دار الشروق تطرح طبعة جديدة من «مناظر مصرية» للفنان حلمي التوني

آخر تحديث: السبت 27 يونيو 2020 - 7:37 م بتوقيت القاهرة

شيماء شناوي:

أصدرت دار الشروق، الطبعة الثالثة من كتاب التلوين «مناظر مصرية»، رسوم الفنان حلمي التوني.

كما يدَّخر الناسُ المالَ لينفعهم فى مستقبلهم، تدَّخر الشُّعوب مدّخرات من نوع آخر غير المال، فهم يدخرون العادات والتقاليد التى يمارسها الجميع ويشترك فيها كل الناس، فتجمع بينهم، وتجعلهم شعبًا أو أمَّة، ويصبح لهذه الأمة ثروة من المعْرِفة والتجارب نسمِّيها "ذاكرة الأمة".

وهذه الذاكرة تتكون من تاريخ وأحداث، وأيضا من أشياء ومناسبات وممارسات يشترك فيها الجميع، هذه الذاكرة الشعبية تتعرض فى الأزمنة الحديثة للضعف والنسيان، سواء باختفاء المناسبات، أو عدم الاهتمام بها مع ظهور الاختراعات الحديثة ومعها العادات الجديدة.

والكتاب يحاول رصد وتسجيل بعض هذه العادات والأشياء التى كنا نستعملها، أو يستعملها آباؤنا وكانت جزءا من حياتهم اليومية وأفراحهم وسعادتهم، وثروة ذكرياتهم التى تُشكَّل ملامِح مجتمعهم وملامح هَويَّتِهم.

وحلمي التوني واحد من أبرز الفنانين فى مجال تصميم الكتب والمجلات، فى مصر والعالم العربى، حيث عمل فى مجال تصميم أغلفة الكتب، والإخراج الصحفى لعدد من دور النشر، حتى بلغ عدد أغلفة الكتب التى رسمها أكثر من 3 آلاف كتاب، فضلًا عن المجلات التى رسم أغلفتها أيضا، وألف صور العديد من كتب وملصقات الأطفال والتى نشرت بعدة لغات بواسطة المنظمات التابعة لـ «الأمم المتحدة».

ولد حلمى التونى فى بلدة «تونة الجبل»، ببنى سويف، ومن هنا جاء لقب الأسرة، وجاء عشق حلمى التونى للتراث الكلاسيكى، ولما كانت والدته تنحدر من أصل تركى، فقد جمع فى شخصيته انفتاحا ثقافيا. رفض أن يلتحق بكلية الهندسة كتقليد عائلى، وفضل التوجه إلى الفنون الجميلة سنة 1953، ليتخصص فى الديكور المسرحى، كان شغوفا بالرسم والتلوين منذ انتظامه فى التعليم العام، فرأس جماعة الرسم فى مدرسة الترعة البولاقية الابتدائية، كما اعتمد عليه المدرسون فى تجميل المدرسة وتلبية رغباتهم فيما يطلبون من لوحات، ولم يكن التشجيع فى بيت العائلة بأقل منه فى المدرسة، كان يرسم ويلون بالطباشير حيوانات الحقول المجاورة، من بقر وجاموس وحمير وخراف وهو بعد فى الثالثة الابتدائية، الأمر الذى كان يثير حماس ذويه، بخاصة عمه المهندس الزراعى. ولا تكاد الإجازة الصيفية تبدأ، حتى ينهمك فى الرسم والتلوين يوميًّا إلى الساعات الأخيرة من الإجازة.

لم يكد يشب عن الطوق ويلتحق بالمدرسة الثانوية، حتى اتسعت آفاق الفن من حوله، كان شقيقه متزوجًا من يونانية، يهوى أخوها الرسم والتلوين الزيتى ويعد ألوانه بنفسه، وينقل المناظر الطبيعية من الكارت بوستال مكبرة على القماش، بينما يتردد خالها على مبنى دار الأوبرا القديمة، حيث يصعد إلى الطابق العلوى ليصور المناظـر والديكورات، المستخدمة كخلفيات فى العروض المسرحية والباليهات، كان حلمى التونى اليافع الذى لم يتجاوز الـ15 سنة، يراقب مبهور الأنفاس تلك الممارسات الفنية والإبداعية، وينسج على منوال شقيق زوجة أخيه فى تكبير المناظر الطبيعية وتلوينها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved