هل تراجع ترامب عن حربه التجارية مع الصين بسبب إدراكه اقتراب تفوق بكين اقتصاديا؟

آخر تحديث: الأحد 27 أبريل 2025 - 3:00 م بتوقيت القاهرة

حياة حسين

- الصين تحقق طفرة في حجم الاقتصاد والاستثمارات في الخارج

 

في بداية الأسبوع الماضي، هاجم جيفري ساكس، الأكاديمي البارز في جامعة كولومبيا والخبير الاقتصادي المعروف، دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، مؤكدا أن "ميكي ماوس" يفهم في الاقتصاد أفضل منه، واتهمه بتدمير قوة أمريكا، لكنه أشار أيضا إلى أن المستقبل للصين وليس لبلاده، فهل جاء تراجع ترامب بسبب إدراكه اقتراب تفوق بكين اقتصاديا؟

وتراجع ترامب الأسبوع الماضي عن تصريحاته الساخنة بشأن التعريفات الجمركية على الصين، مؤكدا أنه سيخفضها بنسبة كبيرة حال الوصول إلى اتفاق مع بكين.

تؤكد أبحاث عديدة منذ سنوات طويلة اقتراب التفوق الصيني اقتصاديا على أمريكا، والفوز في سباق النمو، ويبدو ترامب منذ ولايته الأولى أنه يدرك واقعية هذه الفرضية بشدة، وأن هذا الأمر ليس مجرد مخاوف، بل كل الأرقام تؤكد ذلك.

فخلال 24 عاما، تضاعف حجم اقتصاد الصين 5 مرات، مقابل مرتين لأمريكا، كما تسيطر بكين على 30% من حجم الإنتاج الصناعي العالمي، مقابل 15% لواشنطن، وفق "سافجارد جلوبال".

وسعت الصين إلى بناء شراكات قوية تجارية واقتصادية مع دول العالم المختلفة حيث بنت مشروعات باستثمارات 679 مليار دولار حول العالم خلال 8 أعوام، وهو 9 أضعاف أمريكا والتي بلغت قيمة استثماراتها 76 مليار دولار في المدة نفسها.

كما أصبحت الصين لاعبا قويا في مجالات الفضاء والذكاء الاصطناعي.

وبلغ عدد طلبات براءات الاختراع التي طلبتها الصين في 2023 نحو 798 ألف طلب وهو ضعف طلبات أمريكا، وفق "سكاي نيوز".

وتحتل الصين وضعا متميزا في مجال صناعات المستقبل، مثل الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية.

وتكشف الأرقام أن استثمارات الصين في الطاقة المتجددة يتجاوز حجم ما تستثمره أمريكا والهند وكندا مجتمعة.

ويبدو أن قطاع الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية أكثر ما يخيف رؤساء أمريكا، إذ سعى سلف ترامب، جو بايدن إلى تقويض واردات الولايات المتحدة من تلك المنتجات تحت مزاعم مختلفة، مثل حظر واردات مكونات محطات الطاقة الشمسية من بعض مناطق يُمارس فيها العمل القسري، أو التي يقطنها مسلمو الإيجور، الذين يتعرضون للاضطهاد.

وتهيمن الصين على صناعة أهم من ذلك، وهي المعادن النادرة، اللازمة لصناعات الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية والإلكترونيات، لذلك تتعمد حرمان أمريكا منها، أو التلويح بعدم تصديرها لأمريكا مع نشوب أي خلاف.

وعلى سبيل المثال، أعلنت الصين حظر تقنيات استخراج وفصل المعادن الأرضية النادرة، في 21 ديسمبر 2023، وهو ما عده البعض مهددا للأمن القومي والاقتصادي وأمن المعادن النادرة للولايات المتحدة.

وتنتج الصين نحو 60% من المعادن الأرضية النادرة في العالم، وتعالج ما يقارب من 90%، ما يعني أنها تستورد هذه المعادن من دول أخرى وتعالجها، ما يعني أن الدولة صاحبة ثاني أكبر اقتصاد عالمي تحتكر هذه الصناعة.

وتضم المعادن الأرضية النادرة 17 عنصرًا بخواص كهربائية ومغناطيسية فريدة: اللانثانوم، والسيريوم، والبراسيوديميوم، والنيوديميوم، والبروميثيوم، والسماريوم، واليوروبيوم، والغادولينيوم، والتيربيوم، والديسبروسيوم، والهولميوم، والإربيوم، والثوليوم، والإيتربيوم، واللوتيتيوم، والسكانديوم، والإيتريوم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved