بالتزامن مع عرض مسلسل الحشاشين.. من هو السلطان السلجوقي بركياروق
آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024 - 10:10 ص بتوقيت القاهرة
محمود عماد
مع تواصل عرض حلقات مسلسل الحشاشين بطولة كريم عبد العزيز، تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمي يتواصل النقاش والبحث عن الفرقة التي أرعبت العالم فرقة الحشاشين ومؤسسها حسن الصباح، والشخصيات التي تظهر بالمسلسل، ومنها شخصية السلطان السلجوقي بركياروق، والذي يقوم بدوره ضمن أحداث المسلسل الفنان عمر الشناوي.
وكما جاء في كتاب "العبر في خبر من غبر " للإمام الذهبي هو أبو المظفر ركن الدنيا والدين بركياروق بن جلال الدولة ملك شاه (472 هـ-498 هـ)، هو سلطان سلجوقي حكم في دمشق وحلب من عام 1094 حتى 1105م، ودخل سمرقند، وبخارى، وغزا بلاد ما وراء النهر.
بركياروق وهو الابن الأكبر للسلطان ملك شاه، حيث خاض صراعا على السلطة ضد أخوته بعد وفاة والدهم وهم ناصر الدنيا والدين محمود، ومعز الدين أحمد سنجر، وغياث الدنيا والدين محمد، كما شارك في هذه الصراعات ابنه ملكشاه بن بركياروق.
في عام 494 هـ، وكما يخبر الذهبي في العبر في خير من غبر "التقى الأخوان بركياروق ومحمد فانهزم محمد وأسر وزيره مؤيد الملك وذبح ووصل محمد إلى جرجان فبعث له أخوه سنجر أموالا وكسوة ثم تعاهدا وأما بركياروق فصار في مائة ألف فأذن لعسكره في التفرق للغلاء".
ويضيف: "وبقى في عسكر قليل فقصده أخواه ففر إلى همذان ونقصت بذلك حرمته ثم فر إلى خوزستان وهو في خمسة آلاف ضعفاء جياع فدخل بغداد وتمرض ومد جنده أيديهم إلى أموال الرعية".
ويكمل:"فوصل سنجر ومحمد إلى بغداد فتقهقر بركياروق إلى واسط وهو مريض وأكثر من معه مجمعة وفي هذا الوقت كثرت فرق والجبل وزعيمهم الحسن بن الصباح فملكوا القلاع،... واستفحل أمرهم لاشتغال أولاد ملكشاه بنفوسهم".
بعد ذلك بعام تلاقى بركياروق مع أخيه محمد مرة أخرى، فتصالحا ثم تلاقيا مرة أخرى بعد شهرين فانهزم محمد ونهبت خزائنه، فانسحب محمد إلى أصفهان ومعه عدد من جنده فلحقه بركياروق ليقاتله، ولم يستطع دخول المدينة.
في عام 497هـ أصطلح الإخوة أخذ كلا منهم جزء من الدولة وكان لبركياروق الري وطبرستان وفارس والجزيرة والحرمين، وبعدها في عام 498هـ توفي بركياروق واستولى أخوه محمد على ملكه بعد أن قتل الأمير إياز السلجوقي الذي صالحه في دخول المدينة وسلم له ملكها وكان الأمير إياز هو الوصي على ابنه ملك شاه الثاني.
وكان بركياروق شابا شهما شجاعا لعابا، فيه كرم وحلم، وكان مدمنا للخمر، تسلطن وهو حدث، له ثلاث عشرة سنة، فكانت دولته ثلاث عشرة سنة في نكد وحروب بينه وبين أخيه محمد.
أما بالنسبة لعلاقة باركياروق بالإسماعيليين فهو لم يبذل جهدا حقيقيا لمهاجمة مراكز الإسماعيليين، إلا أنه سمح بإعداد مذبحة للمتعاطفين مع الإسماعيلية في أصفهان.
وهكذا أشترك الجند والمواطنون في تصيّد المشبوهين الذين كان يُحاط بهم ويؤخذون إلى الميدان الكبير حيث يقتلون، وكان عدد ضحايا هذه المذبحة 800 إسماعيليا، ومن أصفهان امتدت الإجراءات ضد الإسماعيليين إلى العراق حيث قتلوا في معسكر ببغداد وأُحرقت كتبهم.
وكان أحد الإسماعيليين البارزين -يدعى إبراهيم أسدآبادي- قد أرسله السلطان نفسه في مهمة رسمية إلى بغداد، فأرسل السلطان أوامر بقتله، وعندما جاء سجَانوه ليقتلوه قال لهم أسد آبادي:"حسنا، إنكم ستقتلونني، ولكن هل يمكنكم قتل هؤلاء الذين في القلاع؟!".
فـي الثاني ربيع الآخر سنة 498 هـ \1105م، توفي السلطان بركياروق وكـان مرضـه السل والبواسير وكان بأصفهـان فسار طالبا بغداد فقوي به المرض في بروجرد فجمع العسكر وحلفهم لولده ملكشاه وعمره حينئذ أربع سنين وثمانية أشهر وجعل الأمير أياز أتابكه فحلف العسكر له وأمرهم بالمسير إلى بغداد وتوفي بركيارق ببروجرد ونقل إلى أصفهان فدفن بها في تربة عملتها له سريته.