في ذكرى ميلادها.. كيف قدمت فاتن حمامة دور «الضحية» بزوايا مختلفة؟

آخر تحديث: الأربعاء 27 مايو 2020 - 1:31 م بتوقيت القاهرة

محمد حسين

تحل اليوم (27 مايو) ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، التي أحبت شاشة السينما وأصبحت سيدتها بعد ذلك؛ لعطائها الكبير والمميز.

 

 

وصفها الناقد طارق الشناوي، في مقال له، بأنها كانت مختلفة دائما، وذلك من مرحلة البداية، فهي رغم الحضور خفيف الظل لسنوات الطفولة، لم يكفها وأدركت مبكرًا أنها لابد أن تحافظ على نفس مستوى الحب لدى الجمهور، الذي لا يقبل بطبيعته أن تتغير الصورة التي أحب عليه نجمه.

وبتتبع تاريخها، نلاحظ أن حمامة قدمت عددا كبيرا من أدوار البطولة مع بداية الخمسينيات، والتي غلب عليها طابع الفتاة البريئة، والتي لم تخرج عنها إلا في نطاق ضيق، ووفق رؤية إخراجية متمكنة كما اختارها صلاح أبو سيف لتقديم دور الفتاة الشريرة في فيلم "لا أنام".

ولكن السؤال، هل دور الضحية كان متماثلاً في كل ما قدمته فاتن خلال تاريخها الطويل، بشأن ذلك تقول الناقدة حنان شومان، في حديث لـ"الشروق"، إن جمهور السينما في طبيعته لا يحب أن يرى بطله في صورة غير الضحية التي تتعذب طوال الأحداث، وينال من أذاها عقابه في نهاية الأحداث، لكنه أيضاً ملول ولا يقبل تكرار الدور من الممثل دون تغيير، وكان تحقيق التوازن الصعب العقبة الحقيقية في طريق فاتن؛ لذا نجد أنها قدمت دور "الضحية" بأبعاد مختلفة.

• نادية.. فقدان الذاكرة عمق المعاناة

من أشهر أدوار فاتن حمامة، كان في فيلم "الليلة الأخيرة"، والذي قدمت من خلاله شخصية "نادية" التي تفقد الذاكرة وتستعيدها بعد نحو 15 عامًا، لتجد أن الأمور انقلبت والجميع يناديها باسم أختها، ويعاملها وكأنها هي، فتجد نفسها في منزل الأخت، وزوج أختها يناديها باسم مختلف، وتفاجئ أن الجميع يعاملها وكأنها أختها التي تجدها اختفت بشكل مفاجئ.

وتعتبر شومان، أن هذا الدور هو من الأدلة الواضحة على التنوع في تقديم الشخصيات، وإن كانت في ذات الإطار، فالضحية هنا تم استغلال حالة مرضية وهي "فقدان الذاكرة"، وهو الدور الذي كان جديدا إلى حد ما في التناول السينمائي في بداية الستينيات، ومع مرور السنوات، تم تناول تلك الحالة في كثير من الأعمال الفنية، آخرها كانت مسلسلات عرضت في الموسم الرمضاني، لكن بمقارنتها مع "الليلة الأخيرة" نجد أن فاتن حمامة قدمت معجزة وتحفة فنية.

 

 

وتستكمل شومان حديثها، بتجربة أخرى تعتبرها هي الأهم في مسيرة فاتن حمامة؛ لأنها وقتها لم تكن ضحية شخص أو مجتمع، بل كل ذلك كان مجتمعا في فيلم "أريد حلا" وهي غير مسبوقة، حيث كانت قضية "حصول المرأة على الطلاق" لم تكن مألوفة حتى من جانب المجتمع نفسه، بالإضافة للحواجز القانونية التي كانت مقيدة لحقوق المرأة، ومن الضروي أن نضم هذا الفيلم للأفلام التاريخية؛ لأنه ساهم في تغيير قانون "الأحوال الشخصية"، وهي خطوة غير معتادة في تاريخ السينما في العالم، فهنا كانت أهمية القضية الاجتماعية؛ حيث لم نر حوادث كثيرة من استجابة السلطات لتغيير أحد القوانين.

 

 

وتحدثت حمامة عن تلك التجربة، في حوار صحفي، قائلة إنها منذ قراءة السيناريو أعجبتها الفكرة بشكل كبير، ورأت أنها رسالة لابد أن تقدمها؛ لكنها واجهت صعوبة بعرضها على كثير من المخرجين، الذين واجهونها بالرفض، وانتهى المطاف مع سعيد مرزوق الذي كتب تاريخًا جديدًا له بهذا الفيلم الهام.

وعن السبب وراء التعدد في الزوايا رغم وحدة الإطار، توضح شومان أن مرجعه الأساسي هو الثقافة الكبيرة والواسعة التي كانت تتميز بها سيدة الشاشة، بدأتها مع حضور الصالونات الثقافية التي واكبت محطة هامة من الحركة الفكرية المصرية، وكان على رأسها "صالون الثلاثاء" للكاتب الكبير أحمد بهاء الدين.

وتابعت شومان، أن فاتن حمامة روت لها ذات مرة بأن حضور جلسة واحدة من تلك الصالونات كان يوازي قراءة عشرات الكتب، وكان مؤثرًا كبيرًا على دقة خياراتها وتناول الموضوعات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved