كيف يُغيّر التوقيت الشتوي لمئات الساعات الملكية البريطانية؟
آخر تحديث: الإثنين 26 أكتوبر 2020 - 6:39 ص بتوقيت القاهرة
بي بي سي
مع تأخير الساعة في بريطانيا ساعة كاملة عملا بالتوقيت الشتوي، سيكون أمام المشرف على عمل الساعات في قلعة ويندسور الإنجليزية العريقة مهمة ثقيلة لتغيير توقيت أكثر من 400 ساعة من مجموعة الساعات الملكية Royal Collection Trust.
بالنسبة لأولئك الذين لديهم هواتف ذكية وساعات ذكية، فإن تغيير التوقيت ليتطابق مع توقيت غرينتش (GMT) حدث تلقائيا يوم الأحد 25 أكتوبر /تشرين الأول، أثناء نومهم وبدون أي مجهود.
لكن الموقف سيكون مختلفا بالنسبة لمئات الساعات من المجموعة الملكية Royal Collection في قلعة ويندسور، حيث يجب تغيير توقيت جميع الساعات يدويا لضمان ضبط الوقت بدقة لزوار القلعة والمقيمين فيها.
ويقوم بهذه المهمة فيودور فان دين بروك، المشرف الحالي على مراقبة الساعات في القلعة التاريخية التي يبلغ عمرها 900 عام.
وهذه هي المرة الأولى التي سيقوم فيها المشرف الجديد بتأخير توقيت الساعات مدة ساعة كاملة، منذ توليه مهام منصبه مؤخرا.
وستبدأ المهمة نهاية عطلة الأسبوع، ويخطط فيودور لقضاء حوالي 16 ساعة في تغيير توقيت 400 ساعة تابعة للقلعة، بما في ذلك حوالي 250 ساعة داخل القلعة نفسها، إلى جانب سبع ساعات برج.
وقال فيودور لبي بي سي: "أنا بمفردي (أقوم بالمهمة هنا)، وزميل آخر في قصر باكنغهام يغير كل الساعات هناك".
بالنسبة لبعض الساعات، هناك فارق زمني إضافي يجب أخذه في الاعتبار.
وأضاف: "لا يزال الناس مندهشين من وجود منطقة زمنية مختلفة في المطابخ سواء في قلعة وندسور وقصر باكنغهام، حيث يتم تقديم الساعات دائما خمس دقائق".
"والهدف من هذا هو إعداد الطعام وتوصيله في الوقت المحدد ... إنه تذكير دائم بأن هذا مهم".
ويقوم فيودور بمهام أخرى غير تغيير التوقيت، فهو يقضي يوما كاملا في الأسبوع في تعبئة وملء الساعات الميكانيكية للحفاظ على تأرجح البندول.
وفي هذا اليوم فإنه يضطر للسير حوالي 16 ألف خطوة للمرور على جميع الساعات الميكانيكية وتعبئتها.
ويقول عن هذا "أتحقق من جميع الساعات في أماكن الإقامة الرسمية داخل القلعة، قبل وصول الجمهور للتأكد من دقة التوقيت".
وأماكن الإقامة الرسمية هي تلك التي تستضيف فيها الملكة زيارات رسمية لرؤساء الدول الأخرى، وتقام بها احتفالات تقليد المناصب والألقاب وكذلك منح الجوائز والأوسمة.
ويؤكد أن معظم الساعات دقيقة تماما ولكن بين الحين والآخر، ومن دون سبب، يتغير الوقت إما بالتقديم أو التأخير فجأة، وهو الشيء الذي بدأت للتو في تسميته "الحياة".
"لذلك علي أن أراقبها (الساعات) باستمرار".
ويقضي فيودور بقية الأسبوع في ورشته ليقوم بصيانة وإصلاح الساعات، والتي يتراوح عمر العديد منها بين 200 و 300 عام .
وعندما ينكسر جزء أو يتآكل يقوم بتجهيز البديل باستخدام أدوات يدوية ومخرطة وآلة تشكيل المعادن.
وعن عمله يقول فيودور: "(قيل إن) الساعات كانت وسيلة لإحضار الله إلى منزلك، لأن الله يصنع الوقت، وصنع الإنسان آلة (الساعة) لمعرفة الوقت".
"لقد كانت (الساعات) بمثابة أجهزة الكمبيوتر العملاقة في عصرهم".
إحدى الساعات التي يعتني بها فيودور هي ساعة فرنسية مزخرفة في غرفة الطعام الرسمية.
قيل إنها كانت الساعة المفضلة لدى الملكة فيكتوريا، وأهداها إليها ملك فرنسا لويس فيليب في عام 1844.
لذلك تم وضع لوحة ضخمة مرسومة للملكة فيكتوريا على جدار خلف هذه الساعة.
تحتوي الساعة على ثلاث لوحات على جوانبها تمثل العصور الثلاثة لعلم قياس الزمن (فن صناعة الساعات).
اللوحة على مقدمة الساعة تصور أول ساعة فلكية في مبنى بلدية بادوفا بإيطاليا عام 1364.
وعلى الجانب الأيسر، لوحة تصور الفيزيائي الهولندي كريستيان هيغنز، وهو يعرض أول ساعة بندول اخترعها في عام 1656، وعلى الجانب الأيمن لوحة لعضو مجلس شيوخ في روما القديمة يحمل ساعة مائية.
تم تزيين بقية علبة الساعة بأكاليل أوراق الشجر والميداليات وشخصيات صانعي ساعات مشهورين.
وهناك ساعة أخرى مرتبطة بعهد الملكة فيكتوريا هي ساعة أورغن كبيرة في غرفة رسم الملك، والتي تضم الكتاب المقدس الذي وضعه الملك داخل صندوق من الكريستال الصخري.