حصاد الشروق | كيف تغيرت خريطة العلاقات السياسية المصرية مع قطر وتركيا في 2021؟

آخر تحديث: الثلاثاء 4 يناير 2022 - 12:01 ص بتوقيت القاهرة

عبدالله قدري

كان عام 2021 هو عام التحولات على صعيد السياسة الخارجية المصرية، التي شهدت إجراء تفاهمات ومصالحات أذابت الجليد مع دولتي قطر وتركيا التي تعقدت العلاقات بينها وبين القاهرة قبل سنوات؛ على خلفية دعمهما جماعة الإخوان وخطابهما الإعلامي ضد الدولة المصرية.

في هذه السطور، تلقي «الشروق» الضوء على حصاد المصالحة المصرية مع كل من تركيا وقطر في عام 2021، وما شهدته من تقدم أو تباطؤ في تنفيذ بنود المصالحة.

مصر وتركيا

في مايو الماضي، أجرت القاهرة وأنقرة مباحثات دبلوماسية، وصفتها الخارجية المصرية بـ"الاستكشافية" والصريحة والمعمقة، تطرقت المباحثات إلى قضايا إقليمية تمس البلدين، سيما التواجد التركي في ليبيا، واتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان في 2020، والذي يتيح للبلدين الاستفادة من مخزون الغاز الطبيعي، حسب حديث سابق للرئيس عبد الفتاح السيسي.

وكان من الطبيعي أن ترفض تركيا هذا الاتفاق، الذي ترى فيه تهديداً لمصالحها في التنقيب عن الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط، وهو ما عرَض أنقرة إلى إدانات دولية تتهمها بمواصلة إتخاذ إجراءات أحادية في المتوسط، فجاء خيارها لحل خلافاتها مع جيرانها.

وكانت مباحثات مايو 2021 الدبلوماسية أولى هذه الخطوات، التي أعقبتها مجموعة من الإجراءات التركية لمنع عدد من الإعلاميين المنتمين والمؤيدين لجماعة الإخوان، كبادرة حسن نية من أنقرة لتحسين علاقتها مع القاهرة، قبل أن يتم إجراء جولة مباحثات ثانية في سبتمبر نفس العام، والتي لم تسفر عن أي تقدم ملحوظ في العلاقات، مقارنة بالعلاقات مع قطر التي أظهرت تقدماً بين القاهرة والدوحة وصل إلى حد تبادل السفراء بين الدولتين كما كان قبل عام 2013.

ويفسر محمد العربي الباحث البارز في الشؤون الدولية والاستراتيجية، أسباب لجوء أنقرة إلى "خفض التوتر" مع مصر وهو تماس المصالح التركية المصرية في ليبيا وإقليم شرق المتوسط، وبالتالي أصبح هناك يقين لكلا البلدين بعدم إنكار وجود الآخر في المنطقة، وفقا لقوله.

يضيف العربي لـ«الشروق»، أن نجاح مصر في تأسيس منتدى إقليم شرق المتوسط والذي صار له صبغة دولية، وضع تركيا في موقف صعب حيث قلل من فرص حصولها على مكاسب جديدة في المنطقة، سيما عمليات التنقيب على الغاز الطبيعي في المتوسط، ما جعل هناك يقين تركي بأن تحقيق مكاسب في الإقيلم لن يتحقق إلا بالحديث المباشر مع مصر وتخفيف حدة التوترات مع جيرانها العرب، مثلما حدث مع السعودية في وقت سابق.

عوامل أخرى يشير إليها العربي مثل ضغط رجال الأعمال الأتراك للاستثمار خارج تركيا، خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها تركيا والهبوط المستمر في الليرة التركية، ما جعل أنقرة في حاجة ماسة إلى تعزيز علاقاتها مع جيرانها العرب لتعزيز دورها السياسي والاقتصادي، بالإضافة إلى حاجة قوى المنطقة إلى إنهاء الصراعات والتوترات المفتوحة منذ 10 سنوات.

مصر وقطر

كانت المصالحة المصرية القطرية، ثمرة للقمة الخليجية التي عقدت في الرياض يناير 2021، وتضمنت إنهاء الأزمة الدبلوماسية بين مصر السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى.

وأعقب الاتفاق تبادل الزيارات بين مصر وقطر على مستوى وزراء خارجية البلدين، حيث زار وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مصر في 25 مايو الماضي، تلاها زيارة لوزير الخارجية سامح شكري في 12 يونيو حاملاً رسالة من الرئيس السيسي أكدت على استعادة العلاقات بين البلدين، وحديث إعلامي إلى قناة الجزيرة تحدث فيه عن تطبيع العلاقات بين مصر وقطر.

كانت المصالحة المصرية القطرية، ثمرة للقمة الخليجية التي عقدت في الرياض يناير 2021، وتضمنت إنهاء الأزمة الدبوماسية بين مصر السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى.

في 23 يونيو أخذت العلاقات بين البلدين منحاً آخر، ففي هذا التاريخ عينت مصر السفير بديوان عام وزارة الخارجية عمرو كمال الدين الشربيني سفيرًا فوق العادة مفوضًا لدى حكومة قطر، لأول مرة منذ 8 سنوات، لترد الدوحة في 29 يوليو بتعيين سفير جديد لها إلى مصر.

تخللت تلك الفترة أجواء إيجابية بين البلدين، منها سماح مصر لعودة بث قناة الجزيرة من جديد، حيث ظهرت المراسلة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في بث حي بالقاهرة يوم 31 يوليو الماضي، لإذاعة نشرة قناة الجزيرة والتي تناولت أزمة سد النهضة الإثيوبي، كما تضمنت أيضاً تلك الفترة السابقة احتفال مصر باليوم الوطني لقطر الموافق 18 ديسمبر من خلال إضاءة برج القاهرة بالعلم القطري.

كما شاركت قطر من ناحيتها في افتتاح قاعدة 23 يوليو البحرية في القاهرة، وذلك بوجود قائد القوات البحرية الأميرية في قطر، اللواء ركن عبدالله بن حسن السليطي.

وعن أسباب المصالحة المصرية القطرية، ذكر العربي أن مصر التي تمارس دور إقليمي نشط، تدرك أن هذا لن يحدث وسط خلافات مع دولة عربية أثبتت تأثيرها مثل قطر، مضيفاً: "التصالح المصري القطري منطقي جداً، وغير المنطقي هو عدم التصالح".

وبحسب العربي، فإن قطر "تعبت" من الصراعات المفتوحة في إقليم الشرق الأوسط، وأدركت - أيضاً - أن دعمها جماعة الإخوان المسلمين، لن يساعد في ترسيخ نفوذها، فقد أثبتت ورقة الإخوان عدم فعاليتها أو تاثيرها دولياً.

ويُرجع العربي سبب إتمام المصالحة المصرية القطرية بشكل أسرع مما كانت عليه المصالحة المصرية التركية، إلى أن قطر استطاعت ضبط جماعة الإخوان هناك، على النقيض تركيا التي لم تنفذ كل الشروط المطلوبة، واكتفت بإيقاف بعض الإعلاميين، في حين لم تنفذ شروطاً آخر كتسليم بعض المطلوبين لدى الحكومة المصرية، حسبما قال.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved