بعد فوز تاريخي بالانتخابات.. ميلوني تتجه لقيادة الحكومة في إيطاليا

آخر تحديث: الإثنين 26 سبتمبر 2022 - 12:48 م بتوقيت القاهرة

مروة محمد

تستعد جورجيا ميلوني، على ما يبدو لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في إيطاليا لتقود أكثر الحكومات يمينية منذ الحرب العالمية الثانية 1945 بعد أن تزعمت تحالفا محافظا للفوز في الانتخابات العامة التي جرت أمس الأحد، محققة فوز تاريخي.

وأظهرت النتائج المؤقتة أن من المتوقع حصول التكتل اليميني على أغلبية قوية في مجلسي البرلمان مما قد يمنح إيطاليا فرصة نادرة للاستقرار السياسي بعد سنوات من الاضطرابات والتحالفات الهشة.

ووفق النتائج الأولية، وصلت الأصوات التي فاز بها يمين الوسط إلى 9ر43%، ويسار الوسط 5ر26%، وحركة خمس نجوم 15%، والقطب الثالث الذي يضم "آتسيوني" (العمل) و"فيفا إيطااليا" (تحيا إيطاليا) 7ر7%.

أما بالنسبة للأحزاب، حصل "إخوة إيطاليا" على 4ر26% من الأصوات، يليه الحزب الديمقراطي بنسبة 3ر19%، و"لا ليجا" (الرابطة) بنسبة 9ر8%، و"فورتسا إيطاليا" بنسبة 8%.

ويضم تحالف يمين الوسط حزب إخوة إيطاليا بقيادة جورجيا ميلوني وفورتسا إيطاليا بقيادة سيلفيو برلسكوني والرابطة بقيادة ماتيو سالفيني، فيما يضم تحالف يسار الوسط الحزب الديمقراطي وأوروبا+ والخضر-اليسار.

وقالت ميلوني البالغة من العمر 45 عاما لأنصار حزبها القومي إخوة إيطاليا في ساعة مبكرة من صباح الاثنين: "يجب أن نتذكر أننا لم نصل إلى نقطة النهاية، فنحن في نقطة البداية. اعتبارا من الغد يجب أن نثبت جدارتنا".

ولكن ميلوني وحلفاءها يواجهون قائمة من التحديات الصعبة من بينها ارتفاع أسعار الطاقة والحرب في أوكرانيا وتجدد التباطؤ في ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.

ومن غير المرجح أن يتم تنصيب حكومتها الائتلافية، رقم 68 في إيطاليا منذ عام 1946، قبل نهاية أكتوبر ولا يزال رئيس الوزراء ماريو دراجي على رأس الإدارة المؤقتة في الوقت الحالي.

وستتابع العواصم والأسواق المالية الأوروبية بعناية تحركاتها المبكرة نظرا لماضيها المتشكك في الاتحاد الأوروبي والموقف المتضارب لحلفائها بشأن روسيا.

وقال جيوفاني دونزيللي، وهو شخصية بارزة في حزب إخوة إيطاليا، لمحطة سكاي تي.جي 24 الإيطالية: "الشيء الذي تحتاج إليه إيطاليا هو حكومة مستقرة... يبدو أن النتائج تعطينا هذه الفرصة ولن نتخلى عنها".

وقللت ميلوني من شأن جذور حزبها التي تعود لما بعد الفاشية، وصورته على أنه تيار رئيسي مثل حزب المحافظين في بريطانيا. وتعهدت بدعم السياسات الغربية بشأن أوكرانيا، وبعدم الإقدام على أي مخاطرة قد تلحق الضرر بأوضاع المالية العامة الهشة لإيطاليا.

ميلوني تحدثت بلهجة تصالحية خلال الكلمة التي ألقت عند فوزها. وقالت "إذا طلب منا حكم هذا الشعب فسوف نفعل ذلك من أجل جميع الإيطاليين بهدف توحيد الشعب والتركيز على ما يوحدنا وليس ما يفرقنا. هذا وقت تحمل المسؤولية".

وتحالف ميلوني منقسم بشأن بعض القضايا شديدة الحساسية التي قد يكون من الصعب الوصول لحلول وسط بشأنها بعد تولي الحكومة.

وبلغت نسبة المشاركة 64 % فقط مقابل 73 % قبل أربع سنوات، وهو مستوى منخفض قياسي في بلد لديه تاريخ في المشاركات القوية للناخبين.

ويشكك سالفيني، على سبيل المثال، في عقوبات الغرب ضد روسيا، وكثيرا ما أعرب هو وبرلسكوني عن إعجابهما بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

كما أن لديهما وجهات نظر مختلفة حول طريقة التعامل مع فواتير الطاقة المتزايدة وقدما مجموعة من الوعود، بما في ذلك تخفيضات ضريبية وإصلاح المعاشات، والتي ستواجه إيطاليا صعوبات في تحملها.

وفي أوروبا، كان أول المرحبين بفوزها أحزاب المعارضة اليمينية المتشددة في إسبانيا وفرنسا وحكومتا بولندا والمجر المحافظتان اللتان توترت علاقاتهما مع بروكسل.

إلى ذلك، قالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن لإذاعة (آر.إم.سي) إنها لا تريد التعليق على الخيارات الديمقراطية للشعب الإيطالي، لكنها ترغب في التأكيد على أن الاتحاد الأوروبي لديه قيم محددة يتمسك بها مثل حقوق الإنسان.

فيما أشادت مارين لوبان زعيمة حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف في فرنسا بفوز حزب "فراتيلي دي إيطاليا" في الانتخابات الإيطالية، واصفة إياه بـ "التاريخي".

وفي ألمانيا، كتبت بياتريكس فون شتورش عضوة البرلمان عن حزب البديل من أجل ألمانيا عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر": "نحتفل مع إيطاليا!"، مضيفة: "السويد في الشمال وإيطاليا في الجنوب .. الحكومات اليسارية أصبحت من أخبار الماضي".

وفي بولندا، قال رئيس الوزراء، ماتيوس مورافيسكي بكلمات بسيطة: "تهانينا لجورجيا ميلوني ".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved