عبدة الشيطان والحرية الشخصية.. لماذا يرفض بعض الفرنسيين ارتداء الكمامة؟

آخر تحديث: الإثنين 26 أكتوبر 2020 - 1:46 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

ارتداء الكمامة هو أحد التوجيهات الرئيسية التي أكدت عليها منظمة الصحة العالمية في مواجهة فيروس كورونا، ضمن مجموعة من الإجراءات الأخرى مثل التباعد الاجتماعي والتعقيم والنظافة، ولكن ظلت الكمامة أحد أكثر الأشياء المثيرة للجدل في عدد من الدول مثل أمريكا وفرنسا، التي تكونت بها مجموعة مناهضة لها.

تقول إيفا فابر، الباحثة في علوم الأعصاب الاجتماعية في فرنسا، إن عدد كبير من وسائل الإعلام سلط الضوء على الصلة بين المؤامرة ورفض ارتداء الكمامة، وأظهرت دراسة فرنسية حديثة أن الأفراد الذين يرفضون القناع يلتزمون بشدة بأطروحات التآمر، وأن 90% يعتقدون أن وزارة الصحة قد تعاونت مع شركات الأدوية لإخفاء أضرار اللقاحات، بحسب موقع "ذا كونفيرزيشن".

وتنشط مضادات الأقنعة بشكل كبير على شبكات التواصل الاجتماعي حيث يتم نقل عدد كبير من الأخبار المزيفة عن ارتداء الأقنعة بشكل نشط، مثل أنه عديم الفائدة، ويشكل خطرا على الصحة العامة، ويمثل خطورة لأنه يقلل من إمداد الدم بالأكسجين، وفق ما رصدته فابر.

وهذه الإدعاءات أفردت لها وكالة فرانس برس تقريرا مفصلا للرد عليها وكشف الأكاذيب التي تحيط بها لمواجهة الحملات المتزايدة ضد ارتداء القناع للحد من انتشار فيروس كورونا.

كما أن بعض الحملات تدعي أن ارتداء القناع أحد طقوس عبادة الشيطان، وقادت هذه الإدعاءات طبيبة فرنسية تدعى إيف إنجرير، وتم وقفها من نقابة الأطباء إثر ما أشاعته بين الجمهور الفرنسي، وفق موقع "لي إكسبريس".

وتقدم فابر تفسيرا نفسيا لرفض البعض ارتداء القناع، حيث أظهر عدد كبير من الدراسات أنه عندما يشعر الفرد بأن حرياته الفردية مهددة أو مقيدة، فإنه يميل إلى معارضة فقدان الحرية هذا ومحاولة تبني السلوك الممنوع، وهو ما يسمى "المفاعلة النفسية".

وأضافت أن هذا الرفض يرجع إلى الاعتراضات التي عبر عنها المواطنون في أكثر من احتجاج سبق انتشار الوباء، مثل احتاجات السترات الصفراء وغيرها، ولم تؤد الأزمة الصحية إلا إلى تفاقم هذا الاستياء، ويبدو أن رفض ارتداء القناع هو وسيلة ملتوية للتعبير عن الغضب وتحدي الحكومة وكل ما تفرضه.

وأظهرت الدراسة الفرنسية حول مضادات الأقنعة، التي أجرتها مؤسسة جان جوريس، أن 2% فقط من معارضي الأقنعة يثقوا في إيمانويل ماكرون، ويؤيد 87% منهم البروفيسور راولت، وهو شخصية احتجاجية رئيسية لم تتوقف أبدًا عن التشكيك في الإجراءات التي اتخذتها الحكومة منذ بداية الأزمة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved