استفزاز أمريكي وانتهاك حدودي من بكين.. تفاصيل الأزمة بين الصين وتايوان

آخر تحديث: الأحد 27 سبتمبر 2020 - 5:41 م بتوقيت القاهرة

إسماعيل إبراهيم

"لن نسمح لأحد بالتفاخر في مجالنا الجوي"، كان هذا رد تايوان على جارتها الصين بعد اختراق الأخير للحدود الفاصلة بين البلدين.

واشتعلت الأجواء بين الجارتين، وذلك في أعقاب زيارة مسئول وزارة الخارجية الأمريكية كيث كراتش، إلى العاصمة التايوانية، حيث تسعى بكين لمنع جارتها من مواصلة تعزيز العلاقات مع أمريكا وديمقراطيات أخرى متشابهة في الفكر، طبقًا لما ذكرته وكالة "بلومبرج" للأنباء.

جاء الرد الصيني شديد اللهجة سريعًا بعد تلك الزيارة حيث اعتبرتها استفزازًا سياسيًا للصين، وإجراءً قد يشجع قوى الاستقلال التايوانية، وفقًا لما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وينبين.

لم تكتف الصين برفض تلك الزيارة فحسب، حيث أنها بادرت بانتهاك لحدودها مع تايوان عسكريًا في مناورة، وفي هذا التقرير تستعرض الشروق تفاصيل الأزمة بين البلدين.

 


ما سبب الوجود الأمريكي في جزيرة تايوان المجاورة للصين؟

وصل كيث كراش، وكيل وزارة الخارجية للنمو الاقتصادي والطاقة والبيئة، إلى تايوان يوم 17 من سبتمبر الجاري ليمثل الولايات المتحدة في مراسم عزاء رئيس تايوان السابق لي تنج هوي.

وتأتي زيارة "كراش" بعد أكثر من شهر من وجود وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكي أليكس عازار لتايوان في منتصف أغسطس، وذلك لمناقشة تدابير الوقاية من فيروس كورونا، ولكن أيضًا في عرض رمزي للغاية لدعم إدارة ترامب لتايبيه، وكان عازار أعلى مسئول أمريكي يزور الجزيرة منذ عقود طويلة.

لماذا الأمر يبدو مستفزًا للصين؟

تعليقًا على تلك الزيارة قال ينان هي، الأستاذ المساعد في قسم العلاقات الدولية بجامعة ليهاي الأمريكية، إن لي تنج هوي كان أول زعيم تايواني يطرح فكرة أن بلاده كيان منفصل عن الصين، وهذا يجعله الشخص الأكثر كرها في قائمة بكين لتايوان.

"لذا فإن الإشادة بهذا الشخص من قبل إدارة ترامب يثير غضب بكين"، وفقا لما نقله موقع "سي إن إن".

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية من قبل أن كراش في طريقه إلى تايوان لحضور مراسم العزاء، لكنها لم تقدم أي معلومات أخرى حول جدول أعماله أو خططه أثناء وجوده في تايبيه.

الصين بين الرد بالتصريحات والحراك العسكري

رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وين بين "إن بلاده تعارض بشدة زيارة نائب وزير الخارجية الأمريكي إلى تايوان، مشيرًا إلى أن بلاده قدمت احتجاجات رسمية إلى الولايات المتحدة بهذا الصدد".

أما عن التحركات العسكرية فقد كان مضيق تايوان حلبة الصراع بين البلدين لتصعد الصين مخاطر المواجهة العسكرية في تلك المنطقة، حيث تسعى بكين لمنع تايبيه من مواصلة تعزيز العلاقات مع أمريكا.

وانتهكت طائرة تابعة لجيش التحرير الشعبي مرارًا خط المنتصف بين تايوان والبر الرئيسي الصيني الأسبوع الماضي، وذلك في سلسلة من التدريبات العسكرية بالمنطقة.

ونقلت صحيفة "تشاينا تايمز" ومقرها تايبيه عن مسئولين عسكريين، لم يتم الكشف عنهم، قولهم إن الطيارين الصينيين، أشاروا إلى استعداد لمواصلة تلك الممارسات، حيث أخبروا الأفراد التايوانيين، الذين حاولوا تحذيرهم بالابتعاد أنه "ليس هناك خط منتصف".

وتم تداول التقرير على نطاق واسع من قبل وسائل إعلام رسمية صينية، حيث ردت قيادة مسرح العمليات الشرقية التابعة للجيش على أحد المنشورات، وحثت المواطنين على "تجاهل أي أوهام والاستعداد للحرب".

وأصدر سلاح الجو التابع لجيش التحرير الشعبي الصيني بشكل منفصل مقطع فيديو يظهر قاذفات طراز "إتش-6" تشن هجومًا محاكيًا على مدرج طائرات مماثل للهجوم على قاعدة أندرسون التابعة لسلاح الجو في جزيرة جوام وهي منطقة انطلاق رئيسية لأي دعم أمريكي لتايوان.

ما هو خط المنتصف الذي تنكر الصين وجوده؟

يعتبر خط المنتصف هي الحدود الرسمية بين بكين وتايبيه في مضيق تايوان البحري.

وصاد صامت الولايات المتحدة برسم ذلك الخط عندما وقعت على معاهدة الدفاع المتبادل مع تايوان في عام 1954، وكانت إضافة لتلك المعاهدة بمثابة منطقة عازلة لا تتدخل فيها الطائرات الأمريكية للمرور لحدود الصين.

ولا يجوز لأي من الدول الثلاثة (أمريكا، تايوان، الصين) عبور ذلك الخط وإلا فسيقوم الطرف الآخر بقصف الطائرة العابرة أو السفينة أو ما إلى ذلك، إلا أن الصين قامت بمناورات عسكرية في المضيق وعبرت الخط الفاصل بطائراتها عدة مرات نافية وجود خط المنتصف بين البلدين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved