الناجون من الإبادة الجماعية في رواندا سعداء باعتقال كابوجا الهارب منذ 26 عاما

آخر تحديث: الأربعاء 27 مايو 2020 - 5:11 م بتوقيت القاهرة

د ب أ

كان العديد من الروانديين يتطلعون إلى القبض على فيليسيان كابوجا، الذي تمكن من تفادي الاعتقال عدة مرات في السنوات الـ26 الماضية قبل أن يتم القبض عليه في باريس في 16 مايو الجاري.

وقال الرواندي تشارلز نجارامبي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "كنا قلقين من أنه يمكن أن يموت قبل تحقيق العدالة. وهناك الآن ارتياح بأنه سوف يمثل للمحاكمة".

كان نجارامبي معلما في مدرسة بمنطقة موكارانج في مدينة بيومبا شمالي رواندا، حيث كان يعيش كابوجا. وتمكن من الفرار بصعوبة قبل أيام فقط من اندلاع عمليات القتل في ظل الإبادة الجماعية عام 1994، لكنه فقد تسعة من أفراد عائلته.

وتصدر محكمة فرنسية اليوم الأربعاء حكمها بشأن ما إذا كان سيتم تسليم كابوجا إلى الآلية الدولية لتصريف الأعمال المتبقية للمحكمتين الجنائيتين الدوليتين، التي تتعامل مع الهاربين من العدالة في الإبادة الجماعية في رواندا.

وعادة ما تتعامل الآلية الدولية لتصريف الأعمال المتبقية للمحكمتين الجنائيتين الدوليتين مع القضايا الرواندية في تنزانيا المجاورة، لكن ممثلي الادعاء يطالبون باحتجاز كابوجا مؤقتا في لاهاي بهولندا في ضوء جائحة كورونا.

ويأمل الكثير من الناجين من الإبادة الجماعية في رواندا في أنه بعد انتهاء عملية التسليم، ينتهي الأمر بعودة كابوجا إلى رواندا لمواجهة العدالة.

ووفقا لملف المدعي العام في باريس الذي يدير الجلسة، فإن كابوجا "عاش محصنا من العقاب في ألمانيا وبلجيكا والكونجو-كينشاسا وكينيا وسويسرا"، وكان يعيش بهوية مزيفة في ضاحية أسنيير-سور-سين بباريس في وقت اعتقاله.

وبالنسبة لأعضاء منظمة "إيبوكا" الرواندية للناجين من الإبادة الجماعية، سيكون من المناسب أن يحاكم كابوجا في رواندا، مسرح الجرائم التي تردد أنه ارتكبها ضد الإنسانية، وليس أمام محكمة دولية.

وقال جان بيير دوسينيزيمونجو، من منظمة إيبوكا، لوكالة الأنباء الألمانية: "نحن نعلم أن نقله إلى رواندا أمر ممكن لأن المحكمة الجنائية الدولية لرواندا) أرسلت بالفعل مشتبه بهم في جرائم إبادة جماعية للمحاكمة في رواندا".

وأدانت المحكمة الجنائية الدولية الخاصة برواندا، وهي محكمة خاصة تم تأسيسها في أروشا في تنزانيا، ما لا يقل عن 60 من كبار الجناة الذين بدأوا وحرضوا على الإبادة الجماعية. وقد تُركت القضايا الأخرى المتبقية إلى المحكمة التي خلفتها في المهمة، وهي الآلية الدولية لتصريف الأعمال المتبقية للمحكمتين الجنائيتين الدوليتين.

ووفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش، فبينما أنهت المحكمة الجنائية الدولية الخاصة برواندا عملها قبل إنهاء عملها في عام 2015، فقد سلمت سبع قضايا على الأقل إلى المحاكم الرواندية، مما يشير إلى أنه من الممكن أن يحاكم كابوجا أمام هذه المحاكم .

وقال جان داماسين بيزيمانا، السكرتير التنفيذي لمؤسسة "سي.إن.إل.جي" الرواندية التي تأسست لمحاربة إيديولوجية الإبادة الجماعية، إنه على الرغم من أن كابوجا ربما لم يكن قد أمسك بسلاح ناري، فقد استخدم أمواله لتنسيق الإبادة الجماعية.

ويواجه كابوجا تهم تمويل المذبحة واستيراد كميات كبيرة من المناجل من الصين التي استخدمتها ميليشيا إنترهاموي لذبح الضحايا.

وتم اتهام رجل الأعمال الثري الذي ينتمي لعرقية الهوتو، وهو صديق الرئيس الرواندي الأسبق جوفينال هابياريمانا، في عام 1997 بسبع تهم: التواطؤ في الإبادة الجماعية، والتحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة الجماعية، والشروع في الإبادة الجماعية، والتآمر على ارتكاب الإبادة الجماعية، والاضطهاد والإبادة فيما يتعلق بالقتل الجماعي لمجموعات التوتسي العرقية والهوتو المعتدلين في رواندا.

وتمتد جذور صراع التوتسي والهوتو عبر الأجيال، ولكن الإبادة الجماعية اندلعت بسبب وفاة هابياريمانا، الذي تم إسقاط طائرته في 6 نيسان/أبريل 1994.

وأطلقت ميليشيا إنترهاموي على الفور موجة قتل لمدة 100 يوم، وكثيرا ما قطعوا ضحاياهم إلى أشلاء في منازلهم وفي الكنائس وملاعب كرة القدم وفي مناطق على الطرق أقيمت لهذا الغرض.

ولا يزال اكتشاف مقابر جماعية لضحايا الإبادة مستمرا حتى يومنا هذا، خاصة وأن السجناء المتورطين في الإبادة الجماعية يكملون عقوباتهم ويقدمون معلومات جديدة حول أماكن دفن الضحايا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved