هندسة القاهرة تحتفل بمرور 200 عام على إنشاء الكلية
آخر تحديث: الإثنين 27 مارس 2017 - 7:01 م بتوقيت القاهرة
كتب - هاني النقراشي:
- وزير الإسكان: المدن الجديدة ستكون رد اعتبار للمعمارى المصرى.. واذا لم ننطلق بقوة في تعمير الصحراء ستكون الكارثة الكبري في تفشي العشوائيات
- وزيرة التضامن: الناس تفضل السكن في أماكن عشوائية لمجرد قربها من وظائفها وسهولة مواصلاتها وهذه أزمة تواجه المدن الجديدة
- رئيس جامعة القاهرة: مصر في حاجة لعمليات إنقاذ عاجلة للعمارة ويجب أن نفكر وتقدم حلول
قال الدكتور مصطفى مدبولى، وزيرالإسكان، إن مصر تستهدف أماكن تنموية وخلق عوامل الجذب والتحفيز التى تحرك الناس لتعمير هذه المدن الجديدة، وتابع: "درسنا كل التجارب للعاصمة الجديدة ومفيش تجربة ناجحة غير التى تنفذ عليها حاليا، فعلى سبيل المثال محدش بيسمع عن أنقرة الآن ولكن اسطنبول تجذب كل الاقتصاد، وأغلب الدول الجديدة تعمل مدن جديدة بنفس فكر مصر خارج العاصمة الكبرى مثل كوريا الجنوبية والصين لتخفيف الضغط عن العواصم المختلفة".
وأضاف مدبولى، خلال احتفال كلية الهندسة بجامعة القاهرة بمرور 200 عام علي إنشائها، بأحد الفنادق أمس، أنه لا يوجد لدى المصريين بديل إلا الانطلاق لتعمير الصحراء، قائلا: "ليس لدينا بديل أو رفاهية ولابد أن ننطلق بقوة فى تعمير الصحراء لاستيعاب الزيادة السكانية"، مؤكدا أن الزيادة السنوية فى سكان مصر تعادل نصف تعداد الزيادة السنوية فى دول الاتحاد الاووربى، وما يضاف لسكان مصر سنويا يعادل تعداد سكان دولة فى الاتحاد الأوروبى، مشيرا إلى أنه إذا لم تنطلق مصر بقوة لتعمير الصحراء ستكون الكارثة الكبرى فى تفشى العشوائيات وسيكون الإصلاح صعب حينها.
واستكمل: أنه فى الوقت الذى غاب فيه التخطيط للجزر النيلية ظهرت جزرا منعزلة أقامها المواطنين، قائلا: "انظروا لجزيرة الزمالك من أرقى المناطق فى مصر ولما تركنا الموضوع بصوا على جزر زى الوراق وإمبابة ودهب وقوليلى رأيكم، إذا لم نستجيب ونسبق المتطلبات الحقيقية فى تخطيط الجزر النيلية سيتحرك المواطن منفردا ولن ينتظر والبديل النمو العشوائى الذى أصبح حزام يهدد كل المدن المصرية وليس القاهرة فقط".
وتابع: "أغلب السيناريوهات التى تتحدث عن 2050 تؤكد أن عدد سكان مصر حينها سيصل إلى 130 مليون أو 150 مليون إنسان، قائلا: "لا توجد رفاهية فى التحرك، ونهتم التفرة الحالية بالمدن الجديدة نضع خطوط جديدة لعدم تكسير الشوارع حال إضافة مرافق أخرى، والمنطقة بالكامل لها نظام تكييف للتقليل من استخدام الطاقة والكهرباء المرور وشبكة المرافق وشبكة الاتصالات الذكية وكذلك معالجة المياة"، مؤكدا أن المدن الجديدة ستكون رد اعتبار للمعمارى المصرى، قائلا: "لم يكن أمامنا فرصة فى القاهرة إلا بناء مبنى جديد فى منطقة فارغة لكن الإبداع الحقيقى فى المدن الجديدة بالنسبة للمعمارى المصرى".
وأشار مدبولى، أن التحدى الأكبر الذى يواجه مصر خاص بضيق الرقعة المعمورة على مستوى الجمهورية، قائلا: "خلال سنوات قليلة سنتخطى حاجز الـ 100 مليون مواطن وليس أمامنا حل إلا الخروج للجزء غير المعمور، فهذه إشكالية مصر وعندما بدأنا الجيل الرابع من المدن الجديدة فى الفترة الماضية، هذه كانت بعد دراسة كبيرة ولا بديل لمصر غير أنها تضاعف الرقعة المعمورة خلال 40 سنة لاستيعاب أى سيناريو للزيادة السكانية سواء كان سئ أو جيد".
وأوضح أن المدن الجديدة، العلمين والعاصمة الإدارية الجديدة وشرق بورسعيد والإسماعيلية الجديدة، تأتى تنفيذا للمخطط الإستراتيجى لمصر 2052، الذى حدد هذه المدن وقال لابد أن يبدأ العمل فيها، قائلا: "بدأنا تنفيذ المخطط الذى وضع بواسطة خبراء مصر وبالرغم من الأفكار والأطروحات بدأنا تجربة المدن الجديدة فى أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، وهذه التجربة كانت مبنية على دراسة وقالت لابد أن يكون مدن جديدة ومفيش حل تانى وكان هناك هجوم كاسح على هذه الفكرة فى الوقت الذى كانت الدولة ظروفها أسوأ بكثير للغاية فكانت خارجة من الحروب وانهيار كامل فى المرافق وقررت تنفيذ المدن الجديدة لأنه ليس هناك بديل".
وقالت الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعى، أن المدن يجب أن تكون دامجة لكل طبقات المجتمع، كما أنها يجب أن تتفاعل وتنمو وتتغير بشكل يضم كافة المكونات، مشيرة إلى أن تجربة حى الأسمرات، التى تحاول جذب السكان للإقامة بشكل دائم، وفى نفس الوقت الحفاظ على الحى وتحسين نوعية الحياة، مشيرة إلى أن نسبة الأمية بين السكان فى حى الأسمرات تبلغ 40%.
وأضافت والى أن الوزارة بدأت بالتعاون مع وزارة الإسكان تجهيز مبانى اجتماعية مخصصة لذوى الإعاقة، ومنها مدينة الإسماعيلية، لافته إلى أن نسبة كبيرة من الحرفيين وأصحاب الورش كانت لديهم مشكلة عدم إتاحة مجال أسفل المبانى بالاسمرات، بالإضافة إلى منعهم من إقامة قهوة اسفل العمارات، وكذلك منع وجود مناشر فى البلكونات، مما يدفع إلى أهمية إقامة العديد من الفعاليات لتغيير ثقافة ونمط معيشتهم.
وتابعت: أن أهم ما يثير تساؤلات السكان الجدد فى أى مكان هو وسائل المواصلات المتوفرة، لأن الناس تفضل السكن فى أماكن عشوائية لمجرد قربها من وظائفها وسهولة مواصلاتها، مشيرة إلى أن مشكلة المدن الجديدة تتمثل فى رغبة السكان فى عدم الانتقال إليها إما بسبب انها بعيدة عن أماكن الرزق أو بسبب نقص الخدمات أو وجود خدمات غير مناسبة أو ارتفاع أسعار الخدمات.
واستكملت: "كلما كانت مرحلة التخطيط أكثر شمولة كلما كانت المدينة متميزة، ونحاول استخدام الشريط الموازى للأسمرات لعمل تجمع كبير فيه دور للمسنين ومجمع للورش ودور للحضانات ومركز تجارى، وخدمات تكنولوجية وتجارية حاجات لم يكن معمول حسابها ولابد أن تعمل بتكلفة يقدر عليها الناس فهى مستعدة تضحى بالمبنى والبنية التحيتة مقابل مسائل حياتية وثقافية وإنسانية مهمة بالنسبة لها، حتى أهالى العريش فى مدينة الإسماعيلية لهم مطالب خاصة مثل رغبتهم فى البقاء مع أناس يعرفوا بعض مثل الأخوة وذوى النسب".
وقال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، أن مصر الآن فى حاجة لعمليات إنقاذ عاجلة للعمارة، وخاصة المبانى صاحبة السمات التاريخية المحددة، قائلا: "نحن أبناء وأحفاء البنائين العظماء الفراعنة الذين أقاموا عمارة وبناء ما زال يدهش العالم اليوم، نثمن دور الحكومة فى إطار برنامج رئاسى لمواجهة العشوائيات التى انتشرت فى مصر غابت فيها سلطة الدولة".
ووجه نصار حديثه لأساتذة العمارة بكلية الهندسة: "أنتم تمثلون هذا التخصص الذى يساهم فى التنمية، يجب أن نفكر ونقدم حلول للمجتمع والدولة ونبحث ونريد أن نخرج من حالة العشوائية التى نعيش فيها فى إطار الأنماط المعمارية"، مشيرا إلي أن هناك العديد من المبانى التى تشوه المنظر بتركها على الطوب الأحمر فى محيط جامعة القاهرة الأثرى، قائلا: "كلنا مسئولون عن هذه اللخطبة التى عشناها حينا من الدهر ونرجو أن يكون هناك جهد مشترك لأنه ليس من العدل والتفكير الصحيح أن نلقى كل شئ على عاتق الحكومة ولابد من وجود مجتمع مدنى للتعاون".