في يوم مولدها.. لماذا وصفت الصحافة هيلاري كلينتون بالفتاة الذهبية؟

آخر تحديث: الثلاثاء 26 أكتوبر 2021 - 9:22 م بتوقيت القاهرة

ياسمين سعد

تحل ذكرى مولد هيلاري كلينتون، السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الثلاثاء، حيث ولدت في 26 أكتوبر لعام 1947م، وتبلغ من العمر 74 عاما.

وقالت هيلاري، في سلسلة وثائقية مكونة من 4 حلقات، إنها تشعر بالإحباط لأن حياتها بأكملها على مرأى ومسمع من الناس لمدة 30 عاما، وبالرغم من ذلك لا زال بعض الناس يقولون لها أنها غير صادقة، وأنهم لا يعلمون عنها شيئا، مؤكدة أنها نفس الشخص أمام الكاميرا وخلفها.

وأوضحت أنها تعلم أن الناس دائما ما يحملون آراءً قوية ضدها، إما يحبونها أو يكرهونها، ولا يوجد آراء في المنتصف، مشيرة إلى أنها قالت في إحدى اللقاءات التليفزيونية إنها تريد أن تكتب على شاهد قبرها، أنها لم تكن جيدة كما أعتقد الناس، ولم تكن سيئة كما أعتقد الناس أيضا.

وتحدثت عن نشأتها بإحدى الضواحي في شيكاجو، التي لم ترى بها أي سيدة تعمل سوى المدرسات في المدرسة، ولذلك لم تكن تحلم أبدا بخوض الانتخابات الرئاسية في يوم من الأيام، مؤكدة أنها نشأت في حي مليء بالمحافظين، حتى أنها تتذكر أنها قالت لوالدها وهي صغيرة في إحدى المشاجرات، أنها عندما تكبر ستتزوج رجلا من الديمقراطيين، لأنها لم تفكر في شيء قد يزعج والدها المحافظ أكثر من ذلك.

وعن دراستها، قالت: "درست في مدرسة كبيرة، وكانت الطالبات تفضلن ألا تعملن بكد، لكي لا تحصلن على درجات أكبر من أحبائهن، ولكي لا ينظر لهن الآخرين على أنهن لن يصلحن للزواج لأنهن ذكيات، ولكنني لم أستطع فعل ذلك، فذاكرت بكد وترشحت لانتخابات اتحاد الطلبة، وقال لي الطالب المرشح أنه سيفوز لا محالة، لأن من يفوز دوما هم الرجال، وفاز في الانتخابات بالفعل، وأول شيء فعله بعد الفوز هو أن كلفني بآداء جميع المهام، فكنت من أدير الاتحاد فعليا وهو يحصل على اللقب فقط، وهذا كان أول درس عملي في حياتي ونبذة عما يحدث في المجتمع".

وبدأت هيلاري حياتها تحت أضواء الشهرة عندما اختارتها زميلاتها في مدرسة البنات الثانوية التي ارتادتها، بعدما علمت أنها لن تفوز بأي شيء أبدا في المجتمعات الذكورية، لتكون المتحدثة باسم الطالبات في حفل التخرج، حيث خرجت عن نص الكلمة التي كتبتها مع زميلاتها لترد على كلمة السيناتور الذي جاء لتكريمهم بحفل التخرج، والذي ألمح فيها أن السيدات مكانهن المنزل لخدمة أزواجهن وأبنائهن.

لم تخش الشابة الصغيرة وقتها من الخروج عن النص، لتقف وتواجه السيناتور وتعترض على كلمته، موضحة أن الفتيات لهن الحق في التعبير عن أنفسهن سياسيا، كما أنهن من حقهن أن يحصلن على كافة حقوقهن مثل الرجل، فصفقت لها جميع الفتيات، وبعدها حصلت هيلاري على الظهور الأول لها على صفحات الجرائد، واصفينها بالفتاة الذهبية، التي ألقت خطابا لحفل التخرج من أفضل الخطابات التي قيلت في ذلك العام.

وشعرت هيلاري بأنها متأثرة بالأشخاص الذين يحاولون تغيير القوانين والمجتمع إلى الأفضل، فذهبت لأداء الاختبارات التي تؤهلها للقبول بجامعة هارفارد لدراسة القانون، ووجدت هناك أنها واحدة ضمن مجموعة صغيرة من السيدات، في حين أن هناك مئات الرجال المتقدمين للاختبارات.

وقالت: "كان الرجال يضايقوننا بشدة، فقال لي أحدهم ماذا تفعلين هنا؟ مكانك هو المنزل، بينما قال لي آخر إذا قبلت في الاختبارات وأخذت مكاني، واضطررت للذهاب إلى فيتنام ومت، ستكونين أنت السبب في قتلي، ولكن في هذا الوقت علمت أنه لا فائدة من الدفاع عن نفسي لأنني لن أكسب أبدا، ولا فائدة من أن أتأثر وأصبح عاطفية، لأنني سأفشل بالاختبار، فركزت على النجاح مهما كلفني الأمر، ولم أنتبه لما يقال لي من هؤلاء الرجال".

وأضافت أنها تدربت على كتم مشاعرها منذ تعرضها لهذا الموقف، والتركيز فقط على المضي قدما، مشيرة إلى أنها وجدت نفسها عبر السنوات في مواقف يجب أن تعبر عن نفسها، حيث يطالبها الناس برؤية مشاعرها واضحة، ولكنها أصبحت لا تدري كيف تفعل ذلك، ولذلك يقول الناس عنها أنها "باردة" المشاعر.

وأوضحت هيلاري خلال الفيلم الوثائقي، أنها كانت تريد أن تكون صوت للأطفال، لكي تدافع عنهم، لكي لا يحدث معهم مثلما حدث مع والدتها، التي عانت من طفولة تعيسة بسبب تخلي والديها عنها، حيث اضطرت أن تترك منزلها وهي في عمر الـ13 عاما، لتعمل كمنظفة للمنازل، وهي تشعر بأنها غير مرغوب بها، مشيرة إلى أنها أرادت أن تعمل على تعديل قوانين الأسرة حتى تساعد الأطفال، فتشعر أنها ساعدت والدتها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved