياتي» احدى حكايات مسلسل «الا أنا»، الذى حقق نجاحا كبيرا مؤخرا، رغم اشادة النقاد والجمهور بموهبتها الكبيرة وتألقها فى كل الشخصيات التى لعبتها، ومن هذه النقطة تحديدا بدأت معها حوارى وسألتها كيف لم تستفيدى من نجومية والديك، وتختصرين سنوات طويلة من مشوارك؟

تقول حنان مطاوع: حينما بدأت التمثيل كان أبى متوفيا، وأمى لم تساعدنى أبدا، ورغم أننى ابنة فنانين كبيرين، لكن كنت وحيدة، احصل على أدوار غير مرئية، لا فرق بينى وبين أى مبتدئ فى عالم التمثيل، والحمد لله أن الناس شعرت بهذا، ولم أكن يوما فى خانة أبناء الفنانين، وهو ما جاهدت طوال مشوارى ان ابتعد عنه.

• وهل وضعك فى خانة أبناء الفنانين أمر سيئ؟
ــ للأسف فى مصر أبناء الفنانين غير مرحب بهم، فالجمهور لا يحب فكرة فرض شخص عليه، وهو ما يشعر به تجاه أبناء الفنانين، فالجمهور يظن أنهم «نازلين عليه بالباراشوت»، وعليه يكون دوما متربصا له، ويتصيد الأخطاء، ويعقد مقارنات بينه وبين والده النجم، وهو امر صعب وقاس جدا، وانا أرى أن الفنان «حاجة حلوة» جدا، ولا يمكن ان يشعر الناس انه مفروض عليه، وبالتالى أنا افتخر كونى فنانة صنعها الجمهور، فانا ابنة لهم او اخت، قريبة منهم، وممتنة كثيرا لكل الدعم الذى يقدمونه لى، فهم يدفعوننى دوما للامام، واشعر بسعادة كبيرة جدا وأنا أرصد ردود افعالهم تجاه كل عمل اقدمه، وما حدث لى بشكل كبير فى آخر أعمالى فى حدوتة «امل حياتي» فكم كانت آراؤهم عظيمة وشعرت بخجل شديد وأنا اقرأ إشاداتهم بأدائى وثناءهم على العمل كله.

• ألا تتفقين معى أنك قدمت أدوارا أصعب كثيرا من دور «امل» كانت تستحق ان تحقق نجاحا أكبر من هذه الشخصية الملائكية؟
ــ أتفق معك تماما اننى قدمت أدوارا أصعب بكثير من دور امل من حيث الانفعالات والتحول وغيرها من التفاصيل المختلفة، لكن صعوبة الدور او سهولته اذا صح التعبير ليس مقياسا عند المشاهد كى يشعر به، فالشيء الوحيد الذى يتفاعل معه المشاهد هو المصداقية، لابد ان «يحس» بالشخصية وان تلمس عنده شيئا، فأنت وصفت أمل بالشخصية الملائكية، لكن المشاهد شعر انه يعرف هذه الفتاة، قابلها فى حياته، او تمتّ له بصلة قرابة، فالمصريون معروف عنهم انهم شعب جدع، وهذه الفتاة كانت جدعة وأصيلة، وهنا كان سر نجاح العمل من وجهة نظرى، فنحن فى هذه الحكاية قمنا بتسليط الضوء على الطبقة الفقيرة، وهى قليلة التواجد فى الدراما، فمن الطبيعى ان نشاهد الطبقة المتوسطة او الغنية، ولكن الطبقة الكادحة التى تواصل الليل بالنهار حتى تكفى أقل احتياجاتها، ليست متواجدة بقوة فى أعمالنا الدرامية.

• وأنت تخطين خطواتك الأولى فى تصدر بطولة الأعمال ألم تشعرى بقلق وأنت تعملين مع مخرج فى أول تجربة له وأقصد هنا المخرج أحمد حسن؟
ــ حينما تم ترشيحى لبطولة «أمل حياتى» وفى أول جلسة لى مع الجهة المنتجة قمت بترشيح أحمد لهذا العمل، وسألنى المسئولون فى الشركة المنتجة نفس سؤالك تقريبا، وقلت لهم إننى أراهن عليه وسوف يحقق نجاحا كبيرا، وهو ما تحقق بالفعل وقامت نفس الشركة بالتعاقد معه لإخراج حكاية ثانية من حكايات «الا أنا» التى تلعب بطولتها كندة علوش، فلقد سبق وتعاونت مع احمد أثناء تحضيرنا لمسلسل «عايزة ورد يا ابراهيم» تاليف مدحت العدل وهو المسلسل الذى لم يتم تنفيذه، ولكن فى فترة التحضيرات اكتشفت احمد وكيف يهتم بأدق التفاصيل، ويجيد قراءة السيناريو وترجمته وعليه شعر بخيبة امل كبير حينما توقف المشروع، رغم انه اسند له اخراج وحدات تصوير ثانية بعدد من المسلسلات، لكنه كان بحاجة لفرصة حقيقية، وهو ما كان فى «أمل حياتي» والحمد لله ربحت رهانى عليه؟

• وما سبب توقف مشروع «عايزة ورد يا ابراهيم» وهل سيتم تنفيذه قريبا؟
ــ تأجل المسلسل لظروف انتاجية، ولا أتصور انه سيتم تنفيذه، رغم حماسى الشديد له، وكنت احضر له بقوة وأجريت الكثير من البروفات لكن كل شيء نصيب.

• بمناسبة النصيب هل تشعرين أن نصيبك من النجومية والشهرة جاءك متأخرا؟
ــ للأسف نحن نفرض شروطا قاسية على البشر، منها ان هذه تأخرت فى الزواج، وتلك تأخرت فى الإنجاب، دون وضع فى الاعتبار ان النصيب وتوقيته سر من أسرار الله، فهو وحده الذى يعلم ماذا ومتى سيحصل الإنسان على رزقه، والحمد لله انها تحققت حتى لو شعر أحد انها جاءت متأخرة، فأن يأتى الشيء الجيد متأخرا أحسن من ألا يأتى، فكيف سيكون الحال لو جاءت لى النجومية مبكرة فى وقت مليء بالصراعات مثلا، او اصابنى حينها الغرور القاتل، أو لم أتحمل تبعات الشهرة، فكم من الناس حققوا نجومية مبكرة ثم اختفوا، فقليلون القادرون على صنع اسطورة لأنفسهم والحفاظ على مكانتهم، وبالتالى ارى اننى وصلت للنجومية فى الميعاد الأنسب لى.

• هل هذا يعنى أنك لم تشعرى طوال مشوارك بالظلم وانك تستحقين مكانة أفضل؟
ــ بلى، شعرت كثيرا بالظلم، وانا فى العشرينيات من عمرى، فكنت أظن اننى موهبة «محصلتش» ويتأكد الاحساس بداخلى حينما كنت احصد الجوائز على الادوار الصغيرة التى اقدمها، ولكن ايمانى بموهبتى لم يره كثيرون ممن كانوا يصرون على منحى ادوارا صغيرة، ولكن بمرور الوقت وبالعمل والاستمرار، بدأت أنظر لمثل هذه الامور بنظرة مختلفة، خاصة حينما شعرت باحتواء الناس لى بغض النظر عن حجم الدور الذى ألعبه وفى استمرار يدفعوننى للامام، وعليه كنت اتعامل مع أى دور ألعبه على انه بطولة مطلقة لى، واختبار بالثانوية العامة الذى يحدد مصير الطالب، فكنت اجتهد واذاكر واحضر، واترك الباقى على الله، فأنا اعمل فى منظومة متكاملة ولا اتحمل عبء العمل بمفردى، فهناك مخرج وممثلون آخرون معى، والمهم بالنسبة لى أن أخرج من العمل الذى أشارك فيه وقد قدمت أقصى ما لديه وكأنه آخر عمل أشارك فيه.

• بكل صراحة بعد تذوقك لطعم البطولة المطلقة هل من المحتمل قبولك للأدوار الثانية مرة اخرى؟
ــ لا أعلم لماذا شعرت بألم من هذا السؤال، فهذا يعنى أننى أعود خطوات للوراء، وهو ما لا أتمناه أبدا، فإذا لم أستطع تحقيق خطوات أخرى للأمام فعلى الأقل أحافظ على المكانة التى وصلت لها، وبالتالى مجرد ترشيحى للأدوار الثانية مرة أخرى سيؤلمنى نفسيا، وستكون لدى مشكلة كبيرة، لكن من ناحية اخرى أنا أعشق البطولات الجماعية أو عمل يرتكز على وجود بطل وبطلة، فأنا حاليا أشارك فى بطولة مسلسل «القاهرة ــ كابول» مع نخبة من عمالقة التمثيل امثال نبيل الحلفاوى وطارق لطفى وخالد الصاوى وفتحى عبدالوهاب فهذه النوعية من الاعمال تستهوينى بشدة.

• كيف كان رد فعل والدتك الفنانة سهير المرشدى بالنجاح الذى حققتيه، خاصة أن والدك ووالدتك رغم تمتعهما بالموهبة الكبيرة لكنهما لم يصلا للمكانة التى تتناسب مع حجم موهبتهما؟
ــ بالطبع أمى سعيدة جدا بنجاحى وإن كانت مندهشة بشدة، فأنا لا أغادر بيتى خاصة بعد زواجى وإنجابى لابنتى إلا للعمل، وكأنى فنانة بدرجة موظفة أذهب لمكتبى ثم أعود لبيتى ولحياتى، وليس لى شلة بالوسط، والحمد لله متواجدة، ويعرض عليّ باستمرار اعمالا كثيرة ومتنوعة، وعليه فهى منبهرة بى، وأنا أتفق معكى تماما ان امى لم تحصل على المكانة التى تتناسب مع حجم موهبتها فهى فنانة كبيرة ومتمكنة ورائعة، وابى كذلك مع وضع فى الاعتبار ان ابى يعتبر مخرجا مسرحيا فى المقام الأول، وحقق طفرة فى المسرح على مستوى الوطن العربى كله، وللأسف فمعظم المسرحيات التى اخرجها لم تسجل، كما أن المسرح نفسه لا يؤرخ لصاحبه.

• كشفت مؤخرا عن كواليس فى حياة الفنان الراحل كرم مطاوع لم يكن يعلم الجمهور عنها شيء مثل اشتراكه فى اخراج فيلم «الأرض» مع يوسف شاهين، مثل هذه الكواليس والنجاحات التى حققها والدك الا تستحق مسلسل سيرة ذاتيه عنه؟
ــ أنا لم أكشف عن هذه المعلومة بل أكدتها، بعد ان كتبها احد الكتاب الكبار وقمت بمشاركتها عبر حسابى على «فيسبوك» فأنا أعرفها منذ زمن وغيرها من الكواليس الاخرى، ولكن لم اكشف عنها لأن والدى لم يفعل فى حياته، وبالتالى ففكرة مسلسل سيرة ذاتية عنه مرفوضة تماما، فلقد رحل والدى عن عالمنا ولا اعرف اذا كان يود هذا ام لا، بخلاف أمى فمن يريد عمل مسلسل عنها فهى موجودة بيننا متعها الله بالصحة والعافية وهى حرة ان توافق او ترفض، لكن والدى فالباب مغلق تماما.

• وماذا عنك.. هل تستهويك مسلسلات السير الذاتية أم لا؟
ــ ليس من احلامى أن اقدم مسلسلا كسيرة ذاتية إلا لو كان الامر خاصا بالتاريخ الفرعونى، وليس شرطا أن ألعب دور إحدى الملكات ولكن ربما تكون الشخصية من عامة الشعب فأنا متيمة بهذا الجو الفرعونى وبحضارتنا المصرية العريقة؟

• بعد نجاحك خارج رمضان كبطلة تتصدر الاعمال هل ستشاركين فى ماراثون رمضان المقبل بمسلسل من بطولتك؟
ــ حتى هذه اللحظة المفترض أننى تعاقدت على بطولة مسلسل «ضربة معلمة» للعرض فى شهر رمضان المقبل، وهو من تأليف فتحى الجندى وإخراج شادى أبو شادى، واستلمت حلقة واحدة من السيناريو، وعليه فهو فى حيز التنفيذ لكن بطبيعة الحال لا شيء مضمونا، وهناك اكثر من عمل مرشحة له، ولم احسم موقفى منها، واشعر بضيق حينما تنتشر اخبار تشير لموافقتى رغم اننى لم ابلغ احد بقرارى النهائى، وليس من اخلاق المهنة ان اتحدث عن عمل لا يزال محل دراسة وتفكير.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved