شيخ الأزهر: لا حل للأزمة الإنسانية المعاصرة إلا بإحياء تعاليم الدين في قلوب الناس

آخر تحديث: الخميس 27 فبراير 2020 - 6:13 م بتوقيت القاهرة

أحمد بدراوي

المفتي: مصر لديها تجربة فريدة في العيش المشترك

 

استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الخميس، بمشيخة الأزهر، وفد رؤساء مجالس حوار الأديان الإسلامي المسيحي بدولتي ألمانيا وسويسرا، لإجراء نقاش فكري حول أبرز المستجدات التي ترتبط بتعزيز ثقافة الحوار والتعايش السلمي والاندماج في المجتمعات.

وقال الإمام الأكبر إن مجموعات الحوار تحمل أهمية خاصة لقدرتها على الربط بين الناس وبسط جسور التعايش والحوار بين أتباع الأديان وأصحاب الثقافات المختلفة، وأنَّه لا يوجد حل للأزمة الإنسانية المعاصرة إلا بإحياء تعاليم الأديان في قلوب الناس وتعاملاتهم وتعزيز ثقافة الحوار بين الناس، وذلك حتمًا يحتاج إلى جهود خالصة من قبل العلماء والساعين للسلام.

وأضاف أن «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي وقعها مع البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، لا يستطيع شخص أن يعرف ديانة من كتبها لأنها جاءت من أجل الإنسانية جمعاء، واستغرق صياغته من الأزهر والفاتيكان عامًا كاملًا لإخراجها بهذا الشكل، مشددًا على ضرورة أن يجتمع علماء الدين ورجال السلام على مجابهة المشكلات التي تواجه العالم وعلى رأسها التطرف والعنصرية والمثلية وكراهية الآخر.

من جانبهم، عبر أعضاء الوفد عن سعادتهم بلقاء الإمام الأكبر وخصوصًا بعد ما رأوه في زياراته الخارجية إلى أوروبا التي ولدت لديهم حرصًا شديد على لقاء فضيلته والاستماع إلى أفكاره المعتدلة.

ودارت نقاشات هذا اللقاء حول الحرية الدينية والتي أجاب عنها الإمام بأن القرآن أكد على أنه (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)، وأن سنة الله في الكون أن خلق الناس مختلفين وقال لنبيه ﷺ: (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ)، وقال أيضًا: (مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ).

وأبدى أعضاء الوفد إعجابهم بما يقدمه الأزهر من جهود ومؤتمرات آخرها مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي وأنهم تابعوا هذا المؤتمر عن كثب لأهميته في دعم العلاقات بين المسلمين والمسيحيين.

واستقبل الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، الوفد، وذلك على هامش مشاركتهم في أسبوع حوار الأديان الذي يستضيفه مجلس إدارة الأكاديمية الدولية للحوار التابعة لمجلس الحوار والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية بمصر.

وأكد المفتي خلال اللقاء أن مصر عبر التاريخ تميزت بالتنوع الديني والإثني حيث يعيش المصريون جنبًا إلى جنب في وطن واحد، ما جعل لمصر تجربة فريدة في العيش المشترك، وهذا ما أكده الدستور والقانون والتاريخ والحياة المشتركة بين المسلمين والمسيحيين في مصر، مشددًا على أن التمسك بالقيم الدينية المشتركة، وفي مقدمتها الرحمة والسلام والمحبة، سينزع فتيل أي نزاعات تنشأ بين البشر بسبب الدين.

وردًّا على تساؤل الوفد عن أسباب انضمام بعض الشباب في الغرب لداعش، قال المفتي: إننا رصدنا هذا الأمر عبر تقارير المرصد، ووجدنا أن من أهم الأسباب وجود خلل يتعلق بتأهيل أئمة المساجد في الغرب؛ لذلك عقدت دار الإفتاء مؤتمرًا خاصًّا ناقش قضية "التكوين العلمي والإفتائى لأئمة المساجد في الخارج" في 2016، كما تم تدريب أئمة من بريطانيا وأمريكا وروسيا ضمن تدريب أئمة المساجد والمراكز الإسلامية في دول الغرب باعتبارها خطوة مهمة في حرب المواجهة الفكرية للتنظيمات المتطرفة في الخارج، خاصة أن الدراسات والإحصائيات أظهرت أن ما يقدَّر بخمسين ألف مقاتل في صفوف «داعش» نصفهم من أبناء الجاليات المسلمة في الغرب، وكذلك لتعزيز اندماج المسلمين في مجتمعاتهم الغربية ومواجهة الإسلاموفوبيا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved