في حياة المصري القديم (5).. صنع الحُلي وأدوات الموسيقى من عرق اللؤلؤ وريش النعام

آخر تحديث: الإثنين 27 مارس 2023 - 11:24 ص بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

الراوي والحكايات جزء أصيل من ثقافتنا، وكان الناس يجلسون أمام المقاهي يستمعون لحكايات أبوزيد الهلالي والزير سالم، وكان الأطفال يجتمعون ليسمعوا قصص الجدة في الدار، وفي رمضان تجتمع الأسر حول الحكايات الدرامية وأمام الفوازير، الحكاية تجذب الكثيرين، لذلك نقدم في سلسلة مكتوبة خلال شهر رمضان الكريم مجموعة من الحكايات التي تتعلق بالحضارة المصرية القديمة وتحديداً عن تفاصيل الحياة اليومية.

ويستمر حديثنا عن حياة الفرد المصري القديم وعلاقته بالطبيعة من حوله وتسخيره لها لصناعة أدوات مختلفة استخدمها في قضاء مصالحه أو اعتبرها زينة وحُلي وغيرها من الأشياء، ونتحدث اليوم عن عرض اللؤلؤ وقشر بيض النعام والرق "البرشمان" وكيف استخدمت قديماً.

وفي كتاب "المواد والصناعات عند قدماء المصريين"، تأليف ألفريد لوكاس وترجمة دكتور زكي إسكندر، وإصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب، يتحدث لوكاس عن تفاصيل المواد المذكورة أعلاه، وقال: "عرق اللؤلؤ هو المادة الصدفية التي تبطن محار اللؤلؤ وهو كاللؤلؤ في تركيبه أي يتألف جوهرياً من كربونات الكلسيوم، وكان يستخدم على نطاق ليس كبير، وأكثر الأماكن استخداماً كان في مصر القديمة شمالي أسوان، ومنها الصدفات الكبيرة التي تحمل اسم الملك سنوسرت الأول من الأسرة الثانية عشرة، وبعض الأسوار من عهد القبور الوعائية وجعراناً من الأسرة الثامنة عشرة، وزوجين من الأقراط من العصر الروماني وتميمة في عقد من العصر القبطي، ومصدر عرق اللؤلؤ البحر الأحمر".

أما قشر بيض النعام كثيراً ما وجد في الخرزات القرصية الصغيرة والتعاليق المصنوعة منه، هي جميعاً من أقدم العاديات المصرية القديمة أياً كان نوعها، وكانت الخرزات المذكورة شائعة جداً في العصور القديمة "فترة البداري وعصر ما قبل الأسرات"، وإن كانت موجودة في جميع العهود القدينة فيما عدا الأسرة الثامنة عشرة فقد انقطعت فجأة في أول عهد هذه الأسرة، ولكنها بدأت تظهر ثانية في غضون عهد الأسرة التاسعة عشرة.

أما البرشمان "الرق" كان يصنع من جلود الحيوانات بإزالة الشعر عنها، ثم فركها بمادة حكاكة خشنة حتى يصبح الجلد مصقولاً، وكان ينتج من جلود الغنم والماعز، وعرف أيضاً جلود الغزلان، وكان يستخدم في الكتابة عليه، وأيضاً في تغطية الدفات والطبل والعلب الصوتية في الآلات الموسيقية الأخرى كالطنبور، وبالمتحف المصري بالقاهرة طنبور رق ملون بلون أحمر وردي، ويوجد آلة أخرى تشبه العود مصنوعة من جلد غزال أيضاً، ووجد في بني حسن طبلة ذات أطراف من الرق وتاريخ عهدها غير محقق، وإن كان بعض المؤرخين يشيروا إلى كونها من الدولة الوسطى.

اقرأ أيضا: في حياة المصري القديم (4).. من أين أتى الفراعنة بالعاج لنحته واستخدامه؟

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved