مرشد سياحي يوثق طريق الكباش غارقا في الطين قبل تطويره: حلمي تحقق برؤيته ظاهرا فوق الأرض

آخر تحديث: الجمعة 26 نوفمبر 2021 - 6:47 م بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

آمال وأحلام راودت أحد أبناء مصر المحبين لها ولآثارها العتيقة بقوة، جعلته يتمنى طيلة سنوات طويلة ماضية لو أن هناك مشروعا ينقذ طريق الكباش الأثري من الهلاك المحقق بعد أن كاد يختفى، بل اندثر أغلبه تحت الرزاعات والبنايات في مدينة الأقصر.

إنه المرشد السياحي شريف حجازي، الذي صعُب عليه أن يقص للسياح في الأقصر قصص آثارها التاريخية العتيق، بينما كان يقف بجانب طريق الكباش الذي كاد يندثر عبر الزمان، فأخذ يصور التدهور الذي لحق بالطريق في بدايات الألفية الثانية بالتقريب عام 2002، وحتى عام 2015، على أمل أن يوثق مراحل تطويره الكاملة، التي تأخرت كثيرا، على حد قوله.

يقول حجازي في تصريحات لـ"الشروق"، إنه يعمل مرشدا سياحيا باللغة الفرنسية منذ عام 1996، ويهوى التصوير لخدمة الإرشاد السياحي: "كنت أحب أن أشرح للسياح تاريخ مصر بصور موثقة، وكنت أعطيهم في آخر الزيارة وقت فراغ لإلقاء نظرة على المعبد حتى أتمكن من التقاط صورا للمكان للإجابة على أسئلتهم".

وتابع: "عندما كنت أعمل في الأقصر عام 1997، كان عملي اليومي يبدأ من 6 صباحا ثم العودة للغداء والراحة، ثم العودة للعمل مرة أخرى بعد الظهيرة، ما بين الفترات كنت أذهب للتصوير لمساعدتي في الإرشاد السياحي.

وقال: "عندما زرت الأقصر عام 2000، لفت نظري طريق الكباش، وكنت آمل أن تنتهي أعمال ترميم تماثيل الكباش التي بدأت منذ عام 2000، لكنها أخذت وقتا طويلا ولم يتم إنجاز تطوير المشروع إلا بعد ثورة يناير في عهد الرئيس السيسي".

وأردف حجازي الذي بات يعمل مرشدا سياحيا باللغة الفرنسية في القاهرة وتأثر رزقه بسبب قلة السياحة: "في عام 2003 قررت تصوير الطريق وتوثيق أعمال الترميم البسيطة فيه، على أمل أن آتي العام المقبل لأجد تغييرا لكن ذلك تأخر كثيرا".

أضاف حجازي لـ"الشروق" أنه كان يسير من معبد الأقصر إلى معبد الكرنك حيث يربط طريق الكباش بينهما، وكان يحلم بإتمام التطوير حتى يشاهده يربط بين المعبدين مرة أخرى، كما كان في عهد مصر القديمة لكن الظروف السياسية والاقتصادية آنذاك لم تساعد على إنجاز المشروع.

أما عن رسالته وراء التوثيق يقول: "وثقت تطوير هذا الطريق العظيم لإظهار المجهود الجبار للعاملين في ترميم الآثار، فالطريق كله كان مدفونا تحت الأراضي الزراعية، ولم يتبق منه سوى مساحة قصيرة أمام المعبد، وقد وثقت ذلك كله بالصور وهو مدفون تحت الأطيان الزراعية، عوضا عن وجود دور عبادة فوق الطريق تمت إزالتها"، على حد قوله.

واستكمل: "شاهدت تمثالا كاملا لكبش طوله لا يقل عن مترين تحت الأرض، وتم استخراج تماثيل كثيرة جدا وصلت للمئات لإظهار الطريق الأثري، وتطلب ذلك إخلاء المكان من الأبنية.. إنه عمل رائع جدا ومبهر، أنا في غاية السعادة بأن أرى طريق الكباش كاملا وظاهرا فوق الأرض، الآن فقط تحقق حلمي".

وافتتح السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مشروع تطوير طريق الكباس الأثري في محافظة الأقصر، ليلة أمس الخميس، في احتفال أسطوري شاهده العالم، تتعلق عليه آمال أبناء المحافظة في أن يساهم بعودة السياحة لهم التي توقفت كثيرا نظرا لظروف عديدة خلال السنوات السابقة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved